أوراق القوة..

الموقع الإستراتيجي الإيراني.. ورقة من أوراق القوة

الثلاثاء ٠٨ يوليو ٢٠٢٥
٠١:٢٠ بتوقيت غرينتش
بفضل سيطرتها على مضيق هرمز ومجموعة من المزايا الجغرافية الفريدة، باتت إيران رقماً صعباً في المعادلات السياسية والاقتصادية الإقليمية. وفي هذا الإطار، يسلط برنامج "أوراق القوة"، باستضافة د. ماشاء الله شمس الواعظين، المستشار في مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية في طهران، الضوء على الموقع الاستراتيجي لإيران ودورها المتنامي في المنطقة.

تتواجد إيران جغرافيا عند تقاطع 3 قارات، ما يعني أنها تربط شمال العالم بجنوبه، شرقه بغربه، تتمتع بموقع استراتيجي وحساس في مركز الطاقة، لذلك تشكل قطب عبور للطاقة في المنطقة، تجاورها 15 دولة، ما يسهل وصولها إلى أسواق أسيا الوسطى والقوقاز ودول جنوب الخليج الفارسي.

قدرة إيران جغرافياً على السيطرة على مضيق هرمز وحدها تنقذها من أي عزلة جيوسياسية، وتخلق لها أذرع قوة سياسية واقتصادية وتجارية، وغير ذلك الكثير.

هذا الموقع الذي تميزت به إيران حولها إلى أحد المحاور الهامة في التجارة البرية في العالم، وأصبح مفترق طرق حضري.

وفي هذا السياق، موقع إيران هو إحدى أهم أوراق القوة التي سيتم مناقشتها في برنامج "أوراق القوة"، الذي يبث عبر شاشة قناة العالم الإخبارية، وذلك باستضافة المستشار بمركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية في طهران، د. ماشاء الله شمس الواعظين.

إقرأ أيضا: اللواء موسوي: قواتنا المسلحة صمدت أمام البلطجة بكل قوته

وقال شمس الواعظين حول الموقع الاستراتيجي المميز الذي تتميز به إيران: " إن إيران تتمتع بموقع استثنائي على الكرة الأرضية. بالإضافة إلى كونها تربط 3 قارات ببعضها البعض. تتموقع إيران في موقع استراتيجي اقتصادي بسبب مضيق هرمز، وتتمتع أيضاً بساحلها على بحر العرب، ما يمنحها الأفضلية في الإشراف على كل حركات السفن، حتى مضيق باب المندب من جهة، وبحر العرب أيضاً وصولاً إلى جزر دييغو غارسيا التي تتمتع الولايات المتحدة ببعض قواعدها هناك. يعني إيران تشرف بحرياً على هذه الممرات البحرية الاستراتيجية."

وأوضح أنه يجب وضع النقاط على الحروف، فكما يعتقد الكثير من الاستراتيجيين في العالم الغربي، إيران تتمتع بموقع "إمساك الأرض" في هذه الناحية من الخليج الفارسي أولاً، وثانياً على بحر العرب. أما ثالثاً، ففي حال تصاعد التوترات إلى حد إغلاق مضيق هرمز، فإن إيران تملك القدرة على الاستمرار في إيجاد البدائل اللازمة والممرات الأخرى لنفسها.

وأضاف شمس الواعظين قائلا: "إن إيران تتمتع بمزايا مهمة، حيث تشكل الجبال حوالي 33% من أراضيها، وهذه ميزة مهمة جداً. إذ تحتوي إيران على رابع أعلى جبل في العالم. هذا يعني أن إيران لديها القدرة على التخفي في شؤون عدة، سواء في التسليح أو في قدراتها الدفاعية والعسكرية. وهذا ما تخشاه المنظومة الغربية، خاصة في الحرب الأخيرة التي شاهدناها".

وقال شمس الواعظين في معلومة خاصة لقناة "العالم" إنه "خلال الحرب الأخيرة التي استمرت 12 يومًا، طلبت بعض الدول العربية، وأولها الأردن وليس آخرها، من الولايات المتحدة الأمريكية التريث حيال العدوان الإسرائيلي ضد إيران، لأن الشعوب العربية قد تخلق ربيعًا عربيًا جديدًا، وهذه المرة ستكون إيران هي القائدة في هذه الحركة الجماهيرية العربية، بعد أن شاهدوا رد الفعل العسكري الإيراني العنيف ضد الكيان الإسرائيلي".

وأكد أن إيران أصبحت تمتلك قواعد شعبية في الشرق الأوسط، فكل الشعوب العربية وقفوا إلى جانب إيران في حرب الـ 12 يومًا، وهذا يؤكد أن العدو هو واحد وهو الكيان الصهيوني، ولذلك تخشى "إسرائيل" من هذه القضية.

إقرأ أيضا: الخارجية الإيرانية: لم تُقدَّم أيُّ طلبات للقاء من جانبنا إلى الطرف الأميركي

أما بخصوص الممرات المائية والبحرية وأهميتها ضمن الموقع الجغرافي الكامل للجمهورية الإسلامية، أوضح شمس الواعظين أن هذه المزايا تعتبر أكثر من ورقة قوة لإيران، فهي ورقة تفاوضية قوية جدا. والولايات المتحدة تجد صعوبة كبيرة في التعامل مع هذا الملف؛ فإذا قامت إيران بإغلاق مضيق هرمز هل يمكن للولايات المتحدة فتح هذا الممر؟ الأمر صعب جدًا بسبب الوضع الجغرافي الجبلي الذي يطل على ما يُسمى بـ "خط القعر" كما يسمى في العلوم الاستراتيجية، وهو قريب جدًا من الجزر الإيرانية. ولهذا تخشى الولايات المتحدة وتحذر الدول الغربية من القوة التي تتمتع بها إيران في هذا المجال. بالتالي، من الصعب على الولايات المتحدة شن حروب ضد إيران في المستقبل المنظور. ولفت إلى أن الخاسر الأكبر في أي مواجهة ستكون الولايات المتحدة، لأن قواعدها ستُضعف ولا شك في ذلك أبدًا.

وقال إنه "في الليلة الأخيرة، حاولت الإدارة الأمريكية احتواء تداعيات العدوان الإسرائيلي ضد إيران، ووصل الأمر إلى تهديد نتنياهو بأنه إذا لم يصدر أوامر بإرجاع جميع الطائرات من إيران إلى "إسرائيل"، فستعلن الولايات المتحدة أن "إسرائيل" هي من قامت بالاعتداء. لأن الولايات المتحدة كانت تدرك أن إيران ستصعد من قوتها الصاروخية ضد الكيان الإسرائيلي، وهذا ما حدث بالفعل في الليلة الأخيرة مع إطلاق صاروخ "خيبر شكن 2"، الذي يمتلك قوة تدميرية هائلة جدا.

وأضاف شمس الواعظين أن الإسرائيليون، عبر الولايات المتحدة ووسيط أوروبي، تواصلوا مع وزير الخارجية الإيراني السيد عراقجي، لينقلوا رجاء تل أبيب منهم عدم إطلاق صاروخ "خيبر شكن 2" لأنه قادر على تدمير شارع كامل طوله 400 متر.

وأوضح شمس الواعظين: "أعتقد أن الولايات المتحدة ستقوم بدراسة تداعيات التصرف الإيراني في الرد ضد أي عدوان مستقبلي، لذلك، لا أعتقد أن الكيان الإسرائيلي سيخوض أي مغامرة جديدة ضد إيران"، لافتا إلى أن "التأكيد الإيراني برد فعل عنيف ضد أي محاولة إسرائيلية، سيقزم بتقويض أي عدوان إسرائيلي محتمل."

وقال بخصوص صحفي من أصل مغربي مقيم في الأراضي المحتلة، كان يشير إلى نقطة مهمة جدًا، وهي أنه في طهران، عندما تُضرب بناية أو مؤسسة، إذا مشيت في الشارع الإيراني بحثًا عن البنايات المدمرة، لن تجدها بشكل واضح. أما عندما تمشي في شوارع تل أبيب وحيفا، فلا يمكنك إلا أن ترى الدمار الشامل الذي يغطي تلك المناطق، خاصة في بعض المناطق الحساسة والاستراتيجية في "إسرائيل".

المزيد من التفاصيل في سياق الفيديو المرفق..

0% ...

آخرالاخبار

إنطلاق المرحلة 2 من مناورات القوات البحرية لحرس الثورة الإسلامية


منتخب إيران للتايكواندو یحصد ذهبيتين في بطولة العالم للشباب


اتفاق غزة بين الاعتداءات الإسرائيلية وخطة ترامب


بعد هلاك 'أبو شباب'.. داخلية غزة تدعو المرتبطين بالاحتلال للاستسلام


الرئيس الروسي.. سنواصل 'دون انقطاع' تصدير الوقود للهند


متحدث الفيفا يرحب بحضور ممثلي إيران في حفل قرعة كأس العالم


فنزويلا تواجه عزلة جوية بعد وقف شركات طيران رحلاتها إليها


منصّات التواصل تغلي.. تعيين"كرم" يفجّر عاصفة جدل على المنصّات اللبنانية!


مسؤول أممي يدعو للضغط على كيان الإحتلال لإنهاء خروقاته


بيان لرئاسة العراق حول إدراج حزب الله وأنصار الله على قائمة الإرهاب