هكذا تبدأ الحدود: بطفلةٍ تسأل، وأبٍ يجيب بخوف.
جدارٌ يُراد له أن يبدو أمنيًا، لكنه إعلان حصار.
في بلدة سنجل شمال رام الله، لم يأتِ الجدار كخط فاصل فقط، بل كابوسٍ يمتدّ أمام البيوت أو يقتطعها.
فلا يحتاج الاحتلال إلى مزيد من الأسلاك…لتكون جدران المنازل امتدادًا طبيعيًا لهذا السجن الكبير.
ويقول مواطن من سنجل: تحس أنك داخل السجن، ممنوعة تذهب وتأتي. ويضطر الواحد يظل على الأعصاب. شباك وشباك... كلما نسمع صوتا ، الجيش يوقفون ويفتشون ويفتشون في نقطة التفتيش. يجي يمر من وراء البيت ليفحصوا.
تحت ستار ‘حماية المستوطنين’، يُخنق الفلسطيني بجدار بطول 1500 متر وارتفاع يصل إلى 6 أمتار…
لكن هذا الجدار ليس أمنًا—بل عقاب.
وقال الناشط السياسي عايد غفري: ليس هذا الجدار في السنجل والقرى ليس إلا لمحاصرة الفلسطينيين وخلق مآزق ويطارد المواطن الفلسطيني، ابتدأ من سنجل ومن عزون وبيت لحم وبعد ذلك سوف تتوالى هذا الجدار حول كافة القرى الفلسطينية لانها تمطل سياسة دولة الاحتلال المتطرفة على رأسها سموتريش وبن غفير.
جدار سنجل لم يبنى بمعزل عن جدار عزون… فالمخطط واحد، والعقاب يتكرر.
في البلدتين تُبتلع البيوت وتُغلق الطرق، وما تبقى من الضفة يُقاس بين بوابة تُفتح تحت المراقبة، وساعة تُغلق بلا موعد. في وطن تتكاثر فيه الجدران كأنها نمط حياة، تتحول الأرض إلى سجن تتسع حدوده."
هنا يحاصر الوطن من داخله وتصادر الحرية باسم الأمن، سياج هنا وبوابة هناك وخريطة أمنية تعيد رسم حياة الفلسطيني بالقوة.