العالم - الجزائر
في جلسة الاستئناف التي جرت في بداية شهر نيسان/أبريل الجاري، طلبت النيابة العامة الفرنسية في مدينة إيكس أون بروفانس تثبيت العقوبة التي صدرت بحق عطال خلال محاكمته الأولى، بتهمة التحريض على الكراهية الدينية.
تعود جذور القضية إلى 12 تشرين الأول/أكتوبر 2023، حين قام عطال، الذي كان آنذاك لاعبا في صفوف نادي نيس الفرنسي، بمشاركة مقطع فيديو عبر حسابه على إنستغرام، يظهر فيه الداعية الفلسطيني محمود حسنات وهو يردد دعاء ضد اليهود. وقد اعتبر القضاء الفرنسي هذا التصرف تحريضا على الكراهية.
أمام هيئة المحكمة في إيكس أون بروفانس، أكد يوسف عطال أنه لم تكن لديه أي نوايا تحريضية، وقال في دفاعه: “أنا لاعب كرة قدم، لا أمارس السياسة”. وأوضح أن نشر الفيديو كان بهدف التعبير عن تضامنه مع الفلسطينيين الذين كانوا يتعرضون للقصف في تلك الفترة، مشددا على أنه ليس معاديا لليهود، بل أن دعمه للقضية الفلسطينية لا يعني العداء لأي طرف آخر. وأضاف أنه لم يشاهد الفيديو حتى النهاية، مؤكدا أنه لو كان قد فعل ذلك لما كان نشره أساسا.
ورغم توضيحات اللاعب الجزائري، تمسكت المدعية العامة فاليري تافيرنييه بطلب تطبيق نفس العقوبة التي صدرت في المحكمة الابتدائية، معتبرة أن الفيديو يمثل “تحريضا واضحا على الكراهية”، حتى وإن كان بأسلوب غير مباشر. وأكدت أن عطال كان يجب أن يكون أكثر وعيا بتأثير منشوراته، خاصة كونه شخصية عامة يتابعه الملايين.
اقرأ ايضا:
القضاء الفرنسي يثبّت حكم سجن اللاعب الجزائري عطال لتضامنه مع غزة
منذ بداية القضية، تعرض يوسف عطال لضغوط كبيرة، ما دفعه إلى نشر توضيح أكد فيه أنه “يرفض استخدام أي شكل من أشكال العنف”. وأضاف في بيانه أنه “يدين بشدة كافة أشكال العنف أينما كان في العالم ويدعم كل الضحايا”. وأكد أن السلم هو قيمة عليا يؤمن بها بقوة.
في فرنسا، وصل الجدل إلى حد نشر عمدة مدينة نيس، كريستيان استروزي، تدوينة تهدد بطرد عطال من نادي نيس. كما شنت صحف رياضية كبرى مثل “ليكيب” حملة ضد اللاعب وطالبت بمعاقبته. أدت هذه الضغوط إلى إنهاء مسيرته مع نادي نيس في صيف 2024، كما حالت دون انتقاله إلى أولمبيك مارسيليا بسبب الجدل السياسي والإعلامي المحيط بالقضية.
وجد عطال تضامنا واسعا من الإعلام والأحزاب السياسية في الجزائر. وبعد مغادرته فرنسا، انتقل إلى الدوري التركي لفترة قصيرة، قبل أن يستقر في نادي السد القطري، حيث يواصل مسيرته الكروية بعيدا عن الضغوط التي واجهها في أوروبا.
المصدر: “القدس العربي”