هذا ما يتوجب على تركيا فعله لإعادة الاستقرار للمنطقة؟

هذا ما يتوجب على تركيا فعله لإعادة الاستقرار للمنطقة؟
الثلاثاء ٢٣ أغسطس ٢٠٢٢ - ٠٢:٥١ بتوقيت غرينتش

يقال ان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بدأ في الفترة الاخيرة مهاجمة المؤامرة الغربية في سورايا والمتآمرين عليها ابتداء من الولايات المتحدة الى قوات التحالف الدولي لمكافحة ما يسمى بـ"الإرهاب".

العالم - يقال ان

الرئيس التركي ذهب الى ابعد من ذلك بوجوب "ضمان السير بخطوات متقدمة مع سوريا كي يتم تعطيل عدد من المؤامرات في هذه المنطقة من العالم الإسلامي".

إردوغان أكدها صريحة ان "الولايات المتحدة وقوات التحالف الدولي هي التي تغذّي الإرهاب في سوريا بشكل أساس"، واكثر من ذلك إن جريدة مقرّبة من الحزب التركي الحاكم لم تتردد في تحميل الغرب و"الأمبريالية" المسؤولية عما لحق بسوريا من خراب وتدمير.

بدأ حديث إردوغان وبشكل مركّز منذ عودته من قمة طهران، حيث طالب بخروج القوات الأمريكية من سوريا على الفور، متهما واشنطن بدعم الإرهاب في المنطقة، وتحديداً حزب العمال الكردستاني PKK، وهو موقف مثير بالنظر إلى أنه جاء بعد أسابيع قليلة فقط على الاتفاق بين تركيا والولايات المتحدة بخصوص انضمام دول جديدة إلى حلف (الناتو).

الرؤية الايرانية والروسية

في هذا الاطار، قال المتحدث باسم الخارجية الايرانية ناصر كنعاني يوم امس الاثنين، ان على الحكومة التركية أن تصحح وجهة نظرها بشأن التطورات في سوريا وأن تلعب دورها القيم والفعال على صعيد إعادة السلام والاستقرار والطمأنينة إلى هذا البلد.

ذلك ما يعني المسير ضمن توافق أطراف "استانا" بالسير بخطوات ملحوظة جادة دون الأخذ بالاعتبار التحفظات أو حتى الرفض الأمريكي، وهو الحديث الذي بدأ بالفعل يطغى على التصريحات الصادرة عن أنقرة بشكل مركّز منذ عقد قمة دول "أستانا" في العاصمة الإيرانية طهران، في التاسع عشر من تموز/يوليو الماضي.

من الواضح ايضا، أن تركيا قد حسمت أمرها في إنجاز حل سياسي وفق التصورات الروسية للقضية السورية، وبغضّ النظر عن ترويجها القوي لوجود مؤامرة غربية-أمريكية، إلا أن المؤكد هو توافق أطراف أستانا على الشروع بخطوات الحل هذه، بدون الأخذ بالاعتبار التحفظات أو حتى الرفض الأمريكي.

في المقابل

الموقف الاميركي ثابت من الازمة السورية حيث تتبع واشنطن سياسة التأجيج والتأزيم من خلال سعيها للوقوف بوجه اي تقارب تركي مع كل من روسيا وايران اللتين بذلا مساعيهما باطلاق حل دبلوماسي جديد بين تركيا وسوريا عبر دعوة الطرفين، والدفع باتجاه بنك من المفاوضات الجادة بحيث تنتهي بإبرام اتفاق بينهما على ألّا يأخذ ذلك وقتاً طويلا.

لا تمتلك الولايات المتحدة حاليا اي رؤية استراتيجية جديدة واضحة أو وجهة نظر جادة لانهاء الازمة في سوريا خصوصا بعد اختلال الوضع في اوكرانيا واوروبا الشرقية، انما على العكس من ذلك وبدرجة 18، ترى واشنطن ضرورة مواصلة تأزيم الاوضاع في سوريا لصالح بقاء تواجدها فيها لاطول فترة زمنية ممكنة لضمان مصالحها الاستحواذية في نهب الطاقة (النفط والغاز) السوريين ولضمان أمن الكيان المحتل الذي يتركز على محوري تدمير بنى سوريا التحتية وزعوزعة امنها بنشر الارهاب فيها.

ان الولايات المتحدة هي من دعمت الإرهاب في سوريا ودمرت البنية التحتية والاقتصادية وتواصل نهب نفطها وثرواتها وفرض إجراءاتها الاقتصادية القسرية في انتهاكها لميثاق الأمم المتحدة.

إعادة إعمار سوريا؟

بدأت الولايات المتحدة وتحديدا "عقب قمة طهران"، بالعمل على تعزيز وجودها العسكري في سوريا من أجل قطع الطريق على مشروع الحل هذا، ووجّهت رسائل جديدة أكدت فيها أن المسار الوحيد المقبول هو مسار جنيف وفق قرارات مجلس الأمن الدولي، مشددة على أنها لن تتسامح حيال التطبيع التركي مع سوريا.

من جملة رسائل الولايات المتحدة ايضا، انها مصممة على عدم الافراج عن أي أموال تتعلق بإعادة الإعمار في سوريا قبل الوصول إلى حل سياسي تراه "عادلا" و"مُرضيا" (لها وللكيان الاسرائيلي).. ومن الطبيعي للميليشيات المسلحة التي تأتمر بأمرها.

هذا ما يتوجب على تركيا

الحقيقة التي لم تعد خافية على أنقرة اليوم، انها يتوجب عليها ان تعي دورها الحقيقي والفعال في ضرورة إتخاذ المبادرة في عموم المنطقة على صعيد إعادة السلام والاستقرار والطمأنينة إلى سوريا وحتى شمال العراق من خلال بناء علاقات بناءة بينها وبين سوريا والعراق وحل الخلافات واتخاذ خطوات نحو الحوارات الثنائية واستئناف العلاقات الرسمية التي تعود بالفائدة على البلدان الثلاثة وعلى السلام والاستقرار في عموم دول المنطقة.

السيد ابو يمان