ولفت الدكتور عماد البشتاوي إلى أنه، رغم ما يبدو للبعض من استقرار الوضع في الضفة الغربية بالنسبة لـ"إسرائيل"، فإن قوات الاحتلال تتحرك في جميع المناطق، وقد أقامت أكثر من ألف حاجز ونقطة تفتيش تُغلق بها مداخل المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية.
ومع ذلك، شدد البشتاوي على أن "إسرائيل" – شأنها شأن أي قوة احتلال في العالم – لا يمكنها ضمان استسلام الشعب الواقع تحت الاحتلال، إذ إن مقاومة الاحتلال عملية تراكمية وتصاعدية لا بد أن تنفجر في نهاية المطاف قائلا أنه "لا يمكن لشعب يعيش تحت الاحتلال أن يستسلم للمحتل.
ونوّه البشتاوي إلى أن "إسرائيل"، وبعد أكثر من قرن من الصراع مع الشعب الفلسطيني، لم تدرك حتى الآن المعادلة الجوهرية لهذا الصراع، ولا تزال تتوقع أن المزيد من القوة والضغط العسكري كفيلان بإجبار الفلسطينيين على الاستسلام، وبالتالي القبول بجميع المشاريع التي يتخيلها هذا الكيان.
شاهد أيضا.. مجزرة مروعة بغارة إسرائيلية على طابور غذاء للأطفال في دير البلح
وفيما يتعلق بقطاع غزة، أشار البشتاوي إلى أن الاحتلال يزعم أنه يسيطر على نحو ثلثي مساحة القطاع، إلا أن العمليات النوعية التي تنفذ داخل هذه المناطق، تؤكد عكس ذلك.
وقال: "تخيّلوا أن قطاع غزة كان محاصرًا حتى قبل السابع من أكتوبر، وجاء بعده حصار أشد وأكثر قسوة من أربع جهات، يُمارَس فيه التجويع والقتل من خلال الحصار الكامل والمطبق. ورغم كل ذلك، فإن الشعب الفلسطيني ينجح بما تبقى لديه من ذخيرة وإمكانات، وبفضل تفاعله مع الواقع، في تنفيذ عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي."
وأوضح البشتاوي أن الشعب الفلسطيني لا يواجه "إسرائيل" واستخباراتها وتكنولوجيتها فقط، بل يواجه كذلك الدعم العسكري والاستخباراتي الأمريكي، مشيرًا إلى وجود غرفة عمليات مشتركة، وتزويد الاحتلال بأحدث أنواع الأسلحة والمعلومات الاستخباراتية من قبل الولايات المتحدة.
وأضاف: "بالأمس، تابعنا لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي مع وزير الدفاع الأمريكي، وما صدر عنه من تصريحات تعكس مستوى التنسيق الكامل بين الجانبين، ليس فقط في الملف الفلسطيني، بل على جميع الجبهات التي تخوض فيها إسرائيل حروبها."
واعتبر البشتاوي أن هناك حالة رفض حقيقية ومتراكمة في الضفة الغربية، حتى وإن لم تظهر بشكل مباشر أو فوري. وأكد أن أحداث الانتفاضة الأولى عام 1987 جاءت بعد مرحلة ظن فيها العالم أن الشعب الفلسطيني بدأ بالتسليم بالأمر الواقع، إلا أن الانتفاضة فجّرت ذلك الوهم، وأذهلت العالم، كما فعلت الانتفاضة الثانية وسائر الانتفاضات المتلاحقة.
التفاصيل في الفيديو المرفق ...