نواب أمريكيون في مناطق الإرهابيين بشمال سوريا.. ما الذي يجري؟

نواب أمريكيون في مناطق الإرهابيين بشمال سوريا.. ما الذي يجري؟
الإثنين ٢٨ أغسطس ٢٠٢٣ - ٠٧:٠٣ بتوقيت غرينتش

تأتي الزيارة التي يقوم بها ثلاثة أعضاء في مجلس النواب الأميركي وهم جو ويلسون وفيكتوريا سبارتز ودين فيليبس، إلى مناطق في شمال سوريا، تسيطر عليها ميليشيا مسلحة موالية لتركيا، ومسلحو "هيئة تحرير الشام" القاعدة سابقا، متزامنة مع التحركات العسكرية لقوات الاحتلال الامريكي في منطقة الجزيرة السورية، ومحيط التنف، وشمال غرب العراق، ومع ما تشهده مناطق السويداء ودرعا من تحركات مشبوهة.

العالم – كشكول

كان واضحا ، ومن خلال تصريحات النواب الثلاثة ، ان الامريكيين بصدد اعادة سوريا الى المربع الاول، لاستشعارهم بالخطر الذي يهدد الكيان الاسرائيلي الذي بدأ يتآكل داخليا بسبب الازمات والاضطرابات التي تعصف به، وبسبب ضربات المقاومة الفلسطينية لهذا الكيان وخاصة في الضفة الغربية، وبسبب قوة محور المقاومة، الذي اصبحت له اليد الطولى في معركة المصير مع المحتل الاسرائيلي.

اعترف مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، التابع لما يسمى بالمعارضة السورية، ان "أعضاء الكونغرس أرادوا تقييم عمل الحكومة الموقتة" التي شكلتها تركيا بدعم امريكي في شمال سوريا، "من أجل دراسة إمكانية إرسال المساعدات"، وليس خافيا على احد ماذا تعني "المساعدات" امريكيا، فهي تعني تحديدا السلاح والذخيرة والاموال، لتعزيز قوة الجماعات التكفيرية والارهابية، لتثبيت حالة الخراب والدمار في المناطق التي تسيطر عليها، ولتوسيع نطاقها في مناطق اخرى من سوريا.

النائب جو ويلسون، كشف وبشكل واضح وصريح عن اهداف زيارة الوفد الامريكي، عندما كتب على منصة إكس (تويتر سابقا) ما نصه :" اولئك الذين يسعون للتطبيع وعقد الصفقات مع (الرئيس السوري) بشار الأسد يتعاملون مع الموت نفسه"، كاشفا في الوقت نفسه عن وقوف بلاده وراء ما يجري من تحركات مشبوهة في جنوب سوريا، حيث أيد تلك التحركات وكتب يقول عبر أكس انها "تلهم العالم وتظهر أن لا مستقبل ولا استقرار لسوريا في ظل نظام الأسد".

واللافت ايضا ان النواب الأميركيين، التقوا يوم امس الاحد مدير منظمة "الخوذ البيضاء" سيئة الصيت والتي تنشط في مناطق سيطرة الميليشات الارهابية التابعة لتركيا، والمناطق الخاضة للتكفيريين في إدلب ومحيطها، رائد الصالح، حيث اصدرت منظمة الخوذ البيضاء ، بيانا على منصة إكس قالت فيه ان الاجتماع "تطرق لأهمية استمرار المساعدات عبر الحدود".

كما أشارت المنظمة إلى أن الجانبين بحثا ما اسماه "الحراك الشعبي الذي تشهده المناطق السورية، وأهمية مواجهة محاولات تعويم نظام الأسد والإفلات من العقاب على الفظائع التي ارتكبها، وضرورة تعزيز المساءلة ومحاسبة مرتكبي الانتهاكات".

لسنا هنا في وارد الرد على مزاعم واكاذيب امريكا وعملائها من الارهابيين والتكفيريين، فهذه الاكاذيب ليست سوى غربال تحاول امريكا سد عين الشمس به، فالرئيس السوري بشار هو الرئيس الشرعي لسوريا، والمعترف به من قبل الجامعة العربية والامم المتحدة، وليس الحكومات العميلة والتكفيرية التي اصطنعتها امريكا وتركيا والكيان الاسرائيلي. كما ان العالم بات على يقين، من هي الجهة التي شحنت كل ارهابي وتكفيري العالم، وفي مقدمتهم "الدواعش"، الى سوريا ومولتهم ودربتهم وسلحتهم ، ليدمروا سوريا، لسبب واحد وحيد، وهو رفض الرئيس السوري الالتحاق بالمشروع الامريكي الرامي لدمج الكيان الاسرائيلي في المنطقة عبر التطبيع والتركيع. كما ان تاريخ امريكا الدموي والوحشي في اليابان وفيتنام وامريكا الجنوبية و أفغانستان و العراق و ليبيا و اليمن و..، لا يسمح لها ان تتحدث عن الديمقراطية وحقوق الانسان.

يربط الخبراء الاهتمام الامريكي بالساحة السورية من جديد، بفشل الهجوم الأوكراني المضاد، وهو فشل تخشى امريكا من ارتداداته على منطقة الشرق الاوسط وخاصة على الكيان الاسرائيلي والعراق وسوريا، وهو ما دفع امريكا للتحضير من الان لمواجهة تلك التداعيات، التي لن تكون في صالح ربيبتها اسرائيل.

تعتقد امريكا ان كل مشاكل الكيان الاسرائيلي تجد طريقها للحل في حال نجحت في تفكيك سوريا، ناسية ان هذ الهدف قد فشل فشل ذريعا، عندما كانت هي ومحورها في قمة قوتهم، بينما كان محور المقاومة في حالة تشكل ودفاع، فكيف يمكن ان تحقق مثل هذا الهدف اليوم، بينما اسرائيل تتراجع ومحور المقاومة في انطلاقة وصعود وقوة، ان الاعتقاد الامريكي الساذج، قائم على القوة المجردة العمياء وليس على الحقائق الموجودة على الارض، والتي لم ولن تسمح باعادة سوريا الى المربع الاول كما تتمنى امريكا ومن خلفها اسرائيل.