في قلب الصراعات التي عصفت بغزة ولبنان واليمن، وبين خطوط المواجهة في إيران تتجلى قيمة أعمق من أي سلاح فتاك، وأشد وقعاً من أي ضربة عسكرية: ثقافة الصمود.
الصمود هنا ليس مجرد صبر على الحرب أو انتظار لانتهاء العدوان، بل هو إرادة الحياة المستمرة رغم الدمار، وإصرار الإنسان على التمسك بأرضه، واستمرار التعليم والزواج والإنجاب، وإعادة البناء والإعمار رغم أن الحرب لم تنته بعد.
في غزة اليوم، رغم مرور عامين على الحرب، نجد أكثر من 100 ألف امرأة حامل بحسب تقديرات وإحصاءات المنظمات الدولية. هذا دليل حي على قدرة المجتمع على الاستمرار، وهو ما يربك العدو أكثر من أي صاروخ أو قصف.
في جنوب لبنان، في اليمن، وفي إيران يتكرر الصمود بأشكاله الرمزية والعملية؛ من التضحية بالأرواح والممتلكات إلى الحفاظ على الحياة الاجتماعية والاقتصادية، مروراً بالتمسك بالقيم الثقافية والعقائدية.
لكن السؤال الأكبر يبقى: كيف يُقاس الصمود في ميزان الحرب؟ هل الصمود المدني أقوى تأثيراً على الاستراتيجية من السلاح الفتاك؟ وما العوامل التي تجعل المجتمعات مستمرة في مقاومتها رغم كل التحديات؟
هذه الحلقة تفتح ملفات الصمود، وتستكشف كيف تحولت المقاومة اليومية إلى قوة استراتيجية، وكيف تحولت ثقافة الصمود إلى إرث متوارث عبر الأجيال.