العالم - مراسلون
على ضفاف كارون، تتجدد الحكاية في كل حين، حيث تمر الحكايات حاملة عبق الصمود.
ورغم مرور الزمن، لا يزال صدى ذلك النشيد حيًا يتردد من حناجر من عاشوا لحظة النصر، وأثبتوا أن الإرادة تتجاوز السلاح.
وقال مواطن ايراني شارك في الحرب المفروضة علی ايران اننا "وقفنا 45 يومًا فيها أمام لواءين عراقيين، و440 دبابة، و120 قاذفة من مدفع الهاون. فمن أربع جهات، قمنا بالهجوم، وفي هذا الهجوم، حررنا حوالي 5600 كيلومتر في 23 يومًا. وصلنا إلى وبهذا الهجوم تم أسر حوالي 19,000 بعثي من قبلنا".
من مئذنة المسجد الجامع في خرمشهر، زف خبر التحرير، لحظة فرح امتزجت بدموع الانتصار وتهاليل الجنود في ساحات المدينة. لكن خلف هذا النصر العظيم، ارتوت الأرض بدماء خيرة شباب الوطن. كثيرون منهم لم يبلغوا العشرين.
وقال عباس حربي وهو راو في متحف الدفاع المقدس: "أيام تحرير مدينة خرمشهر كنت إبلغ من العمر 16 سنة واشترکت في الحرب برفقة أخي والشباب الآخرين في تحرير المدينة وأنا مستمر في رواية أحداث الدفاع المقدس في المتحف".
وستبقى خرمشهر المدينة التي صمدت تحت النار، رمزًا خالدًا للصمود والإيمان.
رغم المؤامرات الغربية والعربية لبست خرمشهر ثوب عرس عودتها إلى حضن الوطن في الرابع والعشرين من مايو (أيار) عام 1982. فقد سجل الشعب الإيراني ملحمة تاريخية وإنجازًا على الصعيد العسكري بتحريره مدينة خرمشهر. فقد أصبحت هذه الملحمة ملهمة لمحور المقاومة في مواجهة الاحتلال.