في لقاء حصري مع قناة العالم..

أول وزير للحرس الثوري في إيران يروي تفاصيل 46 عاما من النضال

الجمعة ٠٧ فبراير ٢٠٢٥
٠٧:٢٦ بتوقيت غرينتش
أكد اللواء محسن رفيق دوست قائد الحرس الثوري الأسبق في إيران، أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية في افضل مستويات الردع، ولن تكتفي بهذا، فكل يوم تُحدّث صواريخها، ودفاعاتها الجوية تزداد قوة كل يوم، ومنظومات الدفاع الجوي التي تصنعها اليوم هي افضل واقوى المنظومات الدفاعية.

العالمحكاية ثورة

وفي حوار مع قناة العالم ببرنامج"حكاية ثورة"، وحول ذكرى انتصار الثورة الاسلامية في عامها الـ 46 في ايران وعما يعنيه تاريخ 31 يناير 1979، قال اللواء دوست: تزامن ترك الامام الخميني(قدس سره) العراق وانتقاله الى باريس مع خروجي من السجن، وكنت قد مكثت في سجون الشاه 28 شهرا، ومنذ بداية تشكيل هيئة الاستقبال كنت عضوا فيها.

النضال ضد حكومة الطاغوت

وأضاف اللواء دوست : النضال ضد حكومة الطاغوت، كنت مناضلا سياسيا واعتقلت على خلفية قضية الشهيد اندرزجو الذي كان ملاحقا على مدى 15 عاما واستشهد في عام 1978، حين تصاعدت احداث الثورة الاسلامية كنا ضمن المجموعة الاولى او الثانية من السجناء السياسيين الذين تم اطلاق سراحهم.نعم كنت من الاعضاء المؤسسين لحزب مؤتلفة الاسلامي، ولم اصبح قط عضوا في مجاهدين خلق، وانما في مرحلة ما تعاونت معهم، وعندما غيروا موقفهم تركتهم.

تشكيل مجلس قيادة الثورة

وقال اللواء دوست: حين تم اطلاق سراحنا في عام 1978 خلال فترة ليست بطويلة امر الامام بتشكيل مجلس قيادة الثورة، والتي كلفتني بمهمتين، الاولى قيادة سيارة الإمام من المطار الى بهشت زهراء، والثانية حراسة الامام، نعم، لقد قمنا بتوفير كافة الامكانيات اللازمة لهذه المهمة، واعددنا الخطط والبرامج اللازمة، ولكن الاستقبال سار بشكل ألغى برامجنا، وكنت انا والامام والسيد أحمد نجله في السيارة، ومن حولنا ما لا يقل عن 6 ملايين من حشود المستقبلين.

لجنة قيادة الثورة

وبسؤاله عن الشخصيات التي كانت موجودة لاستقبال الإمام الخميني( رض):

لفت اللواء دوست إلى أن سقف الصالة رقم واحد في مطار مهرآباد كان قد شهد انهيارا وتم ترميمه حديثا، ولم يتم تدشينها بعد، وتم ذلك مع وصول الامام. قبل ايام من ذلك كنا قد استلمنا الصالة، وقمنا بتنظيفها واعدادها واخراج كما كبيرا من بقايا المواد الانشائية منها وكنا نتوقع ان تحضر حشود كبيرة من الناس للاستقبال، ولضيوف داخل المطار أعددنا 200 بطاقة دعوة لشخصيات مثل الشهيد مطهري والشهيد بهشتي والسيد طالقاني والشهيد باهنر وسماحة القائد والسيد هاشمي رفسنجاني وشخصيات سياسية مثل قيادة حركة نهضة الحرية، وكانوا قد اصطفوا في طابور، واقول هذه للتاريخ ان هناك شخصا اسمه خليل الله رضايي كان قد استلم مني عدة بطاقات لمجاهدين خلق وحين حضروا ارادوا الوقوف في الصف الاول، ولكنني وجهتهم الى الصف الاخير، وقدمت اسقف الطائفة الارمنية مانوشيان الى الصف الاول مع الشخصيات الدينية الاخرى.

شاهدأيضا.. شاهد بالصور.. احتفال بذكرى انتصار الثورة الإسلامية في الإمارات

وصول الإمام الخميني( رض) مطار مهرآباد الدولي

قال اللواء دوست: حطت طائرة الامام في الساعة 9.34 دقيقة، ودخل المطار وفي نفس الليلة اعلن الامام انني اريد ان اعود الى ايران، وحدد موعد ذلك، كان الشاه قد غادر البلاد، والامام اعلن انني اريد العودة، وحدد 24 يناير موعدا لذلك، نحن كنا قد اعددنا انفسنا لاستقبال الامام في ذلك اليوم. قام بختيار باغلاق المطار، وعندما اقدم بختيار على ذلك اشتدت التظاهرات الشعبية، وكانوا يتظاهرون ويطلقون الشعارات كل يوم ضد حكومة بختيار حتى التاسع والعشرين من يناير، المتظاهرون هددوا بشعار في ذلك اليوم من انه اذا لم يعد الامام غدا فان رشاشاتنا ستخرج، وفي التاسع والعشرين من يناير اعلن بختيار ان المطار مفتوح، حتى انه ترك لنا ان نختار الصالة التي نريدها لاستقبال الامام ونحن اخترنا الصالة رقم واحد، واستلمنا الصالة من حكومة بختيار، ونشرنا فيها قواتنا الخاصة وقمنا بتنضيفها.

التواصل بين المقربين من الامام (رض) وحكومة بختيار

وأضاف اللواء دوست: التواصل بين المقربين من الامام(رض) وحكومة بختيار كان عبر حركة نهضة الحرية، لأن بختيار كان من اعضاء الجبهة القومية ونهضة الحرية، لذلك اتصل هؤلاء وبعد ان هدد الناس بإخراج السلاح اذا لم يعد الامام، اعلن بختيار ان المطار مفتوح وبامكان الامام ان يعود، وبعدها قمنا نحن باعداد المطار، وحسم الامر على ان الامام سيعود في 31 يناير، وعندما تشكلت لجنة الاستقبال، كلفوني باعداد سيارة لاستقبال الامام، وكانت هذه السيارة لأحد اصدقائنا، وجعلنا الجزء الخلفي منها الذي لم يجلس الامام فيه مضادا للرصاص، وعندما طلبنا من الامام الى يركب السيارة رفض ان يجلس في الخلف، وقال انا سأجلس في الأمام، والسيد احمد جلس في الخلف. كانت المسافة بين المطار حتى بهشت زهراء 34 كيلومترا، وكان قطعها يستغرق بشكل طبيعي حوالي 35 الى 40 دقيقة، لكنها استغرقت ثلاث ساعات واربعين دقيقة حتى وصلنا من المطار الى بهشت زهراء. الامر الذي كان مهما بالنسبة لي هو وقار وسكينة الامام وثقته بالنفس منذ ان ركب السيارة وكانت يداه هكذا، وينظر الى يمين ويسار الشارع، هذه الحالة التي تشاهدونها الان هي افضل حالة كانت بالنسبة لي، احيانا كان الناس يجتمعون على السيارة الى حد ان ارجلهم كانت تحجب رؤيتي، وكان داخل السيارة قد اصبح مظلما بسبب ازدحام الناس عليها، ولكن الأمام تعامل مع الامر بكل برود، ازدحام الناس على السيارة كان الى حد انني كنت اضطر احيانا لتشغيل مكيف الهواء في شهر يناير.

شاهد أيضا..إيران تعلن عن تصنيع طائرة مسيّرة قابلة للإطلاق من الجو

ولفت اللواء دوست قائلا: لكن الامام كان في منتهى السكينة والوقار، كانت السيارة تترنح احيانا يمينا ويسارا من شدة ضغط الناس، في بداية شارع شهيد رجائي الذ كان اسمه آنذاك شارع ياداوران فقد السيد احمد الوعي وسقط، فقال لي الامام اتركه سيتحسن، واستعاد وعيه في بهشت زهراء، ولكن الامام كان صلبا، وعندما كان يراني قلقا ومتوترا كان يطمئنني ويقول اهدأ واطمئن، لن يحدث مكروه، وانا عندها كنت استعيد نشاطي كاملا، المشكلة التي حصلت عند دخولنا الى بهشت زهراء هي ان محرك السيارة تعطل عن العمل، بسبب ازدحام الناس على السيارة، والمقود اقفل باتجاه اليمين، ولحسن الحظ ان سائر اعضاء لجنة الاستقبال كانوا قد اعدوا طائرة مروحية على بعد 500 متر من السيارة، لكن مقود السيارة كان مقفلا باتجاه اليمين والمروحية كانت مستقرة في اليسار، فطلبت من عدد من الشباب حول السيارة وكانوا من افرادنا ان يرفعوا السيارة ويحركوها شيئا فشيئا باتجاه المروحية، وفعلا قاموا بذلك.

وأضاف اللواء دوست: وحين اقتربنا من المروحية، فتحت الباب وحضنت الامام وانتقل المرحوم السيد احمد والشيخ ناطق نوري الذي اصبح فيما بعد رئيسا لمجلس الشورى لثلاث دورات، انتقلا الى المروحية واحتضنا الامام وانا امسكت يرجلي الامام، وقبلتها، وثم فقدت الوعي، ولم اع ما حدث بعد ذلك، وأفقت عندما كان الامام يتوعد الحكومة القائمة ويقول انني سأصفع هذه الحكومة على فمها، وسأعين حكومة، نعم، وكان الدكتور فاضل الذي كان الطبيب الخاص للامام طوال عشر سنوات، كان حاضرا ويحاول انعاشي، ويضغط على قلبي لأستعيد الوعي، كنت متعبا جدا ولم استطع المواصلة، فجئنا الى مدرسة رفاه، في الساعة العاشرة والنصف ليلا جاء الامام الى مدرسة رفاه، وقضى الليلة هناك، وفي الصباح توجه الى مدرسة علوي دون أن يخبر احدا، وكانوا قد اعدوا مدرستي رفاه وعلوي، وكانت علوي افضل من ناحية امكانية استقبال الناس فيها، وكان لها بوابتان وبامكان الناس ان يدخلوا من بوابة ويخرجوا من الاخرى، الشهيد مطهري رحمه الله قام في الصباح الباكر وأخذ الامام الى مدرسة علوي دون اية حماية.

شاهد أيضا..إيران تتوعد بردود فعل قاسية على تهديدات الأعداء

وتابع اللواء دوست: كنا قد اتخذنا اجراءات في هذا السبيل، وكنت قد اعددت 8 سيارات فخمة، ويستقر في كل سيارة اربعة مسلحين، بالاضافة الى دراجات فئة الف سي سي، وعلى كل دراجة سائق ومسلح، ولكن الاستقبال الشعبي الحاشد جعل كل ذلك دون جدوى، كانت السيارة والامام وانا والسيد احمد وحشود الناس. في الليل جاء مراسل رويترز الى مدرسة رفاه ووجه نفس سؤالك هذا، بأنكم الم تخشوا أن يحدث مكروه، انت لم تخش ذلك، قلت له حين سألتني الان التفتُّ الى انه هل كان يجب ان نخشى، لأنه لم يخطر ببال اي من ابناء الشعب انه ماذا كان يمكن ان يحدث بالنسبة لنا الذين كنا مع الامام من عام 1963 وتعرضنا للملاحقة والاعتقال واستشهد كثير منا، والان قد عاد الامام وهرب الشاه، ولم يعد للخوف معنى.

مبايعة الإمام الإمام الخميني( رض)

وقال اللواء دوست: خلال تلك العشرة أيام كنت أنا المسؤول عن مدرسة علوي، الكثير من الفئات جاءت وبايعت الامام، حتى السابع من فبراير الذي بايعت القوة الجوية الامام، قرر الحرس الملكي ان يهاجم مدرسة علوي، لكن عندما وصلت اول دبابة لهم الى شارع ايران قام الناس بالتصدي لها، وتعطلت الدبابة واغلقت الطريق على باقي القوات، بعدها جاء منتسبو القوة الجوية ودخلوا بكل نظام الى مدرسة علوي وبايعوا الامام، وفي الليل هاجم الحرس الملكي القوة الجوية، لكنه حين قام بذلك علق بين قوتين، ففي القاعدة واجه منتسبي القوة الجوية، وفي الخارج نحن قمنا بتسليح كل من يتمكن من حمل السلاح الذي كان الناس قد اخرجوه من المعسكرات، كنا نسلمهم السلاح لقاء بطاقة انهاء الخدمة العسكرية، وهُزم الحرس الملكي امام الناس والقوة الجوية وانسحب.

خصائص الثورة الإسلامية ..وشروط ثلاثة لانتصار أي ثورة

ونوّه اللواء دوست : كل ثورة اذا جمعت هذه الثلاثة التي امتلكتها ثورتنا ايضا، (الايديولوجيا والقيادة والشعب)، فانها تنتصر، وهذا ما راهن عليه الامام حين عاد من باريس الى طهران ليحسم الامر ويقيم الجمهورية الاسلامية، واصبح شعارنا استقلال حرية جمهورية اسلامية، ولم يكن هناك ادنى شك في انتصارنا، فقبل عودة الامام اي في شهر نوفمبر اخبرنا الشهيد بهشتي أن رئيس السافاك آنذاك الفريق ناصر مقدم طلب منه موعدا للقاء به، حين كان الشاه مايزال في البلاد، والمسؤولون كانوا في مواقعهم، وحين جاء كنا نحن حاضرين في اطراف منزل الشهيد بهشتي، وبعد ان غادر سألنا الشهيد بهشتي عن ما طرحه مقدم، فقال انه سألني بأي قوة تريدون ان تواجهوا الشاه؟، فقلت له، بل الشاه باي قوة يريد ان يواجهنا؟، فحتى العقداء منكم اعلنوا بيعتهم لنا، والجيش الان ليس لكم، بل هو معنا، والشاه لم يعد يملك جيشا حتى يواجهنا، حولي 3 الى اربعة اشهر، ومن ثم حين عاد الامام وحتى قبل عودته امر بأن يتهرب الجنود من المعسكرات، وكنا قد عينا مجموعة في مدرسة رفاه وطلبنا من الناس ان يأتونا ببدلات رجالية اذا كانوا يملكون منها في بيوتهم، وكان الجنود يهربون من قواعدهم بأسلحتهم ويأتون الى مدرسة رفاه ويسلمون بنادقهم لنا ويستبدلون ملابسهم العسكرية ونلبسهم البدلة المدنية وينصرفون، وحين احتجنا الى قوات للمواجهة اعلنا ان كل من يستطيع يمكن ان يأتي ويسلم هوية خدمته العسكرية ويستلم سلاحا لمواجهة الحرس الملكي. شكل ذلك نموذجا للعالم نشاهد اليوم مثيلا له في غزة، قتلوا الناس على مدى 15 شهرا، قتلوا حوالي 60 الفا، وجرحوا اكثر من مئة الف اخرين، لكنهم خرجوا صاغرين، هؤلاء يقولون انهم تعلموا من الثورة الاسلامية، كل بلد يحكمه نظام ظالم وعميل ويعمل وفق نموذجنا فإنه سينتصر.

تأثير الثورة الإسلامية على العالم

اللواء دوست: البلد الوحيد الذي حصل فيه تحوّل جيد هو العراق

أوضح اللواء دوست: أن البلد الوحيد الذي حصل فيه تحول جيد، هو العراق، الان في العراق النظام شعبي، ربما ليس بالطريقة التي حصلت في بلادنا، لكن الحكومة الملكية انتهت، حكومة البكر وصدام انتهت، واليوم الناس تختار الحكومة والبرلمان وهناك قوة شعبية. يضغط الاميركيون الان لكي يندمج الحشد الشعبي مع القوات المسلحة او ان يُفكك ، لكن مادامت هناك قوة شعبية والناس هي من يختار الحكومة، فان ذلك سيكون اما ايران او في مثال اضعف العراق.

دوافع تأسيس الحرس الثوري الإيراني

قال اللواء دوست : قبل ان يعود الامام، جاء الشهيد الشيخ محمد منتظري الى ايران وكان هو من طرح فكرة تأسيس قوة للحفاظ على الثورة، لكن الحكومة الموقتة استبقت الامور وبعثت برسالة الى الامام طلبت فيها منه ان يتم تشكيل حرس الثورة الاسلامية تحت اشرافها، والامام وافق، الحكومة الموقتة لم تكن راغبة في تشكيل الحرس، لم ترغب في المجموعة التي تضم محمد منتظري وانا وزملاءنا، وخلال الشهرين الاولين بعد انتصار الثورة ذهبنا انا والشهيد منتظري ومعنا شخصان آخران هما السيدة مرضية دباغ والسيد محمد غرضي الذي اصبح فيما بعد وزيرا للاتصالات، ذهبنا عند الإمام الى قم وقلنا ان الحرس الثوري لن يتشكل في ظل الحكوم الموقتة، وانا كنت اول من انضم ال الحرس، بالاضافة الى انني اصبحت وزيرا للحرس، كنت اول من سجل للانضمام الى الحرس، ثم سأل الامام ماذا نفعل اذن، قلت من الافضل ان نكون تحت اشراف مجلس قيادة الثورة، الامام أيد ذلك، سألته هل ستزودنا بمكتوب لذلك، قال لا، اذهبوا وبلغوا مجلس قيادة الثورة عني بذلك، انا دونت ذلك في مفكرتي وعدت الى طهران والتقيت بالسادة وقلت ان الامام ان يأمر بنقل الاشراف على الحرس من الحكومة الموقتة الى مجلس قيادة الثورة، وكان دائما احد السادة هاشمي رفسنجاني والشهيد مطهري وسماحة القائد والسيد موسوي اردبيلي يشرفون على الحرس، حتى عين الامام ممثلا في الحرس، ومازال ممثل القائد هو احد الاركان في قيادة الحرس، ومن ثم بدأنا بتسجيل اسماء الراغبين في الانضمام الى الحرس، وخلال فترة قصيرة تشكلت هذه القوة، لكن الحرس الثوري بهيئته الحالية تم تشكيله في الحرب، اي عندما هاجم العراق ايران في 21 سبتمبر 1980.

حرس الثورة قوة ضاربة في الحرب المفروضة

أكد اللواء دوست: عندما بدأت الحرب المفروضة، دخلنا الحرب، وتطورنا خلال الحرب، من قوات شبه امنية في المدن تحولنا الى قوة عسكرية مجهزة بالكامل وتتمتع بمستوى علمي جيد، فلدينا الان جامعة الامام الحسين الشاملة وهي للحرس وناشطة في كل الاختصاصات.

شاهد أيضا..قائد الثورة الاسلامية: إذا هددت أمريكا أمننا فسنهدد أمنها

اللقاء مع ياسر عرفات وزيارته إيران

ولفت اللواء دوست: اول سلاح اشتريته للحرس كان في عام 1979، ذهبت حينها الى بيروت والتقيت ياسر عرفات، كان ذلك قبل ان اصبح وزيرا، اصبحت وزيرا في عام 1982، وقبلها كنت مسؤول المشتريات في الحرس، وفي عام 1979 نفسه التقيت بياسر عرفات واشتريت منه الفي رشاش كلاشينكوف و500 قاذفة ار بي جي وجئت بها.والتقيته في بيروت، مكثت خلالها اسبوعا هناك، وكنت قبل الثورة اتردد على بيروت كثيرا، وانضممت الى حركة فتح في عام 1973، وزار ايران ابان انتصار الثورة، لكنني كنت على معرفة به من قبل، وعندما زار ايران بعد انتصار الثورة، انا ذهبت الى المطار وجئت به عند الامام، بعيد انتصار الثورة الاسلامية، في الأيام الاولى.

علاقة الامام الخميني(رض) مع القضية الفلسطينية

نوه اللواء دوست إلى أن علاقة الإمام وامة الامام مع القضية الفلسطينية لم تبدأ مع انتصار الثورة، فالامام منذ عدة سنوات قبل انتصار الثورة كان قد اصدر فتوى بجواز اعطاء الثلث من سهم الامام في الخمس في مساعدة الثورة الفلسطينية، ومن حينها بدأت علاقتنا مع فلسطين، وكنا نساعد الفلسطينيين، ولذلك التقينا بمجرد انتصار الثورة الاسلامية، ومنذ اليوم الاول كان خطاب الامام قائما على رفض دويلة الاحتلال الغاصبة، وبعد الامام بقي سماحة القائد على نفس النهج، فنحن لا نعترف اساسا بالدويلة الصهيونية الغاصبة، فهي ارض فلسطين، ويجب ان يحكمها الفلسطينيون، الامام راهن على هذه منذ البداية، وسمح بأن تتم مساعدة الفلسطينيين، وبالامس حين كان الفلسطينيون يشكرون المواقف المساندة لهم، غالبية ذلك كان من الجمهورية الاسلامية.

بداية الصناعة العسكرية في إيران..كيف تم تسليح الحرس الثوري؟

قال اللواء دوست: منذ بداية تأسيس الحرس عينت مسؤول مشتريات في الحرس، وكان عليّ ان أوفر كافة الاحتياجات والمستلزمات من سلاح وطعام ونقل وغير ذلك، ونظرا للحظر الدولي المفروض علينا في مجال التسلح، بادرت الى تشغيل خطوط انتاج السلاح، ونتيجة لذلك اليوم نحن نتمتع باكتفاء ذاتي في مجال الصواريخ الدقيقة التي لا يملكها الا نحن والولايات المتحدة، حتى روسيا لا تملكها، وكذلك الطائرات المسيرة بهذه النوعية والجودة لا يملكها الا نحن والولايات المتحدة وحتى روسيا لا تملكها، بل نحن متهمون اليوم بأننا نزود روسيا بالطائرات المسيرة والصواريخ، كنا نملك في بلدنا مواهب لامعة وانا قررت ان نصنع كل ما نحتاجه للدفاع.

رفض الامام الخميني(رض) للقنبلة الذرية

وأضاف اللواء دوست: ذات يوم تشرفت بلقاء الامام وقلت له يا سيدي انا اسست 18 مجموعة لتصنيع الادوات والاسلحة الدفاعية، وشرحت له انها تشمل طلقات الرصاص حتى ادوات الدفاع النووي والكيمياوي والبايولوجي، فسألني هل هذه تعني القنبلة الذرية؟، فسكتُ، فقال الامام لا تصنع القنبلة الذرية، وعندما أردت المغادرة قال اتدري لماذا لا يجب ان تصنع القنبلة الذرية؟، قلت له لا ادري لكن امرك يكفي، قال لا، يجب ان تعلم ان السلاح الذري ليس سلاح حرب، اصنع ما شئت للدفاع عن البلاد، لكن السلاح الذري يهلك الحرث والنسل، ونحن لم نخلق في الدنيا لنهلك الحرث والنسل، لذلك اذهب واصنع ما نحتاجه، والان نحن على المستوى الدفاعي لدينا اكتفاء ذاتي مئة بالمئة.




من هو أبو الصواريخ الايرانية؟

قال اللواء دوست: رحم الله الشهيد طهراني مقدم، منذ الوجبة الاول التي استلمناها من الصواريخ كان معي، ومن ثم بعثته مع اللواء حاجي زاده الذي هو الان قائد قوة الجوفضاء في الحرس الثوري، كلفتهما بمهمة جلب الصواريخ، ونفذا المهمة، ثم جاءني طهراني مقدم الى مكتبي قبل اشهر من استشهاده وكان قد علق لوحة في مكتبه وكتب عليها مخاطبا اياي، الى أب الصواريخ الايرانية، عندما استشهد وجاء الصحفيون ورأوا تلك اللوحة سالوا اذا هل السيد طهراني مقدم هو ابو الصواريخ الايرانية ام انت، فقلت لهم انا جدها. عندما جاء بالوجبة الاولى من الصواريخ طلب الاذن مني للقيام بالهندسة العكسية وانا كنت ادعمه بالكامل وخلال فترة قصيرة تمكنوا من صناعة صاروخ اسكود بي.واستغرقت سنتين.

مشروع الصواريخ الإيرانية

وتابع اللواء دوست: ثم واصلوا المشروع، وانا حينها كنت قد خرجت من الحرس، وتوليت مؤسسة المستضعفين ولم اعد في المجال العسكري، وهم لم يكتفوا.

الوضع الدفاعي لإيران ...إيران تحقق الإكتفاء الذاتي من الأسلحة بنسبة 100%

وقال اللواء دوست : لدينا اكتفاء ذاتي بنسبة 100%، من طلقات الرصاص حتى اقوى الصواريخ والطائرات والغواصات والاتصالات وكاميرات الرؤية الليلية وكل ما نحتاجه للدفاع، نصنعه محليا، ونقوم بالتصدير ايضا. وبالطبع عقيدتنا تحددنا في مجال صادرات السلاح الى حد ما، لكننا نصدر مبالغ كبيرة من السلاح الى الدول الصديقة. لدينا اكتفاء كامل، ولا نحتاج الى اي دولة من الشرق او الغرب.

شاهد أيضا.. قائد القوات الجوية: حققنا الاكتفاء الذاتي بإنتاج المعدات العسكرية

تقييم مرحلة الـ15 شهرا الماضية بعد مواجهة الكيان الصهيوني

أكد اللواء دوست أن نقاط ضعف الكيان الصهيوني متعددة، اولاها هي العزلة الدولية بعد ما فعله من جرائم، كما ان الكيان الصهيوني لا يتحمل هذا الكم من الخسائر في صفوف قواته وخروج عدد كبير من عسكرييه عن الخدمة، مؤخرا اعلن وزير الحرب الصهيوني اننا نترك غزة في حين ضاعفت حماس عديد قواتها، لكنهم اخرجوا احدى فرقهم عن الخدمة لأنهم لم يملكوا المزيد من القوات ليقدموها لها، المصير المحتوم للكيان الصهيوني هو ما ذكره قائد الثورة الاسلامية من ان نهايته قريبة لأنه لم يتمكن في هذه الحرب من تحقيق اهدافه الثلاثة، تهجير اهل غزة والسيطرة عليها وتحويلها الى منطقة آمنة لمستقبل الكيان، وزير الامن الصهيوني قال من العار علينا اننا لم نكمل خروجنا بعد من القطاع فيما حماس تستعرض قوتها هناك.

وعلّق اللواء دوست قائلا: هذا الصمود والثبات من اهل القطاع الذي يضم مليوني نسمة في مساحة 360 كيلومترا مربعا وهي المنطقة الاكثر كثافة سكانية في العالم، قتل الناس سهل جدا هناك، لكن هؤلاء الناس صمدوا، ولم يغادروا بل اخرجوا اسرائيل، وانتصرت حماس، "اسرائيل" انتهت منذ ان تشكلت حماس. وستنهار في النهاية.

إيران في افضل مستويات الردع

قال اللواء دوست نحن لم نتوقف، نحن الان في افضل مستويات الردع، ولكن لن نكتفي بهذا، فكل يوم تُحدّث صواريخنا، ودفاعاتنا الجوية تزداد قوة كل يوم، ومنظومات الدفاع الجوي التي نصنعها اليوم هي افضل واقوى من المنظومات التي اشتريناها من روسيا.




أبرز التحديات التي تواجهها إيران في المستقبل

أكد اللواء دوست: نحن رفعنا شعارا بثلاث مفردات، استقلال- حرية- جمهورية اسلامية، والثورة حققت الاستقلال والحرية بالكامل لشعبنا، لكن عند الحديث عن الجمهورية الاسلامية فهناك تفرعات كثيرة فيها مثل العدالة الاجتماعية والعدالة السياسية والعدالة الثقافية والاقتصادية، فنحن متخلفون عن مطالب الناس في مجال العدالة الاقتصادية، وحكوماتنا يجب ان تركز كل جهودها في سبيل تحسين معيشة الناس، فبلدنا الذي تمكن من الاكتفاء الذاتي في مجال الدفاع، لديه الامكانية لتحقيق الاكتفاء الذاتي في الاقتصاد ايضا، يجب ان يبذلوا جهودا اكبر ويستخدموا احدث انواع المعرفة في ادارة موارد المياه والارض ، فأمامنا طريق طويل في المجال الاقتصادي، وسماحة القائد وكبار المسؤولين مصرون على المضي في ذلك، وان شاء الله سنعالج المشاكل على هذا الصعيد.

التفاصيل في الفيديو المرفق ...

0% ...

آخرالاخبار

انتحار ضابط بجيش الاحتلال بعد مشاركته حرب غزة


في زيارة دولة.. بوتين يصل قصر دلهي الرئاسي بالهند


'أسوشييتد برس': انهيار البحرية الأمريكية أمام العمليات اليمنية


تواصل الخروقات والقصف الإسرائيلي على غزة


الاحتلال يرتكب 7066 انتهاكا بحق فلسطينيي الضفة والقدس في نوفمبر


قتلى وجرحى باشتباكات مسلحة غرب طرابلس في ليبيا


قبائل جبل راس والعدين ومقبنة في الحديدة تُعلن النفير العام


العراق:جدل سياسي بعد إدراج حزب الله وأنصار الله على قائمة الإرهاب


تفكيك خلية ارهابية غرب العاصمة طهران


البحرية الأمريكية تؤكد انضمام مدمرة إلى قواتها في منطقة البحر الكاريبي