العالم - مراسلون
"انتهى شهر العسل بين ترامب ونتنياهو مبكرًا" ..عنوان كبير يتردد على ألسنة السياسيين والصحفيين والنخب في تل أبيب. لكن عنوانًا لافتًا نقلته صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية يقول: "ترامب يريد شرقًا أوسطًا جديدًا، ويعتقد أن نتنياهو هو من يقف في طريقه ويعيقه".
وتعتقد الصحيفة أن أمرًا ما سيحدث خلال الأيام المقبلة، وفي خضم زيارة ترامب إلى الشرق الأوسط. ووفق الإعلام الإسرائيلي، فإن ترامب يسعى إلى عقد صفقات في المنطقة، كل واحدة منها تتعارض مع رؤية نتنياهو، بدءًا من إنهاء الحرب في قطاع غزة، ومرورًا بالواقع الجديد في سوريا، ووصولًا إلى المفاوضات مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، التي يعتقد نتنياهو أنها الأخطر على حكومته وكيانه.
وقال جهاد حرب كاتب ومحلل سياسي:
واضح أن الخلافات تتعمق بين ترامب ونتنياهو نتيجة تلكؤ الأخير باتخاذ القرارات اللازمة للحديث أو تطبيق رؤية ترامب فيما يتعلق بوقف الحرب في قطاع غزة والرؤية العامة للشرق الأوسط والذي يرغب في أن تكون بصمة جديدة بتوسيع "اتفاقات إبراهيم".
في واشنطن، يقولون إن ترامب قطع الاتصالات مع نتنياهو، وما جعل البعض يرى أن العلاقة بين الرجلين وصلت إلى حد النهاية، هو اللقاء الذي عقده ترامب مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون دريمر، بعيدًا عن نتنياهو.
إقرأ أيضا... معاريف: نتنياهو معزول ويتلقى ضربة إثر ضربة من واشنطن!
لكن ما لا يدركه كثيرون هو أن الإشارات السلبية الصادرة من إدارة ترامب تجاه رئيس الحكومة الإسرائيلية تؤثر عليه وعلى شعبيته في تل أبيب، إذ إن الغالبية في الكيان الإسرائيلي تثق بالإدارة الأمريكية أكثر من ثقتها بسياسييها، لأنها تعتقد أن غياب الدعم الأمريكي اللامحدود لتل أبيب يعني نهاية الكيان.
وقال نهاد أبو غوش، مدير مركز مسار للدراسات:
نتنياهو يريد أن يقحم الإدارة الأمريكية في حروب لا تريدها، حروب مع إيران ومع تركيا ومع سوريا، أزمة مع السعودية ولذلك هذا يهدد المصالح الأمريكية.
كان نتنياهو يراهن كثيرًا على ترامب في التأثير على بايدن، لكن انقلب السحر على الساحر.
السحر الذي ألقاه بنيامين نتنياهو على الإسرائيليين على مدار السنوات الأربع الماضية بأن عودة ترامب الى البيت الأبيض ستمنحه الضوء الأخضر ليصنع ما يشاء في المنطقة، لكن تبين بأن المصالح أكبر بكثير من التحالف بين ترامب ونتنياهو.