وقال هليفي، المنتمي لحزب الليكود الحاكم، إن "العملية القائمة، بما تتضمنه من توغلات وهجمات، لن تغيّر الواقع على الأرض، حيث ستظل حماس ممسكة بزمام السيطرة، سواء على السكان أو خطوط المساعدات الإنسانية"، مشيرا إلى معطيات اطلعت عليها لجنة الأمن البرلمانية في جلساتها المغلقة.
وانتقد هليفي إخفاق الجيش في فرض حصار شامل ومحكم على غزة قبل بدء العملية البرية، رغم توصيات عشرة جنرالات متقاعدين اقترحوا خطة بديلة.
واعتبر أن هذا الإخفاق يؤكد استمرار "التخبط الاستراتيجي"، الذي قال إن الجيش يدفع ثمنه منذ أكثر من عشرين شهراً.
تصعيد في التراشق السياسي
تصريحات هليفي جاءت في خضم سجال علني مع وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الذي اتهمه بـ"ترديد أكاذيب على غرار يائير غولان"، في إشارة إلى زعيم حزب "الديمقراطيين" والمعروف بمواقفه المعارضة للحرب.
وفي رده، قال كاتس إن "غولان شبه المجتمع الإسرائيلي بالنازية واتهم الجيش بقتل الأطفال، بينما يفتري هليفي بادعاء تخلي الجيش عن جنوده القتلة، مدافعا عن الخطة العسكرية الحالية" التي تعتمد، حسب وصفه، على "إخلاء السكان، سحق الأرض، وتطهيرها من المسلحين".
ورد هليفي بقوله إن "الوحيد الذي يروج للأكاذيب هو كاتس"، منتقداً منشورات الوزير ومتهماً إياه بـ"جهل أمني فادح".
خلفية العملية العسكرية
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد أعلن الأحد الماضي بدء المرحلة البرية من خطة "عربات جدعون"، التي تشمل عمليات واسعة في شمال وجنوب قطاع غزة، بمشاركة أربع فرق قتالية رئيسية، وتستهدف، وفق زعمه، "استعادة الأسرى وإنهاء تهديد حماس".
إقرأ أيضا| الكشف عن أسرار عملية 'عربات جدعون' والموانع أمامها
الخطة، التي أقرها المجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينت) مطلع الشهر الجاري، تنص على تنفيذ عملية ميدانية ثلاثية المراحل، مقرونة باستخدام أدوات ضغط مركزة على حماس، بهدف دفعها للقبول باتفاق لتبادل الأسرى وتفكيك بنيتها العسكرية.
ورغم إعلان الاحتلال أن العملية تمثل "تحولا نوعيا" في مسار الحرب، تتزايد الأصوات داخل كيان الإحتلال المحذرة من عدم جدواها، ومن استمرار استنزاف الجيش و تخبطه الإستراتيجي دون تحقيق أية أهداف.