مع أول أيام رمضان.. الإحتلال يعلن تقسيم غزة لجزأين

مع أول أيام رمضان.. الإحتلال يعلن تقسيم غزة لجزأين
الإثنين ١١ مارس ٢٠٢٤ - ٠٢:٣٨ بتوقيت غرينتش

لم يراع جيش الاحتلال حرمة شهر رمضان، وواصل ارتكاب المجازر الدامية في قطاع غزة، التي أوقعت عشرات الشهداء الجدد، كما أعلن عن تقسيم القطاع إلى جزأين، واحد شمالي وآخر جنوبي.

العالم فلسطين

واستهلت قوات الاحتلال ساعات الفجر الأولى لليوم الأول للصيام، بارتكاب مجزرة جديدة طالت أحد المنازل في حي الزيتون، جنوب شرق مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 20 مواطنا.

وذكرت مصادر من المدينة، أن أغلب الشهداء من الأطفال والنساء، حيث استشهد 16 منهم من عائلة أبو شمالة، و5 من عائلتي الصيرفي وصرصور.

كما أسفر الاستهداف الذي طال هذا المنزل عن وقوع العديد من الإصابات في صفوف المواطنين.

وجاء ذلك بعدما انتشلت طواقم الإسعاف والإنقاذ جثامين 10 شهداء بينهم أطفال ونساء، من منزل يعود لعائلة عاشور قرب دوار الدحدوح في حي تل الهوا، جنوب غرب مدينة غزة، حيث جرى نقلهم إلى مستشفى الشفاء.

كذلك أصيب العشرات من المواطنين في عملية استهداف أخرى استهدفت حي الصبرة جنوبي مدينة غزة، وآخرون أصيبوا جراء قصف مدفعي طال العديد من المناطق الشرقية للمدينة.

وحسب مصادر محلية، فإن هجمات أخرى لجيش الاحتلال طالت عدة منازل في مخيم الشاطئ غربي المدينة، كما طالت غارات جوية أخرى بلدة بيت لاهيا شمال القطاع.

وجاء ذلك في الوقت الذي تتواصل فيه مأساة سكان مدينة غزة وشمالها، جراء الحصار المشدد الذي تفرضه قوات جيش الاحتلال، والذي بموجبه تحول دون وصول المساعدات بالكميات الكافية للسكان هناك، ما زاد من حجم المجاعة، التي تسببت في وفاة العديد من المواطنين بينهم أطفال وكبار في السن.

وفي وسط قطاع غزة، واصلت قوات الاحتلال استهداف العديد من المناطق بالطيران الحربي وبالمدفعية، حيث طالت غارات جديدة شوارع في وسط مخيم النصيرات، وأحدثت دمارا كبيرا في البنى التحتية، على غرار تلك الهجمات التي شنتها فجر الأحد، فيما استهدفت المدفعية عدة مناطق في مخيمي البريج والمغازي.

إلى ذلك فقد واصلت قوات جيش الاحتلال عملياتها البرية ضد مدينة خان يونس جنوبي القطاع، وقالت مصادر محلية من المدينة، إن جيش الاحتلال نسف للمرة الخامسة مباني سكنية تقع شمال غربي المدينة، كما قام بنسف مربعات سكنية كاملة في حي القرارة.

كما استهدف الاحتلال بالقصف المدفعي مناطق عدة تقع شرقي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، كما جرى استهداف عدة مناطق في مدينة حمد السكنية.

وفي مدينة رفح جنوب القطاع، شنت قوات جيش الاحتلال عدة هجمات، استهدفت أرضا زراعية قرب الحدود المصرية الفلسطينية داخل حي السلام في رفح.

كما استشهد عدد من المواطنين في قصف آخر استهدف منزلا شرقي رفح.

هذا وقد وقعت الكثير من الغارات وقت السحور، وهزت أصوات الانفجارات العنيفة الكثير من مناطق قطاع غزة.

وقد تواصلت مأساة سكان قطاع غزة، خاصة النازحين منهم، جراء الحرب ودخول شهر رمضان.

وغابت كل أجواء الشهر الفضيل عن منازل الغزيين، ولم يشعر سكان مراكز الإيواء المكتظة بالنازحين بأجواء الشهر.

وفي غزة شردت الحرب الإسرائيلية نحو مليوني مواطن، يقيم غالبيتهم إما في مراكز إيواء، أو في خيام بلاستيكية أقيمت داخل أماكن عشوائية غير منظمة تفتقر لجميع الخدمات، في كثير من مناطق القطاع.

تقسيم القطاع

ورسميا أعلن جيش الاحتلال عن تقسيم قطاع غزة إلى جزأين واحد في الشمال وآخر في الجنوب، من خلال اكتمال إقامته لطريق جديد، يمتد من مستوطنة “بئيري” الواقعة على مقربة من الحدود الشرقية لوسط القطاع، حتى شارع البحر في مدينة غزة غربا.

وفي سياق قريب، أعلنت هيئة المعابر في غزة أن جيش الاحتلال أفرج عن 56 أسيرا، سبق اعتقالهم من مناطق بالقطاع، مؤكدة أنه تظهر عليهم آثار التعذيب.

وقد وثقت هيئات حقوقية مرات عدة، قيام جيش الاحتلال بارتكاب اعتداءات جسيمة بحق المعتقلين سواء الرجال منهم أو النساء، ما أدى إلى وفاة عدد منهم منذ بداية الحرب.

إلى ذلك فلا تزال مأساة سكان قطاع غزة جراء نقص المواد الغذائية تتواصل، وتهدد حياة الكثيرين بالموت.

ارتفاع ضحايا الجوع

وقد أكدت لجنة طوارئ في بلدية غزة، أن سكان المدينة يواجهون نقصا كبيرا في الغذاء وشحا في المياه الصالحة للشرب.

وأعلنت وزارة الصحة عن استشهاد طفلين جديدين في مشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة، بسبب سوء التغذية.

كذلك قال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، أشرف القدرة، إن أكثر من 2000 كادر صحي شمالي قطاع غزة يبدأون رمضان بلا وجبات سحور أو إفطار.

وأوضح بأن هذه الطواقم الطبية تمارس عملها على مدار الساعة شمالي القطاع، ولا تجد ما تقتات عليه، مبيناً أن أفراد الطواقم الطبية في الشمال نحلت أجسامهم نتيجة عدم توفر وجبات طعام.

وطالب القدرة المؤسسات الدولية والإغاثية بتوفير وجبات طعام جاهزة لتمكن الطواقم الطبية من ممارسة عملها.

وبما يدلل على الدعم الكامل لقيادة جيش الاحتلال، للمجازر التي تقترفها قوات الجيش في قطاع غزة، كشف النقاب عن إيعاز رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال هيرتسي هليفي، بعدم اتخاذ إجراءات عقابية ضد قائد “الفرقة العسكرية 99″، باراك حيرام، في أعقاب إصداره أمرا بتفجير مبنى “جامعة الإسراء” جنوب مدينة غزة، قبل نحو شهرين، واكتفى بتسجيل “ملاحظة قيادية” في ملف الضابط الشخصي.

وجاء ذلك في إعلان لجيش الاحتلال، أكد أن “الملاحظة القيادية” ضد حيرام، وهو ضابط كبير برتبة جنرال، سُجلت لأنه قرر تفجير مبنى الجامعة من دون الحصول على موافقة قائد المنطقة الجنوبية للجيش الإسرائيلي، يارون فينكلمان.

ولا يمنع هذا الإجراء حصول هذا الضابط الكبير على الترقية لاحقا، ما يشير إلى دعم قيادة الجيش لتلك الهجمات.

وحسب إذاعة الجيش الإسرائيلي، فإن فينكلمان قال لحيرام “لو قدمت الطلب لتدمير الجامعة لصادقت عليه”.

ودلل ذلك على أن هذه “الملاحظة القيادية” سُجلت بسبب إصداره الأمر بدون أن تكون لديه صلاحية لإصداره، وليس بسبب تفجير مبنى الجامعة وتدميره بالكامل.