قراءة في العدوان الاسرائيلي الاول منذ عودة نتانياهو على دمشق

قراءة في العدوان الاسرائيلي الاول منذ عودة نتانياهو على دمشق
الإثنين ٠٢ يناير ٢٠٢٣ - ٠٥:٤١ بتوقيت غرينتش

سيف العدوان جرد مجدداً في اعتداء نفذته طائرات الكيان الاسرائيلي على مطار دمشق الدولي، هو العدوان الأول منذ عودة نتنياهو الى السلطة في الكيان، فيما عادت حركة المطار ولم يطرأ أي تعديلات على الرحلات الجوية المقررة، بعد إزالة الأضرار الناجمة عن القصف والمباشرة بإصلاحها، ووضع المطار في الخدمة.

العالم- کشکول

وعلى نسق استمرار العدوان على المرافق الحيوية السورية، كانت الصواريخ الصهيونية التي أطلقت من داخل الاراضي المحتلة، حيث أكد المصدر العسكري السوري ان العدوان جاء من شمال شرق بحيرة طبريا، وأدى العدوان إلى استشهاد عسكريين اثنين وإصابة اثنين آخرين بجروح ووقوع بعض الخسائر المادية، وخروج مطار دمشق الدولي عن الخدمة بشكل مؤقت.

هذا العدوان جعل المنطقة تدخل في مدار التسخين الأمني، من باب استهداف الاقتصاد السوري وتعطيل رئة دمشق الجوية، وهو ليس امرا عابر، فالكيان يعمل على تعطيل الملاحة وخنق دمشق في مطارها، وحرمان الدولة السورية من إيراداته المتصاعدة، فضلا عن الإيحاء بأنه غير امن، بالرغم من انه ظل عصيا على المجموعات المسلحة لسنوات، عندها كانت معظم المعابر البرية قد خرجت عن سيطرة الدولة، وأصبحت بيد المجموعات المسلحة، حينها كان المطار مستمر في تقديم الخدمات، ويواجه قذائف الهاون المنطلقة من قرى محيطة به في عمق الغوطة الشرقية، ما دفع الجيش في حينها لشن عملية لتوسيع رقعة الامن في محيطه.

إن الواضح من تكرار استهداف مطار دمشق الدولي، هو دخول مرحلة جديدة من المواجهة، وهي مواجهة بشكل رئيسي مع الولايات المتحدة الامريكية والكيان، الذي لا يمكن ان يستهدف المطار دون الحصول على موافقة سيده الأمريكي، وهي جزء من التنسيق العملياتي على الأرض بين القوات الامريكية والكيان الإسرائيلي، وهم يعلمون ما سيترتب على هذا الاستهداف من نتائج على المستوى الدبلوماسي و السياسي والاقتصادي، وان الكيان الإسرائيلي الذي تبقى مصلحته في خنق الدولة السورية، من خلال تعطيل رئتها الجوية، ينسق مع الأمريكي في دوره الذي بات رئيسيا، بعد فشل المجموعات المسلحة بإخراج مطار دمشق عن الخدمة، لذلك تدخل لزيادة الخسائر الاقتصادية للحكومة السورية جراء الحصار، وهذا امر لا يبتعد كثيرا عن النتائج السياسية والعسكرية جراء العدوان، فهي حزمة متكاملة.

يتفق الجميع في دمشق ان الزيادة الفعلية في عدد شركات الطيران التي باتت تحط في مطار دمشق، خلق جزء من انتعاش الحركة الاقتصادية في البلاد، وهذا مؤكد من خلال الاحصائيات الرسمية لوزارة النقل ان عدد المسافرين ارتفع بشك لملحوظ بين أعوام 2019 وحتى عام 2021 حيث تشير الأرقام ان الركاب المغادرين من المطارات السورية الى 726 الف مسافر ام القادمين 657 الف راكب، اما في عام 2020 فكان عدد المغادرين 282 الف مغادر، ووصل عدد القادمين الى 180 الف راكب، وارتفع الرقم في عام 2021 الى 354 الف راكب مغادر و237 الف راكب قادم، فيما وصل عدد الطائرات المقلعة والهابطة، الى 4761 طائرة مقلعة و3982 طائرة هابطة، وسجل عدد ركاب على الطيران السوري الخارجي في عام 2021 على الطيران الخارجي 186 الف راكب، كل هذه الأرقام تؤكد انتعاش مطار دمشق الدولي، والأكثر من ذلك ان التحسن الملحوظ في عدد الرحلات والركاب، يعني ان هناك قطاعات اقتصادية تعيش انتعاشا ملحوظا من صناعة وتجارة وسياحة، يهدف الكيان الإسرائيلي للتأثير عليها من خلال استهداف مطار دمشق الدولي، والوصول الى شلل في المطار بعد ازمة المحروقات التي تعصف بالبلاد نتيجة الحصار الأمريكي، والعمل على عزل البلاد عن العالم الخارجي، بعد انفتاح عدد كبير من شركات الطيران على الأجواء السورية.

اصوات الصواريخ الصهيونية التي سمعت في القرى المجاورة للمطار وحتى أطراف العاصمة دمشق، تؤكد الهدف الحقيقي للكيان الإسرائيلي وهو ضرب عصب الاقتصاد السوري، وهذا العدوان المتكرر على المطارات المدنية، يأتي في ظل مشهد دولي واقليمي معقد، وما يفعله الكيان يدفع المنطقة الى التأرجح بين طبول الحرب.

حسام زیدان