هل ستُطيح الهدنة بنتنياهو؟

هل ستُطيح الهدنة بنتنياهو؟
السبت ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٣ - ٠٤:٠٦ بتوقيت غرينتش

منذ صباح يوم امس الجمعة، ومع دخول الهدنة بين فصائل المقاومة في غزة وبين الكيان الاسرائيلي حيز التنفيذ، بعد 48 يوما من العدوان الاسرائيلي الوحشي على القطاع، يكون العد العكسي لخروج رئيس وزراء هذا الكيان، بنيامين نتنياهو من المشهد السياسي والى الابد قد بدأ، وكذلك انهيار حكومته العنصرية المتطرفة.

العالم مقالات وتحليلات

الهدنة والتبادل الجزئي للأسرى بين حماس والكيان الاسرائيلي، والتي تم فرضها على كيان الاحتلال فرضا، جاءت بمثابة هزيمة مدوية لنتياهو، الذي اعلن في بداية عدوانه الهمجي على غزة، عن عدد من الاهداف، لن يوقف اطلاق النار حتى تحقيقها، واهمها "القضاء على حماس، واستعادة جميع الاسرى من دون اتفاق، وتهجير اهالي غزة"، ولكن بعد مرور 49 يوما عل العدوان، واستخدامه عشرات الاف الاطنان من القنابل، وقتل وجرح عشرات الالاف غالبيتهم من الاطفال والنساء ، وتدميره نصف منازل غزة، وبنية القطاع التحتية، فشل في تحقيق أي من تلك الاهداف، وقبِل مرغما بشروط حماس، واوقف اطلاق النار، وعقد اتفاق لتبادل الاسرى، واطلق سراح النساء والاطفال من سجونه، في مقابل اسرى "اسرائيليين" كانوا في قبضة المقاومة.

نتنياهو رفع في البداية، شعار "لا لوقف الحرب، و لا لصفقة الاسرى"، وحاول ان يجعل من عملية اطلاق سراح الاسرى هدفا ثانويا يتفرع عن هدفه الاول، وهو الحرب والقضاء على حركة حماس، الا انه بذلك وضع نفسه، بين مطرقة عوائل واقارب الاسرى، الذي تظاهروا ضده ونددوا بإستهتاره بحياة الاسرى، وبين مطرقة صمود المقاومة وصبر اهالي غزة، لذلك تراجع عن اندفاعه الاهوج، لا حرصا على حياة الاسرى، ولكن حرصا على عدم تفكك حكومته، وبالتالي خروجه من المشهد السياسي الى السجن مباشرة.

اغلب المراقبين يرون ان عمر نتنياهو السياسي انتهى عمليا، لا بسبب فشله المدوي في حرب 49 يوما فحسب، بل بسبب فشله بالتنبؤ بعملية "طوفان الاقصى" التي نفذتها حماس، في 7 اكتوبر الماضي ايضا، والتي كشفت ان بامكان الشعب الفلسطيني وحده، ان يهزم الكيان الاسرائيلي، ويحرر ارضه، وهو ما اصاب حماة الكيان الاسرائيلي في الغرب بالهلع، واطلقوا العنان للوحش الاسرائيلي ليرتكب الفظائع في غزة، وهذان الفشلان، سيغلقان سجل نتنياهو السياسي، وهذه الحقيقة هي التي تفسر اصراره على المماطلة و رفض الحديث عن عقد هدنة والاتفاق مع حماس لتبادل الاسرى، لمعرفته، ان الهدنة وتبادل الاسرى، تعني عمليا رفع الراية البيضاء امام حماس، والقبول بشروطها، وعندها لن يعود ما يقوله لجمهوره، بعد ان خذله ثلاث مرات، الاول عندما تركه وحيدا في 7 اكتوبر، وعندما فشل في تحقيق اهداف العدوان، واخيرا عندما رضخ لشروط حماس.

هذه الحقيقة، كشف عنها ابو عبيدة، المتحدث باسم كتائب الشهيد عزالدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، عندما خرج في اليوم 48 للمعركة، ليعلن ان "ما تم الاتفاق عليه بشأن الهدنة هو ما عرضته المقاومة قبل بدء التوغل البري ورفضته إسرائيل، وزعمت أنها ستحققه بالقوة العسكرية"، وهو ما يؤكد ان نتنياهو رضخ لشروط حماس المنتصرة، وانه تصرف مثل ذلك الشخص الذي انتحر خوفا من الموت، فهو اراد ان يتخذ من الحرب وسيلة للهرب من المصير الاسود الذي ينتظره على خلفية ازمة الاصلاحات القضائية، وتهم الفساد المالي والسياسي والاخلاقي التي تطارده، عبر تحقيق انتصار ميداني على حماس، فاذا به يعترف رسميا بهزيمته امام المقاومة في غزة، عبر القبول بالهدنة، وهي هدنة سيجد الثنائي الامريكي الاسرائيلي، اكثر من مبرر وذريعة لتمديدها، وهو تمديد سينتهي حتما بانهيار الحكومة الاسرائيلية، واختفاء نتنياهو.