مؤتمر صحفي غير مسبوق لمدير عام المخابرات الباكستانية

مؤتمر صحفي غير مسبوق لمدير عام المخابرات الباكستانية
الخميس ٢٧ أكتوبر ٢٠٢٢ - ١١:٠٩ بتوقيت غرينتش

في مؤتمر صحفي مفاجئ وغير متوقع، إنضم مدير عام المخابرات الداخلية الباكستانية (ISI) الفريق نديم أحمد أنجم إلى مدير العلاقات العامة في الجيش الباكستاني اللواء بابر افتخار.

العالم- باكستان

جاء ذلكل للتحدث عن مقتل الصحفي الباكستاني البارز "أرشد شريف"، وتكذيب رواية رئيس الوزراء السابق عمران خان التي توجّه أصابع الإتهام للجيش الباكستاني في حادث مقتل الصحفي شريف.

هذه هي المرة الأولى في تاريخ باكستان التي يعقد فيها مدير عام المخابرات الباكستانية لقاء صحفي عبر وسائل الإعلام مباشرة. وقال اللواء افتخار في بداية المؤتمر الصحفي أن" الهدف من المؤتمر هو تسليط الضوء على مقتل الصحفي أرشد شريف في كينيا والظروف المحيطة به، وأن المؤتمر الصحفي يُعقد في سياق عرض الحقائق "للتمييز بين الحقائق والخيال والرأي"، مضيفاً أن رئيس الوزراء شهباز شريف قد اطلع بشكل خاص على حساسية المؤتمر الصحفي".

وتابع: " على ما يبدو أن ما يجري هو تضليل للناس، وهناك محاولة لخلق انقسام في المجتمع، بالطبع، وفاة شريف تعتبر "حادثة مؤسفة" فهو "أيقونة الصحافة في باكستان"، ولا يجب أن ننسى أن أفراداً من أسرة الصحفي الراحل خدموا في الجيش الباكستاني، لذا لا يجب إستهداف الجيش في قضية كهذه".

وأضاف اللواء افتخار: " شعبية شريف كانت تستند إلى كونه صحفياً استقصائياً ومهني، ولكنه تم توجيهه لإعداد عدة برامج حول مسألة سحب الثقة من حكومة عمران خان، وكانت الغاية تعظيم مشكلة الرسالة المشفرة آنذاك، على الرغم من أن السيد عمران خان إلتقى برئيس أركان الجيش الفريق الأول قمر جاويد باجوا الذي أكد لخان أنها ليست بالمعضلة الكبيرة، فقد كان مفاجئاً بالنسبة لنا عندما لوّح خان بقطعة من الورق في 27 نيسان، محاولاً تركيب قصة بعيدة كل البعد عن الواقع حول مؤامرة خارجية".

وأسهب قائلاً: "رواية التدخل الخارجي والرسالة المشفرة لا أساس لها من الصحة، ونحن بدورنا في المؤسسة العسكرية أطلعنا لجنة الأمن القومي أنه لم يتم العثور على دليل بشأن المؤامرة ضد حكومة عمران خان، نحن لم نتدخل سابقاً بالأمر علناً لأننا تركنا القرار للحكومة آنذاك، لكن الآن لا بدّ من كشف كل هذه التفاصيل للشعب، ولا بدّ من يعلم أنها ليست إلا شائعات، هدفها تحقيق مكاسب سياسية، وللآن الجيش الباكستاني مستهدف أيضاً".

وقال: "إستهداف الجيش لم يتوقف أبداً، فقد تم تغذية "أرشد شريف" وغيره من الصحفيين بسرد معيّن حول سقوط حكومة عمران خان، وبُذلت محاولة لتشويه سمعة باكستان ومؤسسات الدولة في جميع أنحاء العالم، وفي هذه التجربة الإعلامية، لعبت قناة ARY News دور التلفزيون الدعائي في استهداف الجيش والترويج لرواية كاذبة، حتى أن اجتماع مجلس الأمن القومي حول القضية تم تقديمه في سياق خاطئ، رغم ذلك، عمد رئيس أركان الجيش الفريق أول قمر جاويد باجوا والمؤسسة العسكرية لضبط النفس، وحاولنا قدر المستطاع أن يجلس السياسيون معاً لحل مشاكلهم، وليس لدينا أي مشاعر سلبية تجاه عمران خان".

بدوره، قال مدير عام المخابرات الداخلية الباكستانية الفريق نديم أنجم: "أنا أعلم أنكم فوجئتم بحضوري بينكم، لكن وبصفتي مدير عام المخابرات، لا يمكنني أن أبقى صامتاً عندما يتم استهداف مؤسستي من دون سبب، وعلى الرغم من أن مهمتي هي البقاء متكتماً عن الأسرار حتى نزولي في قبري ، لكن عند الحاجة والضرورة، سأسلط الضوء على الحقائق خدمةً لشعبي".

وتابع: "البلاد تشهد فتنة قاسية، واستهداف المؤسسة العسكرية بات حديث الجميع وكله بدون دليل، في العام الماضي، قررت المؤسسة أنها ستقتصر على دورها الدستوري، وتوصلنا إلى استنتاج مفاده أن مصلحة البلد تكمن في البقاء خارج السياسة، ورغم الضغط الكبير في نيسان الماضي، لكن المؤسسة وقائد الجيش قررا حصر دور الجيش في دوره الدستوري، ولو أراد الجنرال باجوا، لكان بإمكانه أن يقضي الأشهر القليلة الماضية بشكل مريح، لكنه قدّم تضحيات من أجل مصلحة البلاد، لأنه حصل في نيسان الماضي على "عرض مربح" لتمديد فترة ولايته، ولكنه رفضه لأنه أراد أن تنتقل المؤسسة من دور مثير للجدل إلى دور دستوري".

وحول خطابات عمران خان ضد المؤسسة العسكرية، وجّه الفريق أنجم كلامه لعمران خان قائلاً: "لطالما أشدت بقائد الجيش والمؤسسة العسكرية في الماضي، فإن كان خائناً كما تزعم الآن، لماذا كنت تشيد به، وإن إعتبرته خائناً، لماذا تطلب لقائه من الباب الخلفي؟ هذا تناقض كبير بين أقوالك وأفعالك".

وأضاف: "باكستان دولة ديمقراطية واتخاذ القرار بشأن أصدقائها وأعدائها هو مجال الحكومة المنتخبة ديمقراطياً، و دور المؤسسة هو تقديم تحليلها على أساس المعلومات المتوفرة لديها، لكن في نهاية المطاف، القرار سيكون من الحكومة، ولكن للأسف، سياسة الكراهية خلقت حالة من عدم الاستقرار، وهذا ما أدى إلى الانقسام في المجتمع".