مع اشتداد الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وتزايد الغارات الجوية التي تستهدف المدنيين، تتكدس جثامين الشهداء في ممرات ومداخل المستشفيات بسبب صعوبة دفنهم وعدم قدرة الأهالي على إيجاد قبور لدفن أبنائهم الشهداء.
وقال د. محمد شحادة الاخصائي في الطب الشرعي في مستشفى الشفاء:"الحقيقة أننا في الفترة الأخيرة واجهنا مشكلة جديدة في هذه الحرب الدامية على قطاع غزة، تتمثل في أن الجثث تبقى يومين وثلاثة أيام رغم أنها معروفة الهوية، ولكن بسبب انعدام وجود أماكن جديدة في المقابر. فالمقابر كلها في قطاع غزة امتلأت بالكامل، ولا يوجد متسع أو أي مكان جديد لدفن الشهداء الجدد. هذا كله بسبب كثافة الغارات وازدياد وتيرة عدد الشهداء بصورة كبيرة جداً.
أهالي الشهداء هنا في غزة يعيشون صدمات متتالية بعد فقدانهم لعائلاتهم. محمد الدلو، مصور فلسطيني، فقد والده وعدداً من أشقائه وأفراد عائلته قبل أيام. وبصعوبة بالغة تمكن من دفنهم في هذه المقبرة التي لا تكاد تتسع لدفن المزيد من الشهداء.
شاهد أيضا.. شلال دم لا يتوقف..آخر تطوّرات حرب الإبادة الجماعية على غزة
يقول مواطن فلسطيني: "لا توجد قبور، لا يوجد متسع في المقابر. الناس فوق ما هي جائعة، وفوق ما هي مُهجّرة، وفوق ما هي مشردة، كمان غير قادرين يوفروا قبور للي ماتوا منهم. وحتى لو وجدوا موت بالمجان وقبور بفلوس، الواحد مش عارف يموت منين: من جوع، ولا من تشريد، ولا من نزوح، ولا من نقص القبور، ولا من أمراض."
على مدار أيام الحرب، دمّر الاحتلال الإسرائيلي عشرات المقابر في القطاع، إما بشكل مباشر عبر القصف أو من خلال تجريفها. فلم تسلم حتى قبور الموتى من العدوان، وكأن الحرب في غزة لا تفرق بين الأحياء والأموات.
أزمة المقابر في غزة تمثل وجهاً آخر من أوجه الكارثة الإنسانية التي يعيشها الفلسطينيون في ظل استمرار الحرب والقصف والحصار. فلم يعد الموت هنا نهاية للحياة فقط، بل بداية لمعاناة جديدة تبدأ بالبحث عن قبر في أرض لا تكاد تتسع للأحياء.
التفاصيل في الفيديو المرفق..