ولفت الخنسا إلى أنه اليوم، يُراد لسوريا أن تتحول من كونها - كما كانت تُسمى - قلعة من قلاع المقاومة وملاذاً لقوى المقاومة تدريباً وتسليحاً وسياسة وإعلاماً وتمويلاً، وإحدى دول الطوق مع فلسطين المحتلة التي كانت ترفض الاستسلام وبيع الجولان وبيع القضية الفلسطينية.
واعتبر الخنسا أنه اليوم، سوريا الجديدة أصبحت في الموقع النقيض لكل ذلك، فهي حجر الشطرنج في رقعة اللعب الأمريكية الإسرائيلية، وإحدى الأدوات المهمة والاستراتيجية من حيث الموقع، والتي يُراد لها تطويق لبنان تمهيداً للمساهمة في المشروع الإسرائيلي الأمريكي لمحاصرة المقاومة في لبنان ونزع سلاحها.
ونوّه الخنسا إلى أنه بدأنا نسمع بعض مؤيدي المشروع الإسرائيلي من اللبنانيين يتحدثون في وسائل الإعلام عن أن "أحمد الشرع" سيتولى مهمة الدخول إلى لبنان عبر البقاع - الحدود الشرقية للبنان - لضرب المقاومة في لبنان. وهذا من باب التهويل وزرع الإشاعات، وهو ما يتوقعه أنصار" إسرائيل" في لبنان من أحمد الشرع.
وأوضح الخنسا أن خطوة رفع العقوبات عن سوريا تأتي اليوم في إطار بناء الثقة بين دمشق الجديدة وواشنطن. وقد سبق هذه الخطوة لقاء بين ترامب وأحمد الشرع على هامش القمة في الرياض، مما بدأ مشروع الاستثمار في الإدارة الجديدة في سوريا.
أكسيوس: أميركا بدأت التمهيد لاتفاق أمني بين سوريا و"إسرائيل"
ورأى الخنسا أن الإدارة الجديدة، مع ما تحمله من خطاب تحريضي وتحريدي إعلامي، نرى اليوم أن سقف التحريض الطائفي والمذهبي القادم من سوريا عبر وسائل التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الإعلام مرتفع جداً، وهذا بعكس كل الخطاب الذي ساد منذ اللحظة الأولى لعملية طوفان الأقصى والعدوان على لبنان. الساحة السورية تشكل استثناءً من كل هذا، وهذا استثمار مهم بالنسبة لواشنطن وتل أبيب في هذه اللحظة، وكذلك لبعض الأنظمة العربية.
وتابع: من جهة أخرى، يُقال إن سوريا اليوم تريد التعافي، ومن حقها بعد الانتصار أن تعود إلى الحظيرة الدولية والتجارة العالمية ورفع العقوبات. لكن في الوقت نفسه، تُرسل شروط للبنان للسماح له بإعادة إعمار ما هدمته "إسرائيل"، وهو تسليم سلاح المقاومة.
وبين الخنسا أن المشروع واضح جداً، ومن غير المعلوم إن كان يمكن لأحد بعد اليوم ألا يلمس أو يفهم المشهد واللعبة التي تتم هندستها اليوم بين واشنطن وتل أبيب باستخدام كل الأدوات الممكنة، وعلى رأس هذه الأدوات التغيير الكبير والاستراتيجي الذي حصل بتحول سوريا من المقاومة إلى العداء للمقاومة.
التفاصيل في الفيديو المرفق ...