في البيت الابيض..

القارة السمراء.. طموح الاستقلالية ومصالح الغرب

الأربعاء ٠٢ أغسطس ٢٠٢٣ - ٠٥:٠٤ بتوقيت غرينتش

لم تعد مشاهد القمم الأميركية الأفريقية المعنونة بعبارات التعاون والشراكة مغرية لشعوب عاشت وتعيش منذ عقود طويلة الفقر والعنف واللاإستقرار في أرض الثروات الهائلة.

وإذا كانت الإنقلابات العسكرية مشهدا معتادا في أفريقيا، فإن الإنقلاب الأخير في النيجر، وقبله انقلاب في مالي وبوركينا فاسو، يعطي ملامح رؤية مختلفة هذه المرة، خاصة في التعاطي مع الغرب.

وما ظهور العلم الروسي في التظاهرات المؤيدة لانقلاب عبد الرحمن تشيان في النيجر إلا دلالة على تغير في المزاج الأفريقي تجاه المقاربة الغربية في التعامل مع القارة السمراء.

والمقاربة الغربية هذه قوامها الحصول على الثروات الطبيعية الهائلة في أفريقيا، ليس أولها اليورانيوم المتوفر بكميات ضخمة، وليس آخرها الذهب الذي يملأ مخازن الدول الغربية.

فوق كل هذا، يبقى الحضور العسكري الغربي، ولاسيما الأميركي في أفريقيا عاملا أساسيا في تعزيز وجود واشنطن هناك. وجود يضمن بدوره تحقيق المصالح التي تغني الولايات المتحدة والغرب على حساب إفقار دول أفريقيا وشعوبها.

تويت

مواقف كثيرة من الناشطين على تويتر مع علاقات الغرب مع افريقيا.

'آديمي إيبيرونكي' قارن بين موقف الولايات المتحدة تجاه الانقلاب في النيجر وقبله انقلابات اخرى في دول مختلفة. لماذا تتألم الولايات المتحدة بشدة من الانقلابات في جميع أنحاء أفريقيا وخاصة في النيجر؟ ما هو الإجراء الذي اتخذته الولايات المتحدة عندما حدث الانقلاب في ميانمار مثلا؟ إذا لم يتم القيام بعمليات عسكرية حينها، فلماذا يتم العمل العسكري الآن؟

حساب 'برونزي غيفارا' أشار إلى رؤية القادة الافارقة الجدد لاسيما ابراهيم تراوري رئيس بوركينا فاسو. بعمر 35 عاما، قام إبراهيم تراوري بما يلي: طرد القوات الفرنسية من بوركينا فاسو.. حظر تصدير اليورانيوم إلى فرنسا والولايات المتحدة.. تحالف مع الجارتين النيجر ومالي اللتين فعلتا الشيء نفسه.. في هذا القرن، ستطور إفريقيا نفسها وبمواردها الخاصة.

أما النائب في البرلمان الأوروبي 'مايكل والاس' فعلق، شرع الناتو وأميركا بتدمير ليبيا لأنها كانت تهدد بتوحيد أفريقيا ضد المستعمر الجديد الأميركي والأوروبي الذي أراد الاستمرار في سرقة موارد أفريقيا. هل سيغزون الآن النيجر لحماية الوصول الفرنسي لليورانيوم الرخيص؟

رسوم

هناك رسوم كثيرة حول التعاطي الغربي مع افريقيا.

في الرسم الاول نشاهد القارة الافريقية مليئة بالأموال التي ترمز الى الثروات الهائلة فيها. وهنا طائرة الهليكوبتر التي ترمز للغرب تحط تحمل من هذه الاموال وتغادر.. هكذا يرى الغرب افريقيا.

في الرسم التالي، نرى برج إيفيل الفرنسي وعلم فرنسا فوقه مع ما يرمز لواقع فرنسا اليوم وتحته تظهر الحقيقة.. جمجمة ترمز الى افريقيا. فرنسا تحديدا ودول اخرى ايضا وصلت الى ما هي اليه على حساب افقار افريقيا.

في الرسم الاخير الاميركي يجلس على كرسيه ويحمل ملفا كتب عليه قمة قادة اميركا وافريقيا وبجانبه رجل افريقي يبقى واقفا. الرسالة التي يبعثها الرسم هذا هي.. الافارقة يحتاجون شركاء.. لا أسياد..