شاهد.. دومينو الانقلابات في الغابون ووسط افريقيا

الأربعاء ٣٠ أغسطس ٢٠٢٣ - ٠٤:٠٤ بتوقيت غرينتش

أعلن عسكريون في الغابون استيلاءهم على السلطة عَقِبَ اعلان فوز الرئيس علي بونغو بولاية ثالثة في الانتخابات الرئاسية التي جرت الأحد.

العالم – خاص بالعالم

ووجه الرئيس نداء استغاثة إلى الشعب وطالبه بالتحرك ضد الانقلابيين. فيما شهدت البلاد تظاهرات مؤيدة لقادة الانقلاب؛ وتوالت ردود الفعل الدولية على التحرك العسكري.

في التفاصيل، دومينو الانقلابات في غرب ووسط افريقيا يصل الغابون. ليسجل الرقم ثمانية في خارطة الانقلابات في المنطقة التي ناضلت خلال العقد الماضي للتخلص من سمعتها باعتبارها حزاماً للانقلاب. ولم يمنع انقلاب النيجر الشهر الفائت وما واجهته نيامي من رفض اقليمي ودولي وعقوبات ثقيلة وتهديد بالتخدل العسكري خشية تفشي الانقلابات في غرب إفريقيا؛ كل ذلك لم يمنع ضباط العسكر في الغابون من إشعال فتيل انقلاب جديد؛ وأعلن مجموعة من ضباط العسكر الاستيلاء على السلطة وإلغاء نتائج الانتخابات بعد دقائق فحسب من إعلان فوز الرئيس علي بونجو بفترة رئاسة ثالثة؛ ووضعوه تحت الاقامة الجبرية؛ لتنتهي بذلك اربعة عشر عاما من احتفاظه بالرئاسة؛ وخمسين سنة من سيطرة عائلته على الحكم في البلاد. الضباط اعلنوا ايضا انهم يمثلون جميع قوات الأمن والدفاع في الدولة الواقعة في وسط أفريقيا؛ وإغلاق جميع الحدود حتى إشعار آخر إلى جانب حل مؤسسات الدولة.

في الشارع احتشد متظاهرون مؤيدون للانقلاب العسكري مرددين هتافات تؤيد خطوة الضباط.

اثر ذلك توالت ردود الفعل على التحرك العسكري؛ كان أهمها موقف الاتحاد الأوروبي الذي اعتبر ان ما يحدث في غرب افريقيا مشكلة كبيرة بالنسبة لاوروبا. بدورها دانت باريس الانقلاب وشددت على ضرورة احترام نتائج الانتخابات.

لعلها لعنة الكنوز الطبيعية؛ تلاحق القارة السمراء الغنية بالموارد. الغابون الدولة العائمة على ثروة نفطية هائلة؛ هي عملاق نفط بإفريقيا وعضو في منظمة 'أوبك'.. ومن أهم منتجي النفط في أفريقيا جنوب الصحراء؛ لذلك ستكون لهذا التحرك تأثير على المنطقة بالكامل، سواء سياسي واقتصادي، بما لذلك من تبعات محتملة على الأسواق العالمية وأسواق الطاقة بشكل أو بآخر لا سيما وأن هناك تداعيات كبيرة يواجهها العالم بعد الحرب في أوكرانيا ومع احتياج أوروبا لتأمين مواردها من الطاقة.

ليبقى التساؤل الابرز في دوما يدور حول تحقيق طوفان الانقلابات هذه أهدافها المعلنة.. ففي الغالب أسبابها وجيهة؛ لكن المجالس العسكرية تفشل في كل الأحوال في تغيير الأوضاع التي قالت إنها استولت على السلطة لإصلاحها.