تتزايد التفاهمات لتنظيم صراع النفوذ في المنطقة، مما يثير تساؤلات حول مستقبل سوريا.. وفي الآونة الأخيرة، شوهد تحول في المواقف الدولية المؤيدة للنظام السوري الجديد، حيث تزعم العديد من الدول دعم وحدة الأراضي السورية وسيادتها واستقلالها، والعمل على رفع العقوبات وجلب الاستثمارات.
ومن بين هذه الدول، تركيا، التي أعلنت رغبتها في الحفاظ على وحدة الأراضي السورية واستقلالها، لكنها في الوقت نفسه تسعى لبناء قواعد عسكرية في سوريا. كيف يمكن لتركيا أن تدعي دعم سيادة سوريا واستقلالها بينما تسعى لبناء قواعد عسكرية على أراضيها؟
وكانت تركيا هي التي أكدت مرارًا أنها تريد حماية سوريا والوقوف إلى جانبها، تتحدث عن هذه القواعد العسكرية بعد سقوط النظام السابق وظهور السلطة الجديدة.
لكنما يبقى السؤال: لماذا تريد تركيا بناء قواعد عسكرية في سوريا؟ هل هي حقًا تهدف إلی حمايتها؟
أين كانت تركيا عندما تعرضت سوريا للاعتداءات الإسرائيلية المتكررة؟
ولماذا لم تقم الطائرات التركية بمواجهة هذه الاعتداءات؟
إن بناء قواعد عسكرية في سوريا لا يدعم استقلالها وسيادتها، بل يبدو أنه يهدف إلى توسيع النفوذ والسيطرة على القرار السياسي فيها.
قبل عدة أسابيع، تداولت منصات موالية لأنقرة مشاهد لرتل عسكري يُقال إنه استعدادات لإقامة قواعد تركية في سوريا. وقد أصبح الحديث عن هذه القواعد أمرًا رسميًا، حيث تجري المحادثات بين الكيان الصهيوني وأنقرة تحت عنوان التمدد التركي في الأراضي السورية.
التحركات التركية الأخيرة دفعت تل أبيب إلى رفع مستوى التنسيق مع أنقرة، مع وجود مطلبين رئيسيين: ضمان عدم وجود أي قوة عسكرية تهدد أمن اللكيان قرب الحدود مع سوريا، وخلو البلاد من أي أسلحة استراتيجية قد تشكل خطرًا عليها.
ومع ذلك، فإن المصالح المتضاربة بين الكيان الصهيوني وأنقرة حول الوجود في سوريا قد تدفع المحادثات إلى طريق مسدود، مما يحول الأراضي السورية إلى ساحة جديدة لصراع النفوذ.
في النهاية، لم تقم تركيا بحماية سوريا من العدوان الإسرائيلي، ولم تدعم سيادتها واستقلالها. إن إنشاء القواعد العسكرية لا يعزز فكرة الاستقلال والسيادة، بل يثير المخاوف لدى العدو الإسرائيلي من وجود قواعد عسكرية تركية في سوريا، مما يزعج الصهاينة.
المزيد في الفيديو المرفق..