ماذا تعرف عن جريمة تجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم؟  

ماذا تعرف عن جريمة تجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم؟  
الإثنين ١١ ديسمبر ٢٠٢٣ - ٠٦:٥٩ بتوقيت غرينتش

قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إن:"الولايات المتحدة أرسلت ما لا يقل عن 15 ألف قنبلة بما في ذلك قنابل خارقة للتحصينات تزن الفي كيلوغرام وأكثر من 50 ألف قذيفة مدفعية، إلى إسرائيل لاستخدامها في هجماتها على غزة، لكنها لم تأخذ في الاعتبار الشروط الإنسانية في قوانينها".

العالمالخبر و إعرابه

-عندما تتسبب عشرات الاف الاطنان من القنابل الامريكية، منذ السابع من اكتوبر الماضي حتى اليوم، اي خلال 66 يوما، بإستشهاد اكثر من 18000 فلسطيني غالبيتهم من الاطفال والنساء، ودفن الاف اخرين تحت الانقاض ، واصابة 42.229 شخصاً، ونزوح مليون و900 الف شخص، فمن المنطقي جدا، ان يتساءل المرء حول كيف يمكن لامريكا ان تبرر دورها ومسؤوليتها في جرائم الابادة الجماعية هذه، وكذلك عن جرأة "اسرائيل" في تجاهل القوانين الدولية بهذا الشكل البشع؟.

-يمكن تلمس بعض الجواب على هذين السؤالين في تصريحات فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) وهو يتحدث، بشكل غير مباشر، عن تمادي "اسرائيل" بالقتل، وتمادي امريكا بمد القاتل بادوات القتل دون رادع او وازع، عندما قال ان "تجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم هو الذي خول للمجتمع الدولي التسامح مع الهجمات الإسرائيلية المتواصلة في قطاع غزة".

-عندما لا يعترض الغرب وعلى راسه امريكا، على تصريحات وزير الحرب في الكيان الاسرائيلي الذي قال :"اننا نحارب حيوانات بشرية، ونتصرف وفقا لذلك". وعندما لا يحتج اي مسؤول غربي على تصريحات نائب رئيس بلدية القدس المحتلة أرييه كينغ الذي قال: "لو أتيح لي أن أتخذ القرار، لكنت جلبت 4 جرافات ضخمة وأمرت بتغطية كل هذه المئات من النمل (المدنيين الفلسطينيين الذين جردتهم قوات الاحتلال من ملابسهم)، وهم لا يزالون على قيد الحياة.. إنهم ليسوا بشرا وليسوا حيوانات بشرية، إنهم دون البشر، وهذه هي الطريقة التي يجب معاملتهم بها".

-عندما تشيطن وسائل الاعلام الغربية وفي مقدمتها الامريكية، الفلسطينيين، اصحاب الارض الحقيقيين، وتظهرهم على انهم ارهابيون، وتتحدث عن نضالهم من اجل تحرير ارضهم على انه ارهاب، وتظهر المحتل والمغتصب للارض، على انهم الضحية، هنا تتجاهل امريكا انسانية اكثر من مليوني فلسطيني، مسجونين في غزة منذ 17 عاما، ولا تعير اهمية حتى لو تجاوز عدد الاطفال الذين تقتلهم قنابلها اكثر من 10 الاف طفل، مادام الهدف تحرير اسرى امريكيين على عدد اصابع اليدين.

-من اجل ان نكون منصفين، والا نحمل الامريكيين و"الاسرائيليين" وحدهم مسؤولية تجريد الفلسطينيين من انسانيتهم، لتسهيل قتلهم بهذا الشكل الفظيع، علينا الا ننسى مسؤولية الدول العربية والاسلامية، التي تربطها علاقات وثيقة مع امريكا، وتلك المطبعة مع الكيان الاسرائيلي، في تجريد الفلسطينيين من انسانيتهم، عبر حرص هذه الدول على الابقاء على علاقاتهم مع امريكا، وتشبثها بسفراء الكيان الاسرائيلي الارهابي، رغم ان هذ الثنائي قتل خلال 66 يوما 18000 فلسطيني، جلهم من الاطفال والنساء، فعندما لا تحرك هذه الدماء الطاهرة لهؤلاء الشهداء الابرياء، الضمير المشلول لدى مسؤولي هذه الدول، ترى كم يحتاج هؤلاء المسؤولون من دماء لتدب الحركة في ضمائرهم؟، عندما لا يتحرك ضمير الاخ في الدين والقومية، على الابادة الجماعية التي يتعرض لها اخوته، ترى اليس من السخف ان ننتظر ضمير المسؤول الامريكي ان يتحرك ، وهو بالاساس يفتقر الى شيء اسمه ضمير؟!.