و أشار رستم إلى أن هذه السلطة في سوريا قد تخطّت الحدود المسموح بها، وانزلقت نحو الالتفاف على تلك التعليمات – سواء كان ذلك بتوجيه تركي، أو نتيجة اجتهادات شخصية من القائمين على السلطة – الأمر الذي أوصل الأوضاع إلى نقطة اللاعودة.
ولفت رستم إلى أن الطيران الإسرائيلي يقصف دمشق، يقصف عاصمة تُهان اليوم بأفعال هذه السلطة، بطريقة تُدمي القلوب وتُشوه وجه المدينة. وأضاف أن القائمين على السلطة باتوا في حالة خوف على أنفسهم، نتيجة التصريحات الإسرائيلية وما يقابلها من تنفيذ على الأرض.
وأشار رستم إلى أن ما يتعلق بالتواصل مع مشايخ العقل في المنطقة، فقد يكون هناك رابط بينهم وبين الجهات المعنية لإعلان اتفاق ما. لكن، وفق المعطيات المتوفرة، فإن الكلمة النهائية قد تكون للشيخ حكمت الهجري، الذي يُعد المرجعية الروحية العليا لطائفة المسلمين الموحدين الدروز، ويحظى بتأييد الأغلبية الدرزية.
وبيّن رستم أن هناك من يتهم الشيخ الهجري بالتعاون مع الكيان الإسرائيلي، مدّعين أن دعمه يأتي مباشرة من تل أبيب، إلا أن هذا الاتهام محل جدل واسع.
شاهد أيضا.. لحظة بلحظة.. غارات صهيونية تستهدف قصر الرئاسة و رئاسة الأركان السورية
واعتبر رستم أن إهانة الشيخ الهجري وإهانة الطائفة الدرزية بهذه الطريقة أمرٌ مرفوض في سوريا، مؤكدًا أن الواقع الجغرافي للمنطقة يفرض وجود علاقة ما بين الإسرائيليين والمشهد القائم، ليس بدافع المحبة للدروز، بل لأن "إسرائيل" – حسب تعبيره – هي من دفعت بالمسلحين لتنفيذ عمليات قتل بحق الدروز، وللتوغل البري نحو درعا.
وأوضح أن هناك دروزًا داخل "إسرائيل" يحملون الجنسية الإسرائيلية، ويتواصلون مع أبناء طائفتهم في سوريا على أساس الانتماء المذهبي، مشددًا على أن هذا لا يُعد عيبًا بحق الدروز ولا يبرر وصمهم بالعمالة. وقال: "الدروز هم أبناء سلطان باشا الأطرش، وهم أصحاب مواقف وطنية مشرفة، ومحاولة تشويه صورتهم أمر غير مقبول".
وأضاف أن ثمة واقعًا جغرافيًا وروابط قربى مع بعض الأشخاص الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية، وهم من يدفعون بهذا الملف باتجاه معين، ضمن سياق المشروع الإسرائيلي الأشمل في الشرق الأوسط، الذي – بحسب رستم – تُسهم السلطة الحالية في دمشق في تنفيذه بهذه الطريقة.
وختم رستم بالتأكيد على أن القضية ليست قضية عمالة من طرف الدروز، بل إن "العميل الحقيقي هو من يسعى لضرب الطوائف ببعضها البعض"، معتبرًا أن ما يحدث اليوم هو إشكالية وطنية حقيقية يجب التعامل معها بمسؤولية.
التفاصيل في الفيديو المرفق ...