وُلد ناجي العلي في قرية الشجرة بفلسطين عام 1937، وهي قرية صغيرة بين الناصرة وطبريا. عام 1948، تم اقتلاع عائلته من أراضيها وأُجبرت على الهجرة إلى جنوب لبنان. كبر ناجي في مخيم عين الحلوة الذي أصبح بعد ذلك رمزًا للمقاومة وموطنًا لحنظلة، الشخصية التي ابتكرها ناجي العلي لتحمل هموم اللاجئين. ومن هنا تكون وعي ناجي العلي الفني والسياسي.
لم يكن الفنان الفلسطيني مجرد رسام كاريكاتير عابر، بل رسم بالألوان حكايات لصمود ومقاومة شعب جبار. بأعماله الفنية، أصبح هدفًا للأصدقاء، وحتى بعض الأنظمة العربية اعتبرت أن رسوماته تهدد مصالحها. كانت أعمال ناجي العلي الفنية تكشف المستور وتفضح التواطؤ مع الكيان المحتل، وتدعو لمقاومة هذا الظلم بكل الأشكال المتاحة.
تعرض ناجي العلي للتهديدات عام 1987، واغتيل في لندن. لم يكن موته خسارة للفن العربي فحسب، بل كان محاولة لإسكات صوت المقاومة. لكن كلمة حق يجب أن تقال: شهادة الفنان الكبير أكدت أن الفكرة أقوى من الرصاص.
حنظلة لا يزال يدور حول العالم، ويذكر الجميع بالحق الفلسطيني الذي لا مساومة فيه حتى يعود إلى أهله.
وکتب الشاعر الفلسطيني محمود درويش عن ناجي:" کان ناجي العلي مناضلاً فناناً وشهيداً في سبيل قضية عادلة. لقد رحل عنا جسده، ولکن روحه لاتزال تحلق فوق رؤوسنا، تذکرنا بأن الحلم لم يمت".