وهناك طرح "دينيس روس"، المستشار في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، مسألة إمكانية تخلي ترامب عن دعم نتنياهو، وقال في مقال نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية، إن هناك حالة من النشوة بين أوساط اليمين الإسرائيلي عند انتخاب ترامب، بسبب توقعاتهم بحصول الكيان الإسرائيلي على حرية كاملة في تحركاته، خاصة فرض سيادته على الضفة الغربية والتعامل مع أعدائه دون قيود.
لكن "روس" أشار إلى أن إدارة ترامب خلال الأشهر الأولى لم تتصرف بالشكل المتوقع من اليمين الإسرائيلي، مما يثير تساؤلات حول طبيعة الدعم الأمريكي للإحتلال الإسرائيلي في هذه المرحلة الحساسة.
وقال في مقال بصحيفة "هآرتس" العبرية، إن ترامب يتخذ قراراته بناء على ما يراه "مصلحة أمريكية خالصة"، وليس وفق أولويات أو مخاوف الحلفاء، بما في ذلك "إسرائيل".
وأشار إلى أن سلسلة من الخطوات التي اتخذها ترامب أو أقرها مؤخرًا، توحي بـ"تراجع الاهتمام" بنتنياهو، مثل **التفاوض المباشر مع حماس دون إبلاغ "إسرائيل"، والموافقة على وقف إطلاق النار مع حكومة صنعاء، ورفع العقوبات عن سوريا، وتوقيع صفقات أسلحة ضخمة مع السعودية دون إشراك تل أبيب".
وأضاف "إسرائيل" لم تكن جزءا من جولة ترامب الإقليمية الأخيرة، وهذا مؤشّر سياسي لا يُستهان به".
ورأى "روس" أن ترامب لا يزال يدعم "إسرائيل" سياسيا في ملفات كبرى مثل منع إيران من امتلاك سلاح نووي، ورفض سيطرة حماس على غزة، وتسهيل شحنات الأسلحة لتل أبيب، إلا أن الصبر ليس من طباعه، وقد يُقرر في أي لحظة التحوّل عن ملف غزة إذا تعارض مع مصالحه الكبرى أو حساباته الانتخابية.
وحول مصير العلاقات، اعتبر "روس" أن الاختبار الحقيقي سيكون في مفاوضات تجديد مذكرة المساعدات العسكرية الأمريكية لــ"إسرائيل"، والتي تنتهي بعد هذه الإدارة، متسائلا "هل سيتبنى ترامب اتفاقا جديدا لعشر سنوات؟ أم يُقلص الدعم؟".
- هذه الخطوات، بحسب روس، تؤكد أن العلاقة بين ترامب ونتنياهو قد تشهد فتورا، خاصة أن إدارة ترامب استبعدت "إسرائيل" من جولات مهمة، في حين يبدو أن الصبر ليس من صفات ترامب، وقد يتحول اهتمامه إلى ملفات أخرى كالحرب الروسية الأوكرانية أو الاتفاق النووي الإيراني.
في الختام، يؤكد "دينيس روس" على أن "ترامب يدعم "إسرائيل" رمزيا، لكن تحمّل تكاليف الحرب طويلة الأمد أمر مختلف... فيجب على الحكومة الإسرائيلية بقيادة نتنياهو أن تقدم خطة واضحة لإظهار كيف تخدم سياساتها الأمن القومي الأمريكي، وإلا فإن العلاقة الاستراتيجية بين الطرفين قد تواجه تقلبات جدية في المستقبل القريب.