حسين الشيخ وتراتيل الخلافة 

حسين الشيخ وتراتيل الخلافة 
الخميس ٢١ يوليو ٢٠٢٢ - ٠٦:٤٢ بتوقيت غرينتش

منذ ان تسلم حسين الشيخ امانة سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية تحول الى الاسم الاكثر ذكرا وتداولا في وسائل الاعلام التقليدية ووسائل التواصل الاجتماعي بوصفه الاقرب الى خلافة رئيس السلطة محمود عباس.

العالم - قضية اليوم

وبدأ اسم حسين الشيخ يتكرر بين رافض له تماما بوصفه الذي يدير ملف العلاقة مع تل ابيب وبفعل اتهامات توجه له بالتربح من منصبه، وبين رافض له بشكل نسبي لان في فتح من هو اجدر منه واقدر على ان يكون الخلية المنتظر، وبين متحفظ يفضل الانتظار لان صحة عباس مازالت توصف بالجيدة وبين متحمس يرى ان للرجل حقا في ان يطرح نفسه كخليفة فهو صاحب تاريخ نضالي كما يرى هؤلاء وامضى سنوات طويلة في الاعتقال بالاضافة الى انه يجلس في مقاعد قيادة فتح منذ ١٣ عاما ، لكن هل حقا بات الشيخ قاب قوسين او ادنى من خلافة ابي مازن ، الحقيقة ان الموضوع اكثر تعقيدا مما يظنه البعض لان خلافة ابو مازن لن تكون كخلافة ياسر عرفات وذلك لان الخليفة في تلك المرحلة كان خليفة واحد لكل المواقع التي شغرت برحيل عرفات ،اما في حالة ابو مازن فان الشغور سيكون في ثلاث مواقع ،وهي رئاسة منظمة التحرير ورئاسة السلطة ورئاسة حركة فتح ، ويبدو ان الخلفاء متعددون ،اما في رئاسة المنظمة فان امين السر حسين الشيخ يتسلم رئاسة المنظمة الى حين اجتماع المجلس الوطني او المركزي بوصفه حصل على صلاحيات الاول لينتخب رئيسا للمنظمة سواء اكان الشيخ او غيره ،وفي رئاسة السلطة فان رئيس المجلس التشريعي يتسلم الرئاسة حتى اجراء انتخابات مباشرة وبما ان المجلس التشريعي معطل بقرار محكمة دستورية فان رئيس المجلس الوطني يتسلم رئاسة السلطة الى حين اجراء انتخابات ، وبما ان قانونيين وسياسيين يطعنون في قرار وتعطيل التشريعي فالامر يحتاج الى دراسة اوسع واشمل اما في حركة فتح فالنظام الداخلي يمنح امين سر اللجنة المركزية قيادة الحركة الى حين عقد مؤتمر جديد ولجنة مركزية جديدة لكن مع وجود نائب لرئيس الحركة وهو منصب مستحدث فالامر يحتاج الى تدقيق و تمحيص ، ان المشهد يحتاج الى ترتيل لا الى قراءة والفارق بين الترتيل والقراءة كبير فالترتيل يعني الفهم لكل حرف اما القراءة فهي لا تعني فهم المكتوب لان القارىء قد يكون عارفا بالاحرف والهجاء جاهلا للمعاني ، والمقصود هنا ان كل موقع في مواقع القيادة لا يمكن الا ان ياتي عبر صندوق الانتخابات ففكرة التسليم بان حسين الشيخ اصبح قاب قوسين او ادنى فكرة متسرعة ، وكما قال الشيخ ذاته في احد اللقاءات ان اجراء الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات لانتخابات رئاسية وخضوعه للعبة الصناديق تفرض على كل من ياتي خلفه ان يخضع لها ، والامر الاخر الذي يغيب عن اذهان البعض هو التنظيم المنافس لفتح بقوة واقصد حركة حماس فلا اظن ان حماس ستكون غائبة عن اي استحقاق انتخابي مقبل وهذا موقف حاسم في قاعدة الحركة وقيادتها ان الحضور في اي انتخابات مقبلة هو قرار استراتيجي لا يمكن التهاون فيه ، اذا فكرة ان خلافة عباس في السلطة والمنظمة مضمونة لفتح فكرة يجانبها الصواب ، اما ان حسين الشيخ من حقه ان يترشح لاي موقع فهذا لا جدال فيه اذا توافرت الشروط المنصوص عليها في كل موقع اما الحسم فيبقى للشارع الفلسطيني الذي صب للرئيس عباس في انتخابات الرئاسة في ٢٠٠٥ بوجود رقابة دولية واعتراف دولي وايضا هو ذاته الذي عاقب فتح بعد ذلك باشهر وانتخب حركة حماس وسلمها دفة قيادة الحكومة والمؤسسة التشريعية وكذلك هو الشارع الذي ينتخب فتح في جامعة ويخذلها في اخرى وهو الشارع الذي انتخب حماس في احدى المدن في الانتخابات البلدية وصوت ضدها في ذات البلديه بعد اعوام ،لا احد يستطيع ان يتوقع الشارع الفلسطيني ولذلك مادام الخيار عبر الصندوق فللكل الحق ان يحتكم اليه .

فارس الصرفندي