ثينك تانك..

عملية طوفان الأقصى تلقي بثقلها على مستقبل الكيان الإسرائيلي

الأربعاء ١٠ يناير ٢٠٢٤ - ٠٦:٢٣ بتوقيت غرينتش

أهداف الحرب الصعبة التحقيق، والسقف العالي للتوقعات غير الواقعية، والأزمة الداخلية التي كانت كافية لقلب المشهد الإسرائيلي قبل طوفان الأقصى، وازدادت حدتها بعد السابع من أكتوبر. مستقبل الكيان الإسرائيلي على ضوء اليوم الأول بعد انتهاء الحرب.

العالم _ ثينك تانك

بين خيارين، أحدهما سيء جدا، والآخر أسوأ بكثير، يتأرجح بنيامين نتنياهو وحكومته اليمينية. فالواقع الميداني في غزة لا يقل سوءا عن ضربة السابع من أكتوبر الماضي. أما الوضع الداخلي، فلا ينفصل أبدا عن تبعات ما يحصل

وإذا كان نتنياهو يواجه السيء والأسوأ، فإن الضربة الأصعب تأتي من واشنطن، حيث الامتعاض القديم الجديد لدى إدارة بايدن من نتنياهو وسلوك حكومته، وعشوائيته في التعامل مع تبعات طوفان الأقصى، لاسيما عسكريا

وبين هذا وذاك، يحضر الغضب الشعبي في الداخل، كعامل محوري في مرحلة ما بعد الحرب، سواء في تجاوز مرحلة أكتوبر وما بعدها، أو في تحديد مسار جديد سياسي وأمني واقتصادي في الكيان

فهل يؤسس رحيل نتنياهو بعد الحرب لمرحلة مختلفة داخليا؟ وكيف ستلقي عملية طوفان الأقصى والفشل الميداني في غزة بثقلها على مستقبل الكيان؟

(المركز الأول) في نظرة على مستقبل الحياة السياسية والأمنية في الكيان الإسرائيلي، نقرأ في مقالة فورين أفيرز بعنوان 'ديمقراطية إسرائيل' غير المكتملة..

في أعقاب السابع من أكتوبر، أصبح بديهيا ألا شيء في 'إسرائيل' سيعود إلى ما كان عليه أبدا. التركيبة السياسية الإسرائيلية والمبادئ الأمنية ستخضع بالتأكيد لتغييرات عميقة. لكن، ونظرا للاضطرابات الاجتماعية والسياسية في الأشهر التي سبقت الحرب، فمن الممكن أن تذهب التغييرات إلى ما هو أبعد من ذلك

وفي هذا السياق تكمل فورين أفيرز.. تطوران مختلفان ساهما في عدم استعداد إسرائيل لكارثة أكتوبر. الأول كان القراءة الخاطئة الرهيبة من جانب الحكومة لأمن البلاد. الثاني هو الإصلاح القضائي الذي حاول نتنياهو تحقيقه. لقد أصبحت هشاشة الدعم الذي يحظى به نتنياهو واضحة بشكل متزايد في استطلاعات الرأي. السؤال هنا.. ما الذي قد يجلبه إخراج نتنياهو من المعادلة؟

الإجابة تتمثل فيما يجب فعله لاحقا..سوف تحتاج إسرائيل إلى جمع سكانها وإعادة بناء الأسس الديمقراطية للبلاد. وتتمثل إحدى الطرق للقيام بذلك في إنشاء عقد اجتماعي جديد. وبنفس القدر من الأهمية، ستحتاج البلاد إلى العمل نحو إطار دستوري جديد. والواقع أن الإسرائيليين يتفقون على نطاق واسع على ضرورة إعادة تعريف قواعد اللعبة وتوسيع إطارها الدستوري

يسرني أن اناقش ما أوردته فورين أفيرز مع ضيفي من القاهرة الدكتور محمد ناصر اليمني نائب رئيس قسم الشؤون العربية والدولية في مركز سعد زايد

(المركز الثاني) من حيثيات ما يجري يمكن الإشارة إلى محاولات بنيامين نتنياهو لتمرير مشروعه الهادف إلى تجنب مصير بات واضحا بعد الحرب.
في هذا السياق نستعرض مقالة لمعهد كوينسي بعنوان.. لماذا نسمح 'لإسرائيل' وأوكرانيا بتشتيت انتباه أميركا؟

رد بايدن على هجمات السابع من أكتوبر بتقديم الدعم الكامل لإسرائيل. ويبدو النمط نفسه واضحا تجاه أوكرانيا. لكن هناك صحوة كبيرة داخل الإدارة مفادها أن أيا من المسارين غير مستدام. الأوكرانيون يخسرون الحرب، والإسرائيليون يتصرفون بطريقة همجية ويجب كبح جماحهم.. أصبح المأزق بشأن 'إسرائيل' أكثر حدة.

لكن هنا يحذر معهد كوينسي أنه.. على بايدن أن يقلق بشأن الدور الأكبر لأميركا بالعالم، وهو يدرك احتمالات أن يؤدي ما سيأتي في غزة إلى تقويض شرعية أميركا. الحقيقة هي أن 'إسرائيل' لا تستطيع مواصلة هدف تدمير حماس دون التسبب في الموت على نطاق واسع. خيار بايدن هو أن يصبح صارما مع الإسرائيليين.. أو أن يتماشى مع ما يخشى أن يكون كارثة هائلة.

هل يستطيع بايدن استحضار الإرادة لمواجهة نتنياهو؟ فهل ستجبر إدارته أوكرانيا على الجلوس إلى طاولة المفاوضات؟ في تحالفاتنا، تملي الميول المتأصلة إجابة سلبية على كلا السؤالين. ولعل الوقت قد حان لتبني سياسة جديدة تستشير فيها أميركا مصالحها الوطنية وليس مصالحهم الوطنية

وحول التعليقات المرتبطة بمستقبل الكيان الاسرائيلي نستعرض بعضها ونبدأ مع عضو البرلمان الأوروبي "رينارد باتيكوفر" الذي كتب. لسوء الحظ، لست مقتنعا بأن إستقالة نتنياهو، التي يبدو أن الغالبية العظمى من الإسرائيليين ستؤيدها، ستكون كافية من أجل إحداث التغيير الكبير في قواعد اللعبة، والمطلوب من الجانب الإسرائيلي.

الباحث السياسي "جوزيف بريت" علق حول موضوع نتنياهو. لقد أعطانا نتنياهو كل الأسباب للاعتقاد بأن هناك أزمة في العلاقات الإسرائيلية الأميركية ناجمة عن خيارات حكومته. أفضل مسار لبايدن هو التحول مباشرة إلى تعامل مختلف

التعليق الأخير من الباحثة والأكاديمية "جانيت واغنر" التي أشارت إلى مرحلة ما بعد الحرب. يجب على جميع المتطرفين اليمينيين في الحكومة الإسرائيلية أن يعتذروا ثم يستقيلوا. لقد تسببوا جميعا في صراع داخلي في 'إسرائيل'.. ولن يكون هناك سلام وأمن بدون قيادة جديدة

إذن.. حول تبعات الحرب على مستقبل الكيان، والصورة الجديدة على الساحة الإسرائيلية سياسيا وأمنيا واقتصاديا، على ضوء الأزمات الداخلية والانكسار العسكري في غزة..

ضيف البرنامج:

-د. محمد ناصر اليمني نائب رئيس قسم الشؤون العربية والدولية بمركز سعود زايد من القاهرة

التفاصيل في الفيديو المرفق