إيران تقف عند مفترق حاسم... لا عودة إلى الطاولة قبل محاسبة المعتدين، ولا مكان للدبلوماسية في ظل استهداف الكرامة الوطنية. هذا ما تعكسه المواقف الإيرانية وسط صدمة وغضب شعبي متنام.
في هذا السياق، فنّد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، ما تروّج له بعض الأوساط الغربية بشأن احتمال عقد جولة مفاوضات جديدة مع الولايات المتحدة، مؤكداً أن لا أحد يجرؤ اليوم على الحديث عن التفاوض، نتيجة حالة الغضب الشعبي العارم، بعد ما وصفه بالخيانة التي لحقت بالعملية الدبلوماسية، عقب العدوان الأميركي-الإسرائيلي الأخير.
هذا الغضب الشعبي لا يأتي من فراغ، بل تفجّر بشكل أوسع بعد المجزرة التي استهدفت سجن إيفين في طهران، والتي وصفها بقائي بانتهاكٍ صارخٍ لحقوق الإنسان وجريمة حرب واضحة المعالم.
وأوضح أنّ الاحتلال الإسرائيلي تعمّد قصف مستشفى السجن أثناء زيارة الأهالي لأبنائهم. ودعا إلى تحرك دولي عاجل لإدانة الكيان المعتدي ومحاسبته على جرائمه.
في المقابل، عاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى لغة التهديد، قائلاً إن إيران لم توافق على تفتيش منشآتها النووية ولم تتخلّ عن تخصيب اليورانيوم، محذراً من أن طهران قد تستأنف نشاطها النووي في مواقع أخرى، ومتوعداً بمنعها من ذلك.
كما أعلن عزمه بحث الملف الإيراني مع رئيس وزراء الاحتلال خلال لقائهما المرتقب في واشنطن.
لكنّ المعادلة على الأرض باتت مختلفة، فالقيادات العسكرية الإيرانية حذرت الأعداء من شن أي عدوان جديد، مشددة على أنّ الردّ هذه المرة سيكون ساحقاً، وبدون أي خطوط حمر.
وفي ظل هذه الرسائل الحازمة، تبدو إيران اليوم أكثر تصميما على الدفاع عن سيادتها وأمنها القومي، مهما كان الثمن.