وقالت فرزانة صادق في حديث لبرنامج ضيف وحوار علی شاشة قناة العالم ان مشروع شلامجة - البصرة كان حلماً لسنوات، واليوم نرى خطوات عملية وتعاون فعّال من الجانب العراقي، لتحقيقه.
العراق، أول وجهة خارجية للرئيس بزشكيان
اوضحت الوزيرة الايرانية، ان زيارتها الی العراق، هي الثانية وقد تحققت بفضل مشاريع تمضي الحكومة الرابعة عشرة الی تنفيذها. مشيرة الی ان الرئيس الايراني مسعود بزشكيان اختار العراق كأول وجهة خارجية له، لما يتمتع به العراق من جذور تاريخية وثقافية ودينية عميقة.
وبيّنت ان العراق بلد شقيق وصديق وان العلاقات بين إيران والعراق هي علاقات استراتيجية.
وعن أهداف زيارتها للعراق، قالت فرزانة صادق ان الزيارة كان لها هدفان رئيسيان؛ الأول هو متابعة الاتفاقيات والتفاهمات السابقة في مجالات السكك الحديدية والطرق الجوية والبحرية، والعمل على تطويرها. والهدف الثاني يتعلق بالتحضيرات الخاصة بمراسم الأربعين الحسيني، حيث يشارك عدد كبير من الزائرين في هذا الحدث الثقافي والديني التاريخي، ولهذا السبب جاءت هذه الزيارة لأغراض التخطيط الاستراتيجي.
مشروع شلامجة – البصرة أهم محور في حديث وزراء النقل
قالت الوزير الايرانية:"أول اجتماعاتي مع وزير النقل العراقي، وقد كان اجتماعًا مثمرًا وفعالًا. فقد طُرحت عدة مواضيع متعلقة بالنقل، ولكن إذا أردت تلخيصها، فسأشير إلى نقطتين رئيسيتين في مجال السكك الحديدية: الأولى هي مشروع شلامجة - البصرة الاستراتيجي والمهم جداً. كما تعلمون، هذا المشروع شهد تقدمًا كبيرًا في الأشهر الماضية بفضل المتابعة الجادة من قبل دولة رئيس الوزراء ووزير النقل، ومن الجانب الإيراني بمتابعة شخصية من الرئيس الإيراني السيد پزشكیان".
نزع الألغام في جزء كبير من مشروع شلامجة - البصرة
وأكدت فرزانة صادق الانتهاء من نزع الألغام في جزء كبير من مشروع شلامجة البصرة، مضيفة ان الجسر قيد الإنشاء حاليًا؛ وهو جسر تقني وهندسي خاص. ناقشنا كيفية تسريع تنفيذ هذا المشروع، وقررنا متابعة حل المشاكل المتبقية في الاجتماعات القادمة. نأمل أن يكتمل الجسر قبل أربعين العام المقبل، وبالتزامن مع ذلك يُستكمل مدّ السكة الحديدية من الجانب العراقي.
وعن الخطوات الفعلية التي شهدت تقدماً في هذا المشروع، قالت الوزيرة الايرانية ان هذا المشروع قطع شوطًا طويلًا، ولكن التنفيذ الميداني أصبح ملموساً مؤخراً. فقد قام الجانب العراقي بعملية استملاك الأراضي، وإزالة الألغام، وزيادة عدد ركائز الجسر شهرياً. ثم التقيت بوزير الداخلية العراقي، وناقشت معه أهمية تسهيل إدخال أجزاء الجسر والمعدات الخاصة بإزالة الألغام إلى العراق. إذًا، في الأشهر الأخيرة وبفضل التعاون المثمر مع الجانب العراقي، انتقلنا من مرحلة التخطيط إلى مرحلة التنفيذ. ولذلك أقول إننا نعمل جديًا على إكمال الجسر بحلول أربعين العام المقبل.
إقرأ ايضاً.. السوداني یؤكد على استكمال مشروع سكة حديد شلمجة - البصرة لنقل الزوار
تعاون ثنائي بين ايران والعراق للوصول الی دول اخری
وأكدت الوزيرة فرزانة صادق انها قامت بزيارة ميدانية لمشروع شلامجة -البصرة، موضحة ان الزيارات الميدانية تسهم في تسريع وتيرة التنفيذ. ثم أشارت الی مناقشة مواضيع مهمة مع وزير النقل العراقي، والتي سيتم متابعة نقاشها بعد عيد الأضحى المبارك.
وكشفت عن ان الموضوع المهم، هو خط السكة الحديدية من معبر خسروي إلى طویب ومن ثم إلى خانقين وبغداد، مشيرة الی ان نقاش هذا الموضوع، سيتم ضمن اجتماعات في إيران ثم في العراق.
وأوضحت الوزيرة الايرانية ان هذا الخط مهم جدًا لدعم حركة الترانزيت وتطوير النقل بين إيران والعراق. فالعراق يتصل عبر إيران بروسيا والقوقاز وآسيا الوسطى، وإيران تتصل عبر العراق بدول الخليج الفارسی وبقية دول الجوار. وقد تم الاتفاق على متابعة هذا المشروع وتنفيذه.
دور ايران في النهضة التنموية الكبيرة في العراق في مجال الاعمار
قالت وزيرة الطرق والإعمار الايرانية، ان ما يشهده العراق من حركة اعمار، هو حدث كبير وانه في بداية مراحله التنفيذية وتعتبر ايران، من أهم وأقرب الشركاء في هذا المجال هي إيران بما لديها من خبرات هندسية وفنية وتاريخ طويل من التعاون مع العراق، موضحة ان التعاون الحاضر في هذا المجال، يشمل الاستثمار الإيراني وتصدير الخدمات الفنية والهندسية في مجالات الإسكان والتنمية الحضرية والنقل.
وأكدت ان من أهم المواضيع التي يؤكد عليها الدكتور پزشكیان هي العلاقة مع القطاع الخاص، والتجار، ورجال الأعمال، والمقاولين والشركات الهندسية. وبفضل المتابعة الجارية، سنشهد بالتأكيد نتائج إيجابية في هذا المجال.
الحظر الاميركي وتأثيره علی العلاقات الايرانية - العراقية
اعتبرت الوزيرة فرزانة صادق، منظومة الحظر الاميركية، منظومة ظالمة مستمرة علی ايران منذ عدة سنوات، مؤكدة انه رغم ذلك، استمرّت عمليات النقل البري والحديدي والبحري بين إيران والعراق ولم يمنع الحظر، التعاون المشترك بين البلدين.
وتابعت قائلة:"مثال واضح على ذلك هو إقامة مراسم الأربعين كل عام على أتم وجه وبحضور عالمي واسع. تنقل الزائرين مستمر بالكامل رغم الحظر. هناك أيضًا تعاون تجاري واضح رغم كل الضغوط. لا أنكر تأثير الحظر المفروض، ولكن التعاون الإبداعي بين إيران والعراق غلب عليها".
التعاون العراقي الايراني في إقامة مراسم الأربعين
عبرت وزيرة الطرق والإعمار الايرانية عن خالص امتنانها وتقديرها للشعب العراقي على كرم الضيافة الكبير تجاه زوار الإمام الحسين، معتبرة ان هذا الحدث أصبح رمزاً للمحبة والروابط المشتركة بين البلدين.
وأشارت الی تفاهمات عدة توصل الوزيرين اليها في مجال زيارة الاربعين، منها زيادة عدد الرحلات الجوية لتقليل الزحام على الطرق، وبحث إمكانيات النقل البحري لنقل عدد أكبر من الزوار عبر الموانئ.
وأضافت انه رغم أن عدد الرحلات كان محدوداً، فإن استخدام مختلف وسائل النقل للزوار سيقلل الازدحام على المعابر، خاصة معبر مهران. هدفنا هو توزيع الزوار عبر عدة معابر، بما في ذلك البحر والجو.
وتابعت انها ناقشت مع وزير الداخلية العراقي، تسهيل إجراءات السفر والجوازات، مشيرة الی وجود متابعة من وزارة الداخلية الإيرانية أيضًا علی أمل أن تكون مراسم الأربعين هذا العام أكثر روعة من السنوات الماضية.
ايران، جسر اقتصادي بين كازاخستان والعراق
وأعلنت الوزيرة الايرانية عن اقتراح كازاخستاني حول الترانزيت ونقل البضائع عن طريق إيران إلى العراق، مؤكدة علی الوصول الی تفاهم لعقد اجتماع ثلاثي في أول فرصة لتنفيذ هذا المشروع.
مستقبل العلاقات بين العراق وايران
أكدت وزيرة الطرق والإعمار الايرانية، تركيز الجانب الايراني علی على حجم البضائع وتسهيل آليات النقل لزيادة حجم التبادل التجاري مع العراق، مضيفة ان الشركات الإيرانية تنشط حاليًا في العراق. ومع الاجتماعات المشتركة مع الحكومة العراقية، نتوقع زيادة مشاركتها في إعادة الإعمار وحتى الاستثمار. هناك إمكانيات كبيرة في إيران يمكن توظيفها في المشاريع المشتركة.
وقالت فرزانة صادق "أنا متفائلة جدًا بشأن هذه العلاقات. الأمور التنفيذية تتقدم بسرعة. مشروع شلمچه-البصرة كان حلمًا لسنوات، واليوم نرى خطوات عملية وتعاون فعّال من الجانب العراقي. كذلك الحال في مشروع خانقين – خسروي وفي مجالات النقل الجوي والبحري والبري. كما أُجريت مناقشات جيدة حول الاستثمار في قطاع الإسكان وغيره، وأنا أرى مستقبلًا مشرقًا في هذه العلاقات".