قطاع غزة هو نوع من الأماكن حيث يجب الاحتفاء بروتين الحياة اليومية أكثر مما يحتفى بالبقاء على قيد الحياة. هنا يستحق البقاء على قيد الحياة اطراء واشادة كبيرة، وهنا لا توجد قصة تمثل المعاناة الغزيين بشكل تام وكامل، لكن رحلة روزانا قد تكون وصدا للكثيرين منا، حيث يسلب منها المألوف لتبقى وراءه أمور كانت ليست في الحسبان في يوم من الايام.
وقالت روزانا "اسم روزانا رائد عمر شاكورة، ولدت في عام 2000 في معسكر جباليا، تحديدًا في الفلوجة. والدي يعمل في حكومة رام الله موظف سلطة وامي ربة منزل اخوتي الكبير اسمه احمد والصغير اسمه يزن، حاليا احدهم لديه بسطة فلافل والأخرى يعمل في بسطة" .

الأمان الذي عاشته روزانا في طفولتها تحطم أمام واقع القسوة الذي فرضه الاحتلال والعدوان الإسرائيلي.
شاهد ايضا.. الاحتلال يقضي على أحلام المهندسة "صابرين" من غزة
واضافت روزانا "كانت طفولتي جميلة ومريحة وسليمة، وأحلى شيء فيها هو أنها كانت اعيش مع جدتي وهي من ربتني، ارجع من الروضة او المدرسة الى جدتي فعشت مع شخص كبير لذلك طفولتي كانت سليمة. لكن المحزن انه في يوم من الأيام فقدتها، كنت دائما اتجادل بسبب الطعام كنت احب الاكل السريع وكنت احب ان يحضر ابي الاشياء واذا لم يحضر شيئا كنت احزن وابكي تعودت على نظام معين".
وتابعت "عرفت ما يعني الاحتلال بينما كانت في الصف الأول، حدث قصف عنيف جدًا أثناء اداء الامتحان فجأة انقلب كل شيء. ننظر من شباك المدرسة يبدو كالدخان الأسود، وانا طفلة صغيرة لا تدرك أن هذا هو الاحتلال وانه يتم قصفنا. اعتقدت انه يوم القيامة، حتى المدير في المدرسة مرتبكًا لم يعرف ماذا يفعل في ظل وجود هذا العدد من الاطفال في المدرسة، رجعنا وكنت اتخيل أنني وحيدة ولن ارى اهلي وانا وحيدة فقط في الشوارع مع الانفجارات من حولي يومها كنت اخشى حتى الرجوع هل من المعقول ان اهلي موجودين، ومن هذه اللحظة تربيت على الخوف وانه لا يوجد امان ويوجد احتلال وحرب".

خوف روزانا من اندلاع حرب جديدة تحقق للأسف، فالقلق المرتبط بالعيش في أرض تشهد القصف لم يعد سؤالًا عن إذا حدث ذلك، بل عن متى حدث. هنا يتحول الواقع إلى خيبة أمل بسبب الطموحات التي لم تتحقق والأحلام التي لم تكتمل.
المزيد بالفيديو المرفق..