ووفقًا لمسؤولين مطلعين، أثار والتز غضب ترامب عقب لقائه بنتنياهو في المكتب البيضاوي مطلع فبراير الماضي، حيث بدا أن المستشار المقال يتبنى الطرح الإسرائيلي المتشدد الداعي إلى شن هجوم على إيران، متجاهلا المساعي الدبلوماسية التي كان ترامب يفضل انتهاجها في تلك المرحلة.
وذكرت المصادر أن والتز "سعى لتوجيه السياسة الأمريكية نحو التصعيد العسكري بما يتماشى مع رغبات الاحتلال الإسرائيلي"، في خطوة اعتُبرت خيانة للثقة وتمردا على أولويات الرئيس الأمريكي.
إقالة والتز، الذي يواجه انتقادات داخلية متزايدة بسبب ما اعتُبر تجاوزا لصلاحياته وتغليبًا لمصالح قوى أجنبية، تأتي في إطار إعادة ترتيب داخل الإدارة الأمريكية لتقليص نفوذ العناصر الداعية إلى الحروب وتعزيز التيار الساعي إلى تقليص التدخلات الخارجية.
وأكدت تقارير أن والتز كان قد أدرج صحفيا عن طريق الخطأ في مجموعة "سيغنال" كانت تُستخدم لتنسيق خطوات عسكرية في اليمن، ما شكل ضربة جديدة لمصداقيته داخل الإدارة، رغم محاولات نائب الرئيس جي. دي. فانس لإنقاذه.
وقد أثارت هذه التحركات تساؤلات داخل دوائر الحكم في واشنطن حول ولاء بعض المسؤولين، وسط مقارنات وصف فيها أحد مستشاري ترامب ما فعله والتز بأنه "أقرب إلى التآمر مع كيان أجنبي ضد سياسات بلاده".
ويرى مراقبون أن هذه الإقالة تمثل انتكاسة لمعسكر الضغط الإسرائيلي داخل البيت الأبيض، وتعكس رغبة ترامب في استعادة زمام المبادرة وتجنب الانزلاق إلى مواجهة عسكرية مع إيران قد تؤدي إلى تداعيات كارثية على مستوى المنطقة والعالم.