العالم - ملفات العالم
فبعد اغتيال عبدالغني الككلي قائد جهاز الاستقرار تسارعت ردود الأفعال وتبادلت الفصائل المسلحة إطلاق النار وسقط عشرات الليبيين المسلحين وغير المسلحين بين قتيل وجريح وخرج المتظاهرون للمطالبة برحيل حكومة الوحدة الوطنية ورئيسها عبدالحميد دبيبة، لكن هذه الصراعات المسلحة وأجواء الفتنة الداخلية لا تخفي برأي المهتمين والمتابعين للشأن الليبي خلافات داخلية فحسب بل إن قوات دولية وإقليمية كثيرة متورطة في هذه الصراعات وفي تأجيجها بين الفينة والأخری.
والغاية الكبری ليست خافية عن العيان كما يقول البعض بل إن إخراج ليبيا الغنية بثرواتها ومواردها وموقعها الاستراتيجي في قلب البحر المتوسط من دائرة الفعل الإيجابي في قضايا أمتها العربية والإسلامية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. هو الغاية الكبری لهؤلاء فضلا عن استنزاف ثرواتها النفطية والطبيعية وضمان تدفقها بأسعار بخسة للأسواق الغربية.
هؤلاء الذين لم يغفروا لليبيا موقفها الثابت طيلة عقود في نصرة قضايا المظلومين والمحرومين والمستضعفين. كما يشير بعض النشطاء الليبيين وغير الليبيين، لقد أعلنت تونس عبر بيان لوزارة خارجيتها استعدادَها محددا لاحتضان الحوار الوطني الليبي لإيجاد مخارج للأزمة تنقذ هذا البلد الاستثنائي في المنطقة والعالم وتضمن عودة الأمن والاستقرار وإنتاج نظام سياسي قادر علی إعادة وتوحيد البلد وقيادته نحو انتخابات نزيهة وشاملة تجدد المؤسسات وتعيد الأمل.
اقرأ أيضا.. تونس تدعو لوقف فوري للتصعيد في ليبيا
فکیف تبدو الآفاق الليبية الملبدة بالسحب؟ وهل بمقدور المختلفين الليبيين الجلوس علی مائدة الحوار من جديد؟ وهل ستسمح المعادلة الإقليمية والدولية ذات المصالح النافذة في ليبيا السماح لقادتها للقيام بذلك وتحمل مسؤولياتهم التاريخية؟. هذا ما تحاول هذه الحلقة الجديدة من برنامج "ملفات العالم" تقديم أجوبة عليه وبذلك نستضيف كلا من الأستاذ بولبابة سالم الخبير في شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وكذلك الأستاذ بشير الجويني الباحث في العلاقات الدولية.
وقال الخبير في شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الأستاذ بولبابة سالم إنه: منذ اندلاع ثورة 17 فبراير 2011، لا تزال الأوضاع في ليبيا تعاني من عدم الاستقرار، حيث تتداخل العديد من القوى الدولية والإقليمية التي تسعى لفرض أجنداتها وهيمنتها على البلاد. تعتبر ليبيا دولة غنية بثرواتها النفطية، وتمتد على سواحل تتجاوز 2000 كيلومتر على البحر الأبيض المتوسط، مما يجعلها محط أنظار العديد من الدول الأوروبية التي تتزاحم على النفوذ فيها.
تتجلى هذه التوترات في الصراع بين القوى الكبرى مثل فرنسا وإيطاليا، بالإضافة إلى روسيا والولايات المتحدة وتركيا، حيث تتنافس هذه الدول على تحقيق مصالحها في المنطقة. ورغم تدخل الأمم المتحدة وقيامها بجهود لاحتواء الوضع، بما في ذلك تنظيم لقاءات ليبية-ليبية في دول مثل المغرب والجزائر وتونس، إلا أن هذه الجهود لم تؤدِ إلى نتائج ملموسة.
كما أشار الباحث في العلاقات الدولية الأستاذ بشير الجويني أنه: شهدت الساحة السياسية والميدانية في ليبيا تطورات متسارعة منذ عام 2011، حيث تتزايد التحركات العسكرية في مايو 2025. في بداية الشهر، انطلقت تحركات عسكرية من شرق العاصمة طرابلس وغربها، حيث تلقت الكتائب من مصراتة دعمًا من مجموعات مسلحة أخرى. في 13 مايو، شن جهاز دعم الاستقرار بقيادة عبد الغني الشهرة غنيوه هجومًا على منطقة النوفليين، القريبة من مجلس رئاسة الوزراء، بهدف السيطرة على المؤسسة ورئيسها عبد الحميد.
لمزيد من التفاصيل إليكم الفيديو المرفق...