صراع الاخطرين هذا ما تشهده امريكا في الحرب القائمة بين الرئيس دونالد ترامب وقطب التكنولوجيا ايلون ماسك.
القطيعة بين الميليارديين ترامب وماسك، حسمها الاخير بإعلانه تأسيس حزب أميركا السياسي الذي سيكون الحزب الثالث المنافس لحزب ترامب الجمهوري والحزب الديمقراطي. حزب قال ماسك انه لإعادة الحرية للامريكيين، بعد ان وصف الواقع السياسي بنظام الحزب الواحد القائم على غير الديمقراطية جراء الهدر والفساد. وجاء هذا الاعلان بعد تهديد ماسك بتأسيس الحزب اذا ما تم تمرير مشروع قانون الميزانية الذي قدمه ترامب.
الحرب بين الحلفاء الاعداء بدأت على نار هادئة مع كلمات نجل ماسك لترامب امام كاميرات الاعلام بأن عليه الرحيل لانه ليس رئيسا، انما والده هو الرئيس، كلمات لم يمض عليها وقت طويل حتى أعلن ترامب مغادرة ماسك منصبه في وزارة الكفاءة الحكومية للتفرغ لشركاته. ليحتد لهيب المعركة بينهما، الشهر الماضي بعد ان عاير ماسك ترامب بأنه لولا دعمه لما فاز بالانتخابات الرئاسية ليصفه ترامب بدوره بالاحمق.
انتهى الفصل الاول من الخلاف من دون عودة العلاقات، بإعتذار ماسك وقول ترامب إن ماسك رجل رائع وناجح.
ثم تطورت الاهانات الى تهديدات متبادلة بأن توعد ماسك بتشكيل حزب يزيح المشرّعين الذين دعموا مشروع قانون الضرائب والانفاق الى جانب دعوته لعزل ترامب من منصب الرئاسة، لكن الحرب ليست من طرف واحد بل هدد ترامب بقطع مليارات الدولارات من الإعانات الحكومية عن شركات ماسك وإعادته الى مولده الاصلي جنوب افريقيا.
عرش حكومة ترامب مهدد جراء هذه الخلافات لأن ماسك هو من مول حملته خلال الانتخابات الرئاسية الاخيرة ومع انسحاب الدعم قد يجد الجمهوريون في الكونغرس صعوبة في الحفاظ على دعم أعضائهم لمشروع قانون ترامب خصوصا وان انتخابات الكونغرس النصفية على الابواب، مع احتمال تمويل ماسك لمنافسي ترامب المتمردين على الجمهوريين في انتخابات العام المقبل والانتخابات التمهيدية ليكبد الحكومة ثمناً سياسياً باهظاً حتى وان لم يفز في معركته ضد الحكومة.