لكن أغرب ما في هذا الأمر أن اللوحات الإشهارية ضمت إلى جانب ترامب ونتنياهو صورًا لعدد من الزعماء العرب، من بينهم الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع. وتشير مصادر متطابقة إلى أن الصهاينة يراهنون على توقيع اتفاقية سلام وتطبيع مع دمشق وعواصم عربية أخرى لم تطبع بعد قبل نهاية هذا العام. حيث المطلوب من السوريين، خاصة، التنازل بشكل نهائي عن هضبة الجولان المحتلة.
لقد كان التقدير أن يكون الجولاني، سابقًا أحمد الشرع، أكثر حرصًا على الجولان التي ينسب إليها، ولكن ما يتردد هو العكس تمامًا. ترامب ونتنياهو، اللذان يزعمان نصرًا كاذبًا كما تؤكد التقارير الإعلامية والاستخباراتية، يعتقدان أن الخطوة القادمة الملحة هي إقامة هذا الشرق الأوسط الجديد الذي لا للمقاومة فيه بل استسلام غير مشروط وخضوع كامل وتطبيع نهائي وعصر هيمنة صهيوأمريكية مطلقة على المنطقة. الصهاينة والأمريكان لا يملكون شيئًا شرعيًا فيها، فهل ينجح المخططون في ما خططوا أم أن للمقاومة جذوة لن تنطفئ إلا بدحر هذا المشروع الاستعماري بشكل نهائي؟
وقال الخبير في قضايا غرب آسيا وشمال إفريقيا، بولبابة سالم، إنه عند الحديث عن من انتصر في الحرب، تشير نتائج الحروب التي عرفناها عبر التاريخ إلى أن الجمهورية الإسلامية هي التي حققت النصر على الحلف الصهيوأمريكي. وأوضح أنه من غير الممكن للكيان الصهيوني، بإمكانياته المعروفة، أن يقاتل على 5 أو 6 جبهات، فهذه إمكانيات تتطلب دولة عظمى.
وأشار إلى أنه منذ 8 أكتوبر 2023، قامت أمريكا بتفعيل خطة الطوارئ، حيث تلقى الكيان ضربة قاسمة في 7 أكتوبر، مما أدى إلى أن جيشه تعرض أيضًا لضربة قاصمة.

من جانبه، اعتبر الأستاذ الجامعي رافع الطبيب أننا دخلنا جيلًا جديدًا في الحرب، حيث يلعب الإعلام دورًا كبيرًا. من المعروف أن ترامب يتحدث في بعض الأحيان بوجهين متناقضين في نفس اليوم، وأن العدوان هو من صنع أمريكا، بينما الكيان الصهيوني لا يعدو كونه ذراعًا لها. وأشار إلى أن أمريكا قد تعرضت للهزيمة في الحرب الاقتصادية مع الصين، ووقعت اتفاقًا يتراجع فيه ترامب عن جميع تهديداته التي أطلقها في بداية تلك الحرب.
وأضاف أن أمريكا سارعت إلى إعلان وقف القتال لأنها أدركت أنها في وضع غير جيد، وأن الكيان الصهيوني قد وصل إلى مرحلة لا يمكنه فيها مواصلة الحرب. وأوضح أن هذه الحرب تأتي بناءً على تقييم استراتيجي أعدته مراكز تفكير أمريكية وصهيونية. مؤكدًا أن العقل الاستراتيجي الإسرائيلي أثبت عجزه عن فهم المتغيرات في المنطقة، حيث يعتقد أن أي حرب مع الكيان يجب أن تنتهي بسحق كامل لأي جيش أو منظومة أمنية. لكن عندما واجه الكيان الصهيوني كتلة صلبة مثل إيران، التي تمتلك عقيدة وإرادة قتالية وقدرات عسكرية، تبين أنه عاجز عن تحقيق النصر، مما استدعى تدخل أمريكا.

واعتبر أن الهزيمة قد تم الإعلان عنها من خلال تدخل أمريكا وطيرانها لضرب المفاعلات الإيرانية، وذلك لأن الكيان الصهيوني يعتمد على قاعدة "لا حك ظهرك سوى ظافرك". وقد أُجبر الكيان الإسرائيلي على طلب الحماية، رغم أنه كيان وظيفي وُجد في هذه المنطقة ليكون أداة للغرب لتحقيق انتصاراته في الشرق الأوسط. وقد تحول الكيان الإسرائيلي إلى كيان يستجدي الحماية، مما يثير التساؤلات حول مستقبله، حيث يُعتقد أنه سيتم التفكير في بديل لهذا الكيان الذي فقد الكثير من قوته، خاصة على المستوى الرمزي.
المزيد بالفيديو المرفق..