مسلسلا "معاوية" و"الجابرية الرحلة 422".. عبث سعودي بأمن المجتمعات الإسلامية

مسلسلا
السبت ٠٤ مارس ٢٠٢٣ - ٠٥:٣٦ بتوقيت غرينتش

يبدو ان الفتن الطائفية والصراعات المذهبية والازمات السياسية، هي الحبل السري الذي يمد النظام السعودي باسباب الحياة، فبعد ان تخلص العالم نسبيا من الفتنة الداعشية الكبرى، والتي خرجت من رحم الوهابية السعودية، ولم يتنفس المسلمون الصعداء بعد حتى بدأ النظام السعودي في محاولة جديدة لضرب امن واستقرار المجتمعات الاسلامية، عبر استخدام "الفن" بطريقة تحقق اهداف "داعش"، من دون ان تطلق رصاصة واحدة.

العالم كشكول

ففي وقت متزامن ومريب، اطلقت السعودية، مسلسلين، الاول على منصة "شاهد" السعودية، وهو مسلسل "الجابريّة الرحلة 422"، والثاني هو مسلسل "معاوية بن أبي سفيان" الذي من المقرر ان يبث من قبل مجموعة "أم بي سي"، السعودية في شهر رمضان المبارك.

اللافت ان الكويت كانت بالمرصاد للمسلسل الاول، والذي كان يستهدف الاخوة الاسلامية العميقة التي تربط بين مكونات المجتمع الكويتي بكل طوائفه، والمعروف بإنفتاحه وتسامحه ونبذه للطائفية والتطرف والعنف ودعوات التكفير.

وزارة الإعلام الكويتية اصدرت بيانا اعلنت فيه عن رفضها القاطع للتعرض لمكونات المجتمع الكويتي من خلال أي عمل إعلامي ولأي غرض كان، وأعربت في بيان عن استيائها مما جاء في المسلسل الذي تم التطرق فيه إلى رموز الدولة الكويتية ومواطنيها، مبيّنة أن مثل هذه الأعمال مرفوضة شكلا ومضمونا.

الكويتيون اعتبروا المسلسل يحمل إساءات لشخصيات كويتية، لا سيما بعد تجسيد شخصية أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح، ويسيء للطائفة الاسلامية الشيعية، ما يضر بالأمن القومي.

هذا الموقف الكويتي القوي والحازم والرافض للعبث السعودي باستقرار المجتمع الكويتي، دفع الجهة المسؤولة على منصة "شاهد"، الى حذف المسلسل من قوائمها.

أما العمل الفني الداعشي السعودي الثاني فهو مسلسل "معاوية" والذي خصصت له ميزانية ضخمة تجاوزت 100 مليون دولار، الامر الذي اثار جدلا واسعا، ليس فقط بسب شخصية معاوية، ودورها في الفتنة التي اصابت المسلمين ومزقت صفوفهم، بل بسبب الجهة الممولة للمسلسل، وهي السعودية، التي كانت ومازالت تعمل على اثارة هذه الفتنة وتعميق الهوة بين المسلمين، اعتمادا على قراءة مشوهة للاسلام وهي الوهابية، والتي تكفر جُل المسلمين، وما "داعش" الا بعض تجليات هذه القراءة.

تقديس الوهابية لمعاوية، وتسويق ال سعود لهذه الشخصية، سببه ان سيرة معاوية، "تشرعن" النظام السعودي، الذي فرض حكم العائلة بالسيف والدم على شعب جزيرة العرب، كما فعل معاوية عندم جعل من الخلافة الاسلامية، نظاما ملكيا وراثيا، فرضه على المسلمين بحد السيف، وحارب خليفة المسلمين أمير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب عليه السلام، وقتل صحابة اجلاء رضي الله عنهم ، وقتل سبط رسول الله صلى الله عليه واله وسلم، الامام الحسن بن علي عليهما السلام، من اجل توريث السلطان لابنه يزيد.

من المؤكد ان مسلسل معاوية، ليس سوى محاولة لفتح جراح مازالت تنزف في الجسد الاسلامي، لا من اجل معالجتها بل من اجل جعلها تنزف اكثر لتلوث الاجزاء السليمة من هذا الجسد، فالجهة المسؤوله عن هذا العمل الفني الداعشي، تم ايجادها، منذ اكثر من سبعة عقود، في جزيرة العرب، من اجل بث الفرقة والشقاق بين ابناء الدين الواحد ومنع توحدهم.