في حوار مع قناة العالم..

سفير اليابان لدى طهران: الاسلحة النووية لا مكان لها في عالمنا المعاصر

سفير اليابان لدى طهران: الاسلحة النووية لا مكان لها في عالمنا المعاصر
الأحد ٠٦ أغسطس ٢٠٢٣ - ٠٩:٤٥ بتوقيت غرينتش

قال كازو توشي أيكاوا السفير الياباني في طهران ، في مقابلة مع قناة "العالم" الإخبارية حول الذكرى السنوية لقصف مدينة هيروشيما، ان إيران واليابان عضوان في اتفاقية حظر استخدام الأسلحة الكيماوية، ونحن نبذل قصارى جهدنا لإنشاء عالم خال من الأسلحة الكيميائية. في الواقع، يبذل سكان هيروشيما وسردشت جهدا كبيرا لمشاركة الإحاسيس بشان الهدف والتجربة فيما يتعلق بتبعات أسلحة الدمار الشامل.

العالم - اسيا

وفيما يلي نص اللقاء :

العالم : ما هي الدروس التي استخلصتها اليابان من قصف هيروشيما وناكازاكي بالقنابل الذرية؟

-اليابان هي الدولة الوحيدة التي تضررت من القصفين الذريين في هيروشيما وناكازاكي ، ومن خلال هاتين التجربتين المروعتين ، تعلمنا أن نقدم أقصى الدعم للسلم والأمن وأن نبذل قصارى جهدنا لتحقيق عالم خالٍ من الأسلحة النووية.

لقد بذلت اليابان ولاتزال جهودا حثيثة من أجل الوصول إلى عالم خالٍ من الأسلحة النووية، وإننا نرى هذا الأمر واجبَ دولةٍ تضررت بشدة من الدمار النووي أثناء الحرب، إذ إن استخدام الأسلحة النووية له عواقب وخيمة وإصابات بشرية جسيمة، كما ستبقى له عواقب مجهولة؛ فقد بلغ عدد ضحايا القصف النووي لمدينة هيروشيما 140 ألف قتيل فيما بلغ عدد ضحايا مدينة ناكازاكي 70 ألفًا، إضافة إلى إصابة أناس كثيرين بالآثار الجانبية للأسلحة النووية ، لذا فإن شهر آب/أغسطس هو شهر خاص بالنسبة لنا نحن اليابانيين حيث إنه شهر تخليد ذكرى المدنيين الذين أصيبوا جراء هذا الدمار الهائل والمأساة الإنسانية في هيروشيما وناكازاكي وإنه لمن واجبنا أن نبذل قصارى جهدنا لتحقيق عالم خالٍ من الأسلحة النووية.

العالم : ما هو المبرر الأخلاقي لامتلاك أسلحة فتاكة من قبل بعض الدول، علاوة على مبرر الردع؟

-إن القضاء على الأسلحة النووية في العالم ليس بالمهمة السهلة، بل أصبح العالم مكانا خطيرا بسبب وجود هذه الأسلحة الفتاكة، على سبيل المثال إن دولة مثل كوريا الشمالية، أجرت ست تجارب نووية وأطلقت صواريخ باليستية في محيطنا. لذلك ، فإن الأسلحة النووية –كما تفضلتم-ستكون بمثابة رادع للدول التي تريد استخدامها لأغراض دفاعية، ولكنها ستكون كارثية من حيث الإصابات البشرية، ومن هذا المنطلق قلتُ وأقول إن الأسلحة النووية ليس لها دور ومكان في العالم المعاصر.

العالم : مدينة سردشت الإيرانية أيضا كانت ضحية لأسلحة الدمار الشامل قبل سنوات عديدة ، نظراً إلى تشابه مدينتي سردشت الإيرانية مع مدينة هيروشيما اليابانية في تعرضهما للأسلحة الفتاكة ، كيف تنظر اليابان إلى سردشت وأحداثها؟

-الأسلحة الكيميائية مثل الأسلحة النووية تُعد أسلحة دمارٍ شامل فسواء كان الضحايا هم أهالي مدينة سردشت أو الشعب الإيراني أو أهالي مدينة هيروشيما فإننا متفقون على المضي قدما للوصول إلى عالم خال من أسلحة الدمار الشامل سواء أكانت نووية أو كيمياوية.

إن كلاً من إيران واليابان عضوان في اتفاقية حظر استخدام الأسلحة الكيميائية، ونحن نبذل قصارى جهدنا لخلق عالم خالٍ من الأسلحة الكيميائية... في الواقع، يحاول أهالي هيروشيما وسردشت جاهدين، تبادل تجاربهم وأحاسيسهم ومشاعرهم تجاه أسلحة الدمار الشامل، على سبيل المثال، إننا استضفنا عددا من الأشخاص في هيروشيما الذين عملوا جنبا إلى جنب مع نظرائهم الإيرانيين من أجل أن يستضيفوا مهرجانا للأفلام عنوانه (مهرجان الفيلم السينمائي للسلام والصداقة) بين إيران واليابان حيث سيتم فيه عرض خمسة أو ستة أفلام إيرانية، كما تمت إعادة عرض أحد هذه الأفلام المعروضة، في السفارة اليابانية بطهران.

في هذا العام أيضا، وخلال حفل إحياء ذكرى سردشت، ذهب زميلي ومساعدي السيد موراكامي إلى هناك بدعوة من مستشار الرئيس، وقد تأثر كثيرا بعزيمة سكان مدينة سردشت الذين يتعاونون بكل حماس مع شعب هيروشيما لتحقيق عالم يسوده السلام والاستقرار.

كما تأثر باسم شارع اسمه هيروشيما في مدينة سردشت، مما يدل على المشاعر المشتركة والتكاتف بين أهالي سردشت وهيروشيما. وهذا الأمر هو أحد نتائج مساعي السيدة كونيكو يامامورا أو (السيدة بابايي) التي عملت كثيرا على وصل سكان هاتين المدينتين ببعضهما البعض، ونحن نكن لها عظيم حبنا واحترامنا. ومع الأسف الشديد، لقد فقدنا في العام الماضي هذه السيدة الجليلة، ومن أجل إحياء ذكرى إنجازاتها، قررت مدينة طهران أن تسمي أحد شوارعها المجاروة للسفارة اليابانية، باسم السيدة (يامامورا) وهو محل تقدير كبير وشكر جزيل.

العالم : رسالة السفير الياباني إلى اليابانيين المقيمين في إيران:

-يدرك جميع اليابانيين جيدا القوة التدميرية الهائلة التي تمتلكها الأسلحة النووية، لذلك يعرف اليابانيون الذين يقطنون في إيران، تجربة الإيرانيين الرهيبة من الحرب الإيرانية العراقية، لذا فإن شهر أغسطس هو شهر للتذكير والتأكيد على التزامنا بإنشاء عالم خال من الأسلحة النووية. هذه هي الرسالة التي نريد مشاركتها مع اليابانيين الذين يعيشون في إيران.