وكتبت القوانين الدولية بلغة الحقوق لكنها تترجم بلغة المصالح تستخدم لمسار أمة وتنسى حين تباد أخرى، تفعل حين تخدم الهيمنة وتعلق حين يطلب العدل.
في غزة ترتكب المذابح ويقصف الأطفال ولا تتحرك منظومة القانون الدولي إلا خجولة صامتة أو منحازة.
في اليمن أيضا، يموت الناس تحت القصف فلا تستفز الشرعية الدولية بل تحاصر الحقيقة.
وفي لبنان، حين تدك القرى لا يسمع القانون سوى رواية واحدة ، رواية الأقوى.
أما حين يتعلق الأمر بإيران فأي دولة يدخل في بيت الطاعة الغربي تستدعى كل مواد القانون وتفعل كل أدوات العقاب وكأن العدالة الا تبصر إلا عدوا واحدا ولا تبصر أبدا الضحية حين يكون دمها من الجنوب.
وتحاول الحلقة فتح ملف العدالة المنتقاة "المنظومة الغربية وحقوق الانسان". عبر استضافة الكاتب والباحث السياسي نسيب حطيط، وكذلك العميد السابق لكلية الحقوق والعلوم السياسية في الجامعة اللبنانية، كميل حبيب.
واستهل الباحث نسيب حطيط على توصيف القوانين التي تحكم العالم منذ تأسيس الأمم المتحدة حيث قال إنه هناك قوانين دولية وافقت عليه طوعا كل الدول بالجمعية العامة للمنظمة. الى جانب قوانين اتخذت صفة القوانين الدولية بعنوان التحالفات الدولية وحلت محل القوانين الدولية فرضها الطرف الأقوى بالعالم وهو الآن الطرف الأمريكي.
وأوضح أن العالم بدأ يُحكَمُ عليه إما بالقانون الدولي الذي يخدم المصالح الكبرى الغربية خاصة، مشيرا أنه إذا تعذر استصدار هذا القرار أو القانون الدولي ضد دول تعارض المشروع الأميركي لقوانين تتخذ صفة الدولية مثل قانون القيصر والتحالف الدولي لغزو العراق، والحصار الاقتصادي ضد إيران وكوريا ولبنان.
واعتبر أن القانون الدولي عنوان خادع من أسلحة القوى الكبرى الاستعمارية لأن دول العالم الثالث أو المستضعفة ليست شريكة في صناعة القانون والقرار الدولي الذي يحكم العالم سواء في محكمة العدل الدولية أو مجلس الأمن وغيرها.
وتابع أن دول العالم الثالث المستضعفة ليست داخلة في إطار القانون الدول المزور أو الرديف وإنما الدول والشعوب المظلومة هي ضحية القانونين الذين لم يستطعا تحقيق العدالة الإنسانية بل حققا إضفاء نوع من الشرعية الدولية على كل الحروب والمطامع والاعتداءات.
للمزيد إليكم الفيديو المرفق..