وأشار شمص في حديث خاص مع قناة العالم، إلى أن قائد الثورة الإسلامية الإمام الخامنئي شكر الشعب الإيراني على وقوفه صفاً واحداً في مواجهة العدوان، متجاوزاً كل الخلافات، وهو ما يعكس عمق الوحدة الوطنية التي تشكل أساس الصمود.
ولفت إلى أن وجود قيادة حكيمة ومرنة وشجاعة مكن إيران من الصمود أمام العدوان يمثل ورقة قوة أخرى لإيران، مؤكداً أن الكيان الاسرائيلي وأميركا لم تستطيعا القضاء على القيادة الإيرانية أو زعزعة استقرارها، بل كانت القيادة والسيطرة في أفضل حالاتها، واستمرت الحرب التي انتهت بانتصار إيران.
وتطرق الباحث السياسي إلى الأوراق الإقليمية التي تمتلكها إيران، وعلى رأسها مضيق هرمز، الذي يشكل ورقة ضغط استراتيجية هامة على دول المنطقة والعالم، مشيراً إلى أن ما يقارب ربع نفط العالم يمر عبر هذا المضيق، وأن إغلاقه قد يؤدي إلى أزمة اقتصادية عالمية كبيرة، رغم أن إيران قد لا تلجأ إلى هذه الخطوة سريعاً.
وفيما يخص البرنامج النووي الإيراني، أكد شمص أن التقارير الاستخباراتية الأميركية، ومنها تقرير نشرته شبكة "سي إن إن" وصحيفة "نيويورك تايمز"، أكدت أن البرنامج النووي لم يدمر بالكامل خلال العدوان الأميركي الأخير، بل تعرض لأضرار جزئية، وأن إيران نقلت اليورانيوم المخصب بنسبة نقاء 60% من منشأة فوردو إلى مواقع آمنة، مما أثار جدلاً داخل الإدارة الأميركية، خصوصاً بين الرئيس دونالد ترامب ووزارتي الاستخبارات والإعلام.
وأشار إلى التناقض الواضح في مواقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي زعم أنه دمر البرنامج النووي الإيراني، لكنه في الوقت نفسه أبدى رغبته في التفاوض مع إيران بشأن برنامجها النووي. وأوضح أن هذا التناقض يعكس إدراك ترامب بوجود برنامج نووي إيراني فعال، وأن إيران مستمرة في تطوير هذا البرنامج، مضاعفة نشاطاتها، وترميم الأجزاء التي تضررت. وأكد أن هذا يشكل ورقة قوة استراتيجية بيد إيران.
ولفت إلى أن الورقة الأهم تكمن في أن إيران لم تستسلم رغم محاولات أميركا لإسقاط النظام وإجبار إيران على الاستسلام. وفي تحول واضح في الموقف الأميركي، أصبح هناك الآن دعوات للسلام مع إيران، مستشهداً بتغريدة لباحثة أميركية، علقت فيها على هذا التحول في يوم وقف إطلاق النار، قائلة إنه من اللافت جداً أن ننتقل خلال 24 ساعة فقط من خطاب يطالب بإسقاط النظام في إيران إلى كلمات مثل "الله يبارك إيران"، في إشارة إلى التناقض الكبير في مواقف ترامب.
هذا وكان الاحتلال الصهيوني قد شنّ، بدعم أميركي، عدواناً واسعاً على إيران يوم 13 حزيران/يونيو، استمر 12 يوماً، باستهداف مواقع عسكرية ونووية، إضافة إلى منشآت مدنية وقادة عسكريين وعلماء نوويين.
وردّت طهران بهجمات واسعة بعنوان عمليات "الوعد الصادق 3" شملت صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة استهدفت مواقع عسكرية واستخبارية وحيوية داخل الأراضي المحتلة.
وفي ذروة التصعيد، نفذت الولايات المتحدة ضربات عسكرية ضد منشآت نووية إيرانية سلمية، فيما ردّت إيران بهجوم استهدف قاعدة "العديد" الأميركية في قطر.
وانطلقت صباح اليوم السبت في العاصمة الإيرانية طهران، مراسم تشييع 60 شهيداً في العدوان الإسرائيلي الأخير على إيران، بمشاركة حشود غفيرة من أبناء الشعب الإيراني.