في قراءة سريعة لما يحصل ،يبدو ان نتنياهو متسلحا بموقف ترامب الداعم لشن العدوان على ايران،يبدو انه ترجم عمليا تهديداته ،بينما كان ترامب يستبعد تلك الخطط ويؤكد سعي واشنطن لحل المسألة النووية مع طهران عبر الحوار.
لكن ما كشفته التطورات المتلاحقة تؤكد المؤكد ،من ان نتنياهو مدعوما من ترامب قرر البدء بعدوانه على ايران،عشية انطلاق الجولة السادسة من محادثات مسقط. فترامب مرة اخرى ساق تهديداته لايران وقال انه لا يزال هناك وقت لوقف الغارات الاسرائيلية ،في حين أن الهجمات القادمة، التي تم التخطيط لها مسبقًا، ستكون أكثر وحشية بحسب تعبير ترامب شخصيا. وهنا تقول نيويورك تايمز نقلا عن مسؤولين إسرائيليين ان الضربة الإسرائيلية لإيران خطط لها على مدى سنوات وطبعا بدعم واشراف من قبل الولايات المتحدة. حتى ان ترامب نفسه اكد لصحيفة وول استريت جورنال ان بلاده كانت على علم بخطط "اسرائيل" لمهاجمة ايران،بينما اكدت فايننشال تايمز البريطانية ان إدارة ترمب كانت على علم باستعدادات "إسرائيل" لضرب إيران ولم تعترض على خطط نتنياهو.
اذن القرار متخذ،واللعب على ساحة المواقف السياسية بين ترامب ونتنياهو كان ايهاما بتضارب المواقف بينهما. الا ان الوقائع اكدت ان كلاهما كان بانتظار ساعة الصفر لبدء العدوان على ايران على الرغم من التقدم الذي احرزته مفاوضات مسقط بنسخه الخمسة.
ايران التي لطالما دعمت تحركها النووي بالقوانين الدولية لجهة الحق في امتلاك الطاقة النووية السلمية ،ذهبت الى النهاية في موضوع المفاوضات لكن دون التنازل عن حقوقها السيادية. بينما الطرف الاخر ومن خلال الخداع والمراوغة استطاع اللعب على الوقت والتسويف واعطاء الكيان الاسرائليي كل ما يلزم لشروع في عدوانه على ايران ضاربا عرض الحائط كل القوانين والمواثيق الدولية .