طوفان الأقصى.. الغرب وأفق دعم الكيان الإسرائيلي

الأربعاء ٢٥ أكتوبر ٢٠٢٣ - ٠٦:٥٦ بتوقيت غرينتش

بين انهيار استخباراتي وفشل عسكري، وتبعات سلبية اجتماعيا وسياسيا، لم ينحصر صدى طوفان الأقصى على الكيان الإسرائيلي، لتصل ارتدادات العملية بكل أبعادها السياسية والعسكرية إلى الغرب، لاسيما الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي.

العالم - برامج

إذا ما نقلنا عن الغرب توصيفه لعملية طوفان الأقصى، فهي الأكبر في تاريخ الكيان الإسرائيلي. فيما يفضل آخرون وصفها بأنها تفوق بتأثيراتها هجمات 11 أيلول/ سبتمبر.

وفي صورة الفشل الإسرائيلي، يظهر أيضا الأميركي، المتورط في أزمة يدرك بأن حليفه بنيامين نتنياهو هو السبب الأول فيها. أزمة تأرجح إدارة بايدن بين التورط والخروج بأقل الخسائر.

وفي الصورة أيضا، تلهف أوروبي لدعم نتنياهو، وتهافت أضاع شعارات حقوق الإنسان والحريات التي أظهر الأوروبيون أنفسهم مدافعين عنها، ليصبحوا أمام غضب شعبي أوروبي هو على النقيض تماما من المؤسسة السياسية الأوروبية.

فما هي الزاوية التي ينظر الأميركي من خلالها لعملية طوفان الأقصى وتبعاتها؟ وهل أسقط قادة الاتحاد الأوروبي القناع عن وجوههم عبر دعمهم اللامشروط للاحتلال؟

ما حصل في السابع من أكتوبر ضرب مقولة الإدارة الأميركية بأن الشرق الأوسط أصبح منطقة أكثر هدوءا، وذلك بحسب مقالة للمعهد الملكي للعلاقات الدولية بعنوان "تحديات الدبلوماسية الأميركية وتكلفة الانسحاب من المنطقة".

تبدأ المقالة بالقول إنه قبل أيام من هجوم حماس، قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان علنا إن الشرق الأوسط أصبح اليوم "أكثر هدوءا مما كان عليه طوال عقدين من الزمن"، وأشاد بقدرة بلاده على التركيز على الأولويات الاستراتيجية خارج المنطقة. لكن، الانسحاب الفاشل من أفغانستان، والآن هجوم حماس، تذكير بأن مظهر الاستقرار كان مجرد واجهة.

لقد كشفت الكارثتان، أي الانسحاب من أفغانستان وعملية طوفان الأقصى، عن مخاطر التفكير الثنائي أو المزدوج، وأن السياسة الأميركية في المنطقة لابد أن تصاغ في مكان ما بين الانخراط والانسحاب. وتشكل الهجمات التي تشنها حماس أيضا تذكيرا مذهلا بأن المشاكل في المنطقة تظل تشكل مصدر قلق بالغ لواشنطن. لا يزال الفلسطينيون بحاجة إلى دولة، والمشكلة لن تبقى راكدة.

وبالتالي يستنتج المعهد أنه لا شك في أن هذه الحرب سوف تجدد المخاوف بشأن قدرة أميركا على العمل بشكل استراتيجي في ساحات متعددة. كما كشفت هذه المخاوف عن مصدر قلق آخر أكبر ربما، هو انسحاب الولايات المتحدة من المنطقة، والذي يأتي بثمن باهظ.

ضيف البرنامج حول مقالة المعهد الملكي للعلاقات الدولية الاستاذ أكثم سليمان الباحث السياسي من ألمانيا.

هفوة، أو ربما سقوط أوروبي في التعاطي مع عملية طوفان الأقصى. فيما وصف مركز تحليل السياسات الأوروبية "سيبا" الإتحاد الأوروبي بالفاشل.

في هذه المقالة بعنوان "الفشل: الاتحاد الأوروبي في الشرق الأوسط"، يقول المركز.

صحيح أن أوروبا منقسمة داخليا وخارجيا حول الشرق الأوسط. بعض الدول مؤيدة بإخلاص لحق "إسرائيل" في الدفاع عن النفس. وأخرى تشعر بالتضامن مع الفلسطينيين.. المصلحة الأوروبية واضحة في الشرق الأوسط. بعيدا عن المسائل الإنسانية، فإن الصراع في المنطقة يؤدي إلى تفاقم الفقر والهجرة، وهو ما ينبغي أن يلفت انتباه صناع القرار.

وهنا إشارة إلى وجه من وجوه الفشل الأوروبي، حيث يقيم الاتحاد الأوروبي علاقات دبلوماسية مع الجميع في المنطقة بما في ذلك إيران. لكن بكين، وليس بروكسل، هي التي توسطت في الاتفاق الجريء الأخير بين طهران والرياض. يبدو الشرق الأوسط قريبا كفاية ليصبح مربحا للحكومات الوطنية في أوروبا، ولكنه بعيد جدا إلى الحد الذي لا يسمح بتركيز العقول على استراتيجية موحدة وفعالة.

بناء على كل ذلك، فالسؤال الأهم في السنوات المقبلة هو إلى أي مدى تستطيع الولايات المتحدة الاعتماد على المساعدة الأوروبية في التعامل مع التحدي الأكبر الذي تواجهه، الصين، وما حجم المساعدة الأمنية عبر الأطلسي التي ستقدمها في المقابل. واستنادا إلى أدلة الأيام الأخيرة، فإن الجواب سيكون "ليس كثيراط. ونتيجة لذلك، سيكون الجميع في العالم الحر أسوأ حالا.

نستعرض بعض التعليقات حول عملية طوفان الأقصى والموقف الغربي:

السياسي الأميركي "جيوفري يونغ" اعتبر أن حل الدولتين ما يزال حاضرا بقوة.. إن حل الدولة الواحدة وحل الدولتين مطروحان على الطاولة الآن، ولا ينبغي لنا أن نرفع أيا منهما عن الطاولة قبل أن تبدأ المفاوضات بين الشعب الفلسطيني و"إسرائيل" وروسيا والجنوب العالمي برمته. أوقفوا إطلاق النار.

الصحافي الأميركي "مايكل ترايسي" أشار إلى إمكانية انزلاق الولايات المتحدة الى حرب واسعة في المنطقة.. تذكروا ذلك الوقت الذي غرد فيه ترامب بأمر سحب جميع القوات الأميركية من سوريا، وجن جنون الجميع، ووصف ذلك بأنه هدية لبوتين، ولم يحدث الانسحاب أبدا. والآن يتم استخدام تلك القوات نفسها لجر الولايات المتحدة إلى حرب جديدة كبرى في الشرق الأوسط.

"نورمن" هنا أبدى انزعاجه من الموقف الأوروبي من العدوان على غزة، حيث كتب: لا ينبغي لأحد أن يتفاجأ برد الفعل الإسرائيلي غير المتناسب على نطاق واسع تجاه ثورة غزة، فهذه عقيدتهم دائما. الأمر المثير للدهشة هو الدعم المخلص من الاتحاد الأوروبي الذي ليس لديه عذر "اللوبي الإسرائيلي" ليفسر تحيزه لـ"إسرائيل".

أخيرا مع المفكر الروسي "ألكسندر دوغين" الذي تطرق إلى مسألة الغرب كمنظومة حاكمة.. الغرب ليس الناس. الغرب هو نظام الهيمنة العالمية على الإنسانية نيابة عن الأوليغارشية الدولية غير الشرعية. الغرب هو العدو الرئيسي للشعوب - وقبل كل شيء شعوب أوروبا وأميركا.