تفجير منطقة السيدة زينب.. أمريكا و"داعش" تستميتان لإنقاذ "إسرائيل"

تفجير منطقة السيدة زينب.. أمريكا و
السبت ٢٩ يوليو ٢٠٢٣ - ١١:٠٨ بتوقيت غرينتش

حادث وخبر، يمكن درجهما في خانة المحاولات المستميتة التي تبذل هذه الايام من قبل اجهزة الاستخبارات الامريكية، لوقف الانهيار الحاصل في الكيان الاسرائيلي، على وقع الانقسامات العمودية والافقية التي تمزق هذا الكيان المزيف، والذي باتت "نخبه" السياسية والعسكرية ينعونه من الان.

العالم يقال ان

زعماء الكيان الاسرائيلي باتوا يتحدثون بصراحة عن ان كيانهم على وشك التفكك ، بعد رفض المستوطنين الانخراط في الخدمة العسكرية، اثر الازمة التي تعصف بالكيان بسبب ما يسمى بـ"الاصلاحات القانونية" التي يصر عليها نتنياهو، حتى ان رئيس شعبة استخبارات الاحتلال سابقا، اللواء احتياط عاموس يادلين، اعلن وبصريح العبارة لصحيفة "معاريف" الإسرائيلية: إن "الردع ضد حزب الله ضَعُفَ و ان حرب لبنان الثالثة ستكون أصعب بكثير من الحروب السابقة، وان أهم جهة عسكرية تواجهها "إسرائيل" اليوم هي حزب الله".

في مثل هذه الظروف الصعبة التي يمر بها الكيان الاسرائيلي، يخرج الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم امس الجمعة على العالم ليعلن ان اتفاقا ربما يكون في الطريق مع السعودية بعد محادثات أجراها مستشار الأمن القومي الامريكي جيك سوليفان، مع مسؤولين سعوديين في جدة بهدف التوصل إلى تطبيع للعلاقات بين المملكة و"إسرائيل".

رغم ان المسؤولين في السعودية اعلنوا في اكثر من مرة، انهم ليسوا في وارد تطبيع علاقات بلادهم مع الكيان الاسرائيلي، الا ان امريكا ترى ان الكيان الاسرائيلي وشخص نتنياهو، بحاجة ماسة الى طوق نجاة في هذه الظروف، وليس هناك من طوق نجاة افضل من تطبيع العلاقات مع السعودية، بهدف التنفيس عن الاحتقان الذي يخنق الكيان الاسرائيلي هذه الايام، ويوشك ان يقتله.

اما الحادث، الذي وقع قبل يوم واحد من تصريح بايدن، اي يوم الخميس الماضي، فهو جريمة التفجير الارهابية التي شهدتها منطقة السيدة زينب عليها السلام في جنوب العاصمة السورية دمشق، والتي اسفرت عن استشهاد 6 اشخاص واصابة 20 شخصا بجروح، وحتى قبل ان تتبنى "داعش" مسؤولية التفجير، كان واضحا ان الجريمة، تأتي في اطار العمليات الجارية على قدم وساق لانقاذ الكيان الاسرائيلي، والتي تتولاها اجهزة الاستخبارات الامريكية، فليس هناك من ذراع، لاجهزة المخابرات الامريكية، اقوى من "داعش"، بعد ان اثبتت الاخيرة وعلى مدى عمرها المشؤوم، انها تنفذ وبالتفصيل، المؤامرات والمخططات الامريكية الاسرائيلية، ضد كل دول الممانعة وجميع فصائل المقاومة العربية والاسلامية، التي تناصب العداء للكيان الاسرائيلي، وتقف بالمرصاد للهيمنة الامريكية على المنطقة.

ان شعوب المنطقة، باتت على علم باهداف امريكا في المنطقة، وفي مقدمة هذه الاهداف الحافاظ على امن واستقرار الكيان الاسرائيلي الارهابي، على حساب امن واستقرار دول المنطقة، حتى تلك التي تعتبرها امريكا من حلفائها، فالتطبيع الذي تضغط امريكا على السعودية للقبول به، لم يجلب خيرا للدول العربية التي تورطت به، بل على العكس تماما، ان الطبيعة الوحشية والارهابية للكيان الاسرائيلي، باتت اكثر شراسة من ذي قبل، بعد ان بات هذا الكيان يهدد علنا، بإخلاء فلسطين مما تبقى من اهلها الفلسطينيين، وان السعودية على علم بكل ذلك، هذا اولا، ثانيا فان ورقة "داعش" احترقت الى الحد الذي باتت جرائمها العمياء ضد العرب والمسلمين، لا تثير اي نوازع طائفية بين المسلمين، بعد ان انكشاف حقيقتها، بوصفها مجموعة من المرضى النفسيين، الذين استغلتهم الاستخبارات الامريكية والاسرائيلية ابشع استغلال، لضرب الدول والمجتمعات الاسلامية، ليبقى الكيان الاسرائيلي في أمن وأمان، وسط منطقة تلتهمها النيران.