العالم-سوريا
کتب الصحفي خالد الجيوسي فی جریدة راي اليوم في مقال ..“ثار” السوريون “يُفترض” على نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد، كي يتمتّعوا بالحريّات التي كانت غائبة “يُفترض”، وصولًا لبلادٍ ديمقراطية، تحكمها حكومة عصرية.
لكن يبدو أن للحكومة السورية الجديدة القادمة من إدلب رأيٌ آخر بخصوص سقف هذه الحريات بعد سقوط نظام الأسد، ويبدو أن النقد متاح فقط للسوريين لانتقاد “النظام البائد”، أما الحالي فقد استلم البلاد مدمرة سياسيًّا، واقتصاديًّا، وعلى السوريين الانتظار وعدم الالتفات لأمور جانبية تشمل حياتهم اليومية من ماء الاستحمام، والكهرباء، وغيرها من أمور صمتوا على عدم توفّرها “يُفترض” في عهد الأسد.
km
وزير الخارجية السوري الانتقالي أسعد الشيباني يُؤمن فيما يبدو بالقاعدة السورية الشهيرة والتي انتشرت في البلاد بعد سُقوط نظام الأسد، والتي تقول إن “من يُحرّر يُقرّر”، وعبّر عن ذلك حرفيًّا خلال فعاليات القمة العالمية للحكومات 2025 في دبي هذا الأسبوع، حيث تحدث الشيباني في جلسة حوارية أمام الحضور.
وفي ردّه على سؤال بشأن مخاوف السوريين من القادم الجديد، قال الشيباني “نحن حرّرنا الشعب السوري.. وإذا حرّرت خطيفة أو مُختطفًا من خاطفه فلا يمكن أن يسألك بعد ذلك إلى أين ستأخذني”.

ورغم ضبابية المشهد في سورية، والحديث عن الحاجة لـ4 أو 5 سنوات انتقالية حتى كتابة الدستور، وإجراء انتخابات رئاسية، وشكاوى حول تفلّت الأمن بالمحافظات فإنه بحسب الشيباني ليس هنالك ما هو مجهول (في مستقبل سوريا)”، مشددا على أن الشعب السوري “قادر وواع وهو شريك معنا في العملية السياسية”.
وأثارت عبارة “خطيفة” التي استخدمها وزير خارجية السوريين الانتقالي مخاوفهم من مشهد سياسي لا يعلو فيه إلا صوت رجال هيئة تحرير الشام، أو حكومة أحمد الشرع، ورجاله، الذين ينظرون إلى الشعب السوري كونه “خظيفة” ونجحوا بتحريرها، وهذه بحسب نشطاء سورية إهانة لـ”ثورة” الشعب السوري ضد الظلم، والطغيان، وحصر تضحيات الشعب كما وصفوها بتحرير الـ11 يومًا الذي انتهى بسقوط نظام الأسد.
علّقت الإعلامية آسيا هشام على تصريح الشيباني: “الحمد لله على نعمة التحرير الحمد لله ألفاً .. يا رب شكراً يارب شكراً يا رب لك الحمد.. هذا لا يمنع من السؤال وهلأ لوين؟!”.
أما سمير نشار فقال: “السيد أحمد الشرع الرئيس الانتقالي ” وزير خارجيتك يقول: أنتم من حررتم الشعب السوري من الاختطاف وان الخطيفة لا تسأل خاطفها إلى أين سياخذها!، الشعب السوري هو مصدر الشرعية ومصدر السلطات وقدم تضحيات في سبيل حريته، وليس خطيفة يقرر الخاطفون مصيره ومستقبله كما يزعم وزير خارجيتك”.
إقرأ أيضاً..بيدرسون: مستقبل سورية مرهون بتنفيذ خريطة الطريق السياسية
ودافع في المُقابل المناصرون لحكومة الجولاني بأن تصريحات الوزير الانتقالي الشيباني مُجتزأة، وثمّة من يريد استغلال هذا لتشويه النظام الجديد.
* الجيوسي - رأي اليوم