الموت والدمار... مشهد يتكرر كل يوم في قطاع غزة. غارات وقصف تحصد أرواح الأبرياء، في ظل أوضاع إنسانية صعبة، وتحذيرات من تداعياتها، فيما يقف العالم متفرجًا على مأساة الغزيين.
منذ ساعات الفجر الأولى، شنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي سلسلة غارات مكثفة، امتدت من شمال القطاع إلى وسطه وجنوبه، مخلفة عشرات الشهداء والجرحى.
والمأساة الأكبر أن القصف لم يُوفّر شيئًا؛ فحتى مراكز توزيع المساعدات الإنسانية أصبحت أهدافًا مباشرة، وتحولت إلى ساحات مجازر بحق الجوعى والنازحين، في انتهاك صارخ لكل الأعراف والمواثيق الدولية.
ومع استمرار التصعيد، يتسارع الانهيار الإنساني في القطاع. وزارة الصحة في غزة حذّرت من دخول المستشفيات ساعات حاسمة قد تؤدي إلى توقفها عن العمل، بسبب نفاد الوقود وغياب الدعم.
وقد وصفت الوزارة المشهد بأنه "صادم"، مؤكدة أن المستشفيات قد تتحول إلى مقابر خلال الساعات المقبلة، في ظل منع الاحتلال دخول الوقود وقطع الغيار والزيوت الخاصة بالمولدات الكهربائية.
ويُضاف إلى ذلك النقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، والعجز التام عن تلبية أدنى متطلبات الطوارئ، بينما لا تزال شاحنات منظمة الصحة العالمية متوقفة، بانتظار إذن الدخول.
من جهتها، دقّت اللجنة الدولية للصليب الأحمر ناقوس الخطر، وأكدت أن نظام الرعاية الصحية في غزة على وشك الانهيار التام، داعية إلى الحفاظ على ما تبقى من مرافق الرعاية وتعزيز قدراتها، للحد من الخسائر البشرية.
وأشارت اللجنة إلى أن معظم الضحايا الذين سقطوا مؤخرًا، كانوا فقط يحاولون الوصول إلى المساعدات.
هذا الواقع دفع فصائل المقاومة الفلسطينية إلى التحذير من تحوّل مراكز توزيع المساعدات إلى "مصائد موت"، متهمةً الاحتلال بالسعي إلى إنهاء دور الأونروا وفرض بدائل "مشبوهة"، وطالبت المجتمع الدولي بالتحرك الفوري والضغط لعودة توزيع المساعدات عبر المؤسسات الأممية.
وبين قصفٍ يفتك، وحصارٍ يخنق، وشعبٍ يُذبح على مرأى العالم في قطاع غزة، تبقى الكلمة الأخيرة لمن صمد... لمن لم يرفع الراية البيضاء.