قائد الثورة: الانتخابات هي الركيزة الأساسية للجمهورية الإسلامية

قائد الثورة: الانتخابات هي الركيزة الأساسية للجمهورية الإسلامية
الأحد ١٨ فبراير ٢٠٢٤ - ٠٧:٢٣ بتوقيت غرينتش

أشار قائد الثورة الإسلامية آيةالله السيدعلي خامنئي إلى أن الانتخابات هي الركيزة الأساسية للجمهورية الإسلامية، مؤكدا أن الطريق إلى إصلاح البلاد هو الانتخابات.

العالم - ايران

وبمناسبة ذكرى الانتفاضة التاريخية لأهالي مدينة تبريز يوم 18 شباط/فبراير عام 1978 أي قبل نحو عام من انتصار الثورة الإسلامية في 11 شباط عام 1979، استقبل قائد الثورة الإسلامية في إيران آية الله العظمى السيدعلي خامنئي صباح اليوم الأحد جمعا من أهالي محافظة آذربايجان الشرقية (شمال غرب إيران) في حسينية الإمام الخميني (رض) بطهران.

وفي هذا اللقاء أعرب قائد الثورة الإسلامية عن تقديره وشكره للشعب الإيراني والأجهزة الأمنية على نجاح مسيرات ذكرى انتصار الثورة الإسلامية الحماسية معتبرا أن الشعب الإيراني شارك بحماسة في كافة أنحاء إيران ليظهر هذا العام اعتزازه بالثورة الإسلامية أمام العالم في ذكرى انتصار الثورة الإسلامية.

كما توجه آية الله خامنئي بالشكر الجزيل إلى الذين ساهموا في ضمان أمن هذه المسيرة الوطنية الواسعة.

وشدد سماحته على ضرورة مشاركة الجميع في الانتخابات لأنها هي الركيزة الأساسية للجمهورية الإسلامية الإيرانية وعبرها يتم إصلاح البلاد، لافتا إلى أنه على الشعب أن يسعى إلى الاختيار الصحيح في الانتخابات وعلى من يدخل ميدان العمل الانتخابي أن يتجنب القدح والذم وأسلوب التحيز السلبي للأحداث.

وفي إشارة إلى أن الانتخابات الإيرانية قد جرت دوما في أجواء هادئة وآمنة، أضاف سماحته بأنها ستكون هذه المرة هي نفسها إن شاء الله، مذكّرا بأن الخلافات السياسية والاختلافات في الآراء يجب ألا تؤثر على الوحدة الوطنية للشعب الإيراني في مواجهة الأعداء.

وذكر قائد الثورة الإسلامية بأن: معرفة قدرات العدو هي من الشروط المهمة لتحقيق النصر لذا لا يجب أن نفترض أن العدو ضعيف وغير قادر وفي نفس الوقت يجب ألا نخاف منه.

واعتبر آية الله خامنئي أن جبهة الاستكبار تعارض الانتخابات الإيرانية بلا شك، موضحا أن: الانتخابات هي من سمات النظام الجمهوري، ولهذا يعارض المستكبرون وأميركا، الذين هم ضد النظام الجمهوري والإسلامي على حد سواء، هذه الانتخابات ومشاركة الشعب الحماسية بالاقتراع فيها.

وفي اشارة إلى طلب أحد الرؤساء الأميركيين السابقين من الشعب الإيراني عدم المشاركة في إحدى الانتخابات الماضية، بيّن سماحته بأن ذلك الرئيس ساعد إيران دون علمه لأن الشعب شارك في الانتخابات بحماس أكبر من أي وقت مضى، بسبب عناده ومعارضته له، ولهذا لم يعد الأميركان يتحدثون بهذه الطريقة، بل يحاولون ثني الناس عن الانتخابات بأساليب مختلفة.

واعتبر انتخاب الصالحين أمرا ضروريا، لافتا إلى أنه يجب على الشعب التحري ما استطاع لمعرفة الحقيقة.

كما أكد قائد الثورة على الالتزام بنزاهة وسلامة وكفاءة الانتخابات كمطلب دائم من المسؤولين، موضحا: خلال هذه العقود لم يتم ملاحظة أي انتهاك للانتخابات بالمعنى الذي يدعيه العدو ودائما ما جرت الانتخابات في البلاد بطريقة نزيهة وهادئة ومنظمة.

ووصف قائد الثورة وحدة الشعب الإيراني بأنها مفتاح انتصار الثورة الإسلامية واستمرارها، مؤكدا على أنه يجب على الجميع في المستقبل أن يواصلوا هذا الطريق كفريق واحد، وبأن الخلافات السياسية والاختلافات في الآراء يجب ألا تؤثر على الوحدة الوطنية للشعب الإيراني في مواجهة الأعداء.

وثمن قائد الثورة الإسلامية تضحيات المنظمين الأمنيين للمسيرة الوطنية، واعتبر أن مسيرة الوطن الهادفة تزيد من همة المسؤولين ومعنوياتهم، معتبرا هذا الحضور الوطني يدفق بدماء جديدة في عروق المجتمع والشعب و المسؤولين.

واعتبر قائد الثورة أن خلق الثقة بالنفس الوطنية والشعور بالقدرة في مختلف مجالات العلوم والتكنولوجيا والدفاع والطب وغيرها من المجالات، إنجازا هاما آخر للثورة، مؤكدا على أن هذه الثقة بالنفس، على عكس عهد الطاغوت، تتجلى أيضا على الساحة الدولية ومواجهة القوى المستكبرة.

ومن إنجازات الثورة الإسلامية الأخرى، أوضح سماحته بأنها تشمل أيضا نشر فكر الثورة وقيمها وخاصة في المنطقة، النجاح النسبي في منع انتشار الثقافة الغربية باعتبارها الثقافة السائدة، وتشكيل مجموعات شعبية عفوية في جميع المجالات وتوسيع الخدمات لتشمل جميع مناطق البلاد، وتنشئة علماء عالميين في مختلف المجالات.

وفي هذا السياق أشار قائد الثورة إلى قلق البعض من هجرة الأدمغة وأصحاب الخبرات، موضحا بأن الجانب الإيجابي لهذا الموضوع هو قوة إيران في تصدير الخبراء والأشخاص الفعالين.

وفي شرحه عن مهمة التأمل الذاتي للاعتراف بنقاط الضعف ومحاولة التغلب عليها، أوضح قائد الثورة أنه: بالإضافة إلى نقاط القوة، لدينا أيضا نقاط ضعف ليست قليلة، مثل حقيقة أننا متخلفون في بناء اقتصاد وطني قوي، وعلى الرغم من الخير الذي تم تحقيقه، والعدالة الاجتماعية والاقتصادية والقضائية التي كانت من أسمى شعارات الثورة وأكبر أهدافها، إلا أننا ما زلنا بعيدين عن النقطة المثالية.

وعن نقاط الضعف الأخرى التي يجب التركيز عليها وإصلاحها، أشار سماحته إلى التخلف في القضاء على الأضرار الاجتماعية مثل الطلاق والإدمان والمشاكل الأخلاقية، فضلا عن البعد عن نمط الحياة الإسلامي.

كما أشار قائد الثورة إلى دور النخب وبالأخص النخب الشابة في تحديد الثغرات وتقديم المساعدة الفكرية للمسؤولين لرأبها.

وأكد على ضرورة عدم إهمال العدو وحيله وأدواته، لافتا إلى أن قوة الثورة الإسلامية وتقدمها هو سبب الحيل والضغوط العصبية التي يمارسها أعداء إيران، موضحا بأنه: لا ينبغي أن نكون سلبيين أمام العدو، لأن سياستهم هي إذلال الطرف الآخر وجعله سلبيا.