كيف حاول الإعلام السعودي قلب حقيقة جريمة البقيع ؟

كيف حاول الإعلام السعودي قلب حقيقة جريمة البقيع ؟
الجمعة ٢٣ سبتمبر ٢٠١١ - ١١:١٢ بتوقيت غرينتش

لطالما غيب الإعلام السعودي الجريمة التاريخية بهدم قبور "البقيع" بالمدينة المنورة التي تضم أضرحة لأئمة أهل البيت "ع" ولشهداء الإسلام وصحابة وأقرباء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . ولكن مع التحركات والمطالبات بإعادة بناء المقبرة الشريفة التي ظهرت في ذكرى الثامن من شوال ذكرى ارتكاب هذه الجريمة عمد هذا الإعلام إلى إثارة هذه القضية ولكن من منطلق رفض إعادة بنائها .

في ذكرى هدم الأضرحة الشريفة في مقبرة البقيع المشرفة انطلقت تظاهرات وتحركات طالبت السلطات السعودية بإعادة بنائها ومنها هذه التظاهرة في النجف الأشرف.

 بعد هذه التحركات والمطالبات نشرت صحيفة المدينة السعودية مقالاً لأحد الكتاب السعوديين تهجم فيه على المطالبين ببناء قبب وأضرحة أئمة البقيع (عليهم السلام) في الذكرى الـ 88 من هدم الأضرحة المشرفة على يد الوهابية بدعم سعودي

 ووصف الكاتب المطالبين ببناء البقيع بالأصوات النكراء مضيفاً أن الحملات الإعلامية التي دعت للبناء "توفر تكاليفها وأهدافها" من وراء دول تدعمها تحت مسمى اليوم العالمي للبقيع.

وبحسب تعليق أحد المتابعين للمقال: "فإن الكاتب أخذ يفتري على طائفة كاملة من طوائف المسلمين ويصفهم بإرتكابهم للحرام وذلك من خلال عدم مراعاة الامور الشرعية حسب زعمه".

ويضيف أن كاتب المقال إستخف بعقيدة المسلمين في الأضرحة والقبور المقدسة (وهي موجودة لدى اغلب المذاهب الاسلامية) مستنكراً إتهام الكاتب لطائفة معينة بتأجيج الفتنة ووصفهم بأصحاب البدع والشرك والخرافات داعياً المسؤولين لمحاسبة أمثال هؤلاء الكتاب.

وحرض الكاتب السعودي الجهات الأهلية والرسمية للتصدي "لمشروع المتاجرين بالأضرحة" حسب وصفه من خلال الحملات الإعلامية المضادة الرسمية والأهلية.

  ورأى نشطاء أن السلطات السعودية لا زالت تدعم مثل هذا الفكر المتطرف الأحادي المضاد لجميع طوائف المسلمين وذلك من خلال فتح أبواب الإعلام لكل أنشطته الطائفية دون أدنى محاسبة.

ويختم النشطاء حديثهم أن الوهابيين لا زالوا بوقاً تستخدمه السلطات السعودية ضد طوائف المسلمين المعتدلين الذي ثبت عندهم صحة البناء على القبور والتوسل بالأولياء الصالحين.

كما أخفت سلطات آل سعود والحركة الوهابية قباب "البقيع" البيضاء من الوجود يحاول الإعلام السعودي إخفاء الجريمة وحقيقتها المرة الموجعة . ولكن ما جرى في ذكرى الجريمة هذه السنة من دعوات ومطالبات بإعادة بناء البقيع يؤكد أن محاولات طمس الحقيقة وقلب الصورة ستبؤ بالفشل .