وكل ما تتطلع إليه الآن أن تتوقف الحرب حتى تتمكن من زيارة قبر والديها وما يؤرقها هو أن والدها الشهيد بقي جثمانه في الشارع 5 أيام قبل أن يدفن.
خلال عقدين فقط من حياتها، عايشت فريال من المحن ما لا ينبغي لروح شابة أن تتحمله لكن حياة الفلسطينيين التي لطالما كانت هكذا حتى قبل السابع من أكتوبر.. رهن بإرادة وسياسة الآخرين وبأوامر تصدر مباشرة من تل أبيب ومن يقف خلفها.
وتحكي فريال عن حياتها قائلة إنها بلغت من العمر 20 ربيعا وكانت تسكن الضفة ولدت بمستشفى المقاصد ، كان والدي أسير محرر تقريبا حوالي 4 سنين ونصف قضى في السجن. وبعد ما خرج من السجن جابوه الى هنا.
وطبعا بعد سنة أو سنتين جئنا الى هنا ولم يكن سهلا.
أمي، الله يرحمها، أنجبتني أنا وأخويا، وبقينا هنا. بس أمي، لأن هويتها كانت مخفية، أبويا حوّلها لهويته، لأنه كان خايف نطلع وما نرجع. هوية أمي كانت لحد الآن زرقاء. يعني، طبيعي، كل ثلاث شهور تسافر. أمي لا تشتغل. أبي بس يشتغل بصناعة السيارات. وأخيراً، يعني، قبل الحرب، لفترة، قبل ما يتعافى. وطبعاً، هو ما اشتغل أبدا.
مع نفي والدها إلى غزة، الوضع صار أصعب وأكثر تعقيدًا. فيما تحاول فريال اليوم، تجمع بين الذكريات الجميلة مع تلك المؤلمة.
وتواصل فريال سرد قصتها:
أمي، عشت معها من وأنا صغير. عشت معاها في الضفة.
كانت هناك خالاتي وأخوالي وعماتي وأعمامي وستي وكل قرايبي موجودين هناك، لدرجة إن أخوي كمان هنا، ونصهم في الشفا، أكبر مني بسنة. وبصراحة، كانت أحلى أيام حياتي، يعني من اللبس، والشرب، والغسيل، الخروج وكله.
بس لما جئنا هنا، يعني كانت أيام صعبة عليّ جدًا. وما كنت أقدر أصبر أرجع هنا، بصراحة، لأني ما استمتعتش بأي حاجة. غير كده، جينا هنا وكانت حرب، وأمي وأبي ماتوا. وفقدت رجلي.
تعلم الأجيال الفلسطينية مبكرا أن تعيش تحت الاحتلال، وسرعان ما أدركوا أن الأرض التي ينتمون إليها لا يستطيعون التحرك فيها بحرية.
وتتابع فريال قائلة:
المزيد من التفاصيل في سياق الفيديو المرفق..