وحول أحداث السويداء السورية بعد اشتباكات بين الدروز وعشائر بدو أكد الباحث في الشؤون الدولية علي شكر أننا نكون أمام إعادة رسم خارطة المنطقة على المستوى الديموغرافي.
وأوضح أن الإسرائيلي والأمريكي بعدما فشلا في تطبيق المشاريع المتعددة سابقا لم يعد أمامه امكانية ليقوم بعملية التقسيم الجغرافي لذلك يعبث بمسألة الأقليات الموجودة بالمنطقة مشيرا الى أن الساحة السورية أفضل نموذج في ظل هذه المرحلة التغييرية.
وحذر شكر من تسرية المسار السوري على كل البلدان بالمنطقة وضرورة الاتعاظ مما يجري في سوريا مشيرا الى حديث المبعوث الأمريكي في المنطقة كان واضحا فيما يتعلق بسايكس بيكو وإعادة التقسيم بطريقة أخرى بمعنى الضم وبلاد الشام وغيرها.
وقال شكر إن على المستوى السوري هذا العامل يبين مدى عدم الاطمئنان في الساحة السورية بعد تغيير النظام، ويبين كذلك عدم قدرة النظام الحالي على السيطرة والإمساك بالمفاصل الأمنية بعد أن قام الاحتلال بضرب مقدرات الجيش السوري بهدف إضعافه وجعله غير قادر ومشلولا نسبيا.
وشدد الباحث شكر على وجود نوع من التماهي بين ما هو موجود على مستوى الدولة السورية وكيانية الوجود السوري بشكل عام وحتى على المستوى الذي يرتبط بالواقع والمشهد الحالي. ما حكي عن وجود جماعات مختلفة من جنسيات متعددة على الحدود مع لبنان وبالتالي هذا يعني بطريقة ما أنه يوجد عدم استقرار في المشهد السوري.
وحول خلفية الاشتباكات بين الدروز والعشائر البدو في سوريا، تطرق أن المشهد السوري اليوم ممسوك نسبيا من ثلاث جهات موضحا أن الجهة الأكثر شمولا وقدرة في المنطقة هي الجهة الأميركية وبعدها العامل الإسرائيلي في الداخل السوري الذي يعمل على دعم الإقليات كما قام بشن ضربات بحجة حماية الدروز ما يؤكد على الهدف الإسرائيلي في تحشيد طائفي.
كما أكد أن ما حصل في الساحل السوري وما حصل مع الأكراد والدروز اليوم هو يأتي في هذا الإطار بهدف إعادة رسم الخارطة الإسرائيلية لإدارة المشهد السوري انطلاقا من قاعدة بريطانية على أساس فرق تسد.
واعتبر أن ما يحصل في سوريا من إشكالات يبين العبث في الساحة السورية من ناحية والعمل على تفرقة الأقليات من ناحية ثانية، ومن ناحية ثالثة العمل على التجييش وخلق نوع من الخوف لدى الطائفة الدرزية وأصبح الإسرائيلي ينادي للأسف بحماية دولية في ظل وجود دولة سورية مركزية.
وفيما يتعلق بالمطالب الدرزية من حكومة الشرع، نوه الى وجود نوع من الخوف بين الدرزيين خلقه الوجود اللامركزي للدولة في المرحلة الراهنة وكذلك دور الأمريكي والإسرائيلي وبالتالي خوف هذه الأقلية على وجودها ودورها في هذه المرحلة.
وتابع أن هذه الظروف أعطت الإسرائيلي هامشا من الاحتضان حيث يخوف الدروز من الدولة السورية ومن المكونات السورية خاصة وأن الدولة الموجودة بظل مكوناتها كانت موجودة سابقا في سياق المعركة، ما يخلق لهم نوعا من التشويش لدى الأقليات وعدم الاستقرار وعدم الاطمئنان والخوف من المستقبل.
ضيف البرنامج:
الباحث في العلاقات الدولية الدكتور علي شكر