وفيما يتعلق بالخبر الذي أوردته هيئة البث الإسرائيلية عن اعتقال إسرائيلية بتهمة التخطيط لاغتيال بنيامين نتنياهو، ودلالات توقيت إعلان الشاباك عن إحباط محاولة الاغتيال، أشار د. علي شكر، الباحث السياسي والمختص في العلاقات الدولية، إلى أن الحدث يمكن قراءته من محورين:
الأول: يتعلق بالمشهد الإسرائيلي الداخلي، لا سيما وضع نتنياهو في الأسابيع الأخيرة، وحديث الأوساط السياسية عن إمكانية التوصل إلى تسوية بشأن قضايا القضاء، وتحركات الكنيست بخصوص وضعيته ومحاكمته. وبالتالي، فإن إعلان الشاباك عن إحباط محاولة الاغتيال قد يكون محاولة لإعادة تلميع صورة نتنياهو وتعزيز مكانته السياسية.
الثاني: يُقرأ من زاوية مغايرة تمامًا؛ إذ إن المزاج العام داخل الكيان الإسرائيلي مؤخراً يشير إلى تراجع شعبية نتنياهو، واتهامه بالانشغال بصراعاته الشخصية على حساب الشأن العام. وإذا ما كانت هناك محاولة فعلية للاغتيال، فإنها تعكس هذا المزاج الشعبي وقد تمثل نقطة تحوّل داخلية. أما إذا كان الخبر غير دقيق، فقد يكون مجرد أداة لتعزيز موقع نتنياهو سياسيًا.
شاهد أيضا.. من سيخرج أولا من قطاع غزة: حماس ام نتنياهو؟
وفي هذا السياق، اعتبر شكر أن أسلوب تنفيذ العملية يحمل دلالات مهمة، وقد يشير إلى ما يريد الإسرائيليون الترويج له. فلو صحّ أن العملية تحمل بعدًا داخليًا، فقد يكون الهدف توجيه أصابع الاتهام إلى خصوم نتنياهو السياسيين. أما إذا تم ربطها بجهة أو دولة إقليمية خارجية، فقد تُستغل لتعزيز التفاف الرأي العام حول نتنياهو.
ونوّه شكر إلى أن السلطات الإسرائيلية عادة ما توظف المعلومات الأمنية والسياسية بما يخدم مصالحها، سواء في الداخل أو أمام الغرب، وهو ما ظهر في مختلف الحروب، حيث تم تقديم صورة إعلامية مغايرة للحقيقة الأمنية والعسكرية.
وشكك شكر في دقة ما يصدر عن الجهات الرسمية الإسرائيلية، سواء كانت سياسية أو عسكرية أو أمنية، مشيرًا إلى أن هذه المعلومات غالبًا ما تُستثمر سياسيًا لتعزيز موقع القيادة أو تمرير أجندات محددة.
كما تطرق البرنامج إلى حرب التجويع التي يصر الاحتلال الإسرائيلي على ممارستها ضد سكان غزة المحاصرين، الذين يعانون أوضاعًا إنسانية كارثية.
وعن أسباب الإصرار على استخدام هذا الأسلوب، أوضح شكر أن "إسرائيل" تعتمد استراتيجيتين أساسيتين:
الأولى: إبراز قوتها العسكرية واستمرار العمليات منذ أكتوبر قبل عامين وحتى اليوم.
الثانية: ضرب الروح المعنوية للفلسطينيين، من خلال خلق واقع قاسٍ يدفعهم إلى فقدان الأمل بالحياة أو الاستمرار.
وأضاف أن جزءًا من هذه الحرب هو آني، يتمثل بالقصف والتدمير، وجزءًا مستقبليًا، يهدف إلى خنق الفلسطينيين عبر قطع المياه والمواد الصحية والدوائية، ما يدفعهم إلى خيارين: الرحيل أو الموت.
ورأى شكر أن التجويع سلاح استراتيجي إسرائيلي على المدى الطويل، مشيرًا إلى أن صمود الفلسطينيين رغم كل المعاناة يثير دهشة وغضب الاحتلال.
وأوضح أن الاحتلال بدأ بخنق القطاع اجتماعيًا، ثم صحيًا، والآن يضرب الحياة اليومية عبر قطع المياه والغذاء، وهذه هي المرحلة القصوى في الضغط على الفلسطينيين، قبيل الوصول إلى حد الموت الجماعي.
وختم شكر بالقول إن الاحتلال الإسرائيلي اليوم يستخدم حرب التجويع لأنه عجز عن فرض معادلاته عسكريًا على الأرض، وبالتالي لجأ إلى أقسى أشكال العقاب الجماعي لتحقيق أهدافه.
واستعرض البرنامج التعليقات الواردة في الإعلام العبري المتعلقة بحرب التجويع التي شنها اليوم كيان الاحتلال ضد أبناء القطاع من حيث تشكيلها مأساة إنسانية لسكان غزة، بل من جهة صورة الكيان.
وتفاعلت مواقع التواصل الإسرائيلية بشكل كبير مع حرب التجويع في قطاع غزة، والمغردون انقسموا بين مؤيد ومعارض. وهذه بعض التدوينات:
وقال موشيه شالون: "إن تجويع السكان بهدف التهجير الطوعي وإطلاق النار والقتل دون وجود تهديد لحياة الإسرائيليين جريمة قتل وجريمة حرب."
فيما قال لكيبوش: "لماذا يفكر أحد ما بإطلاق النار على حشد من الجائعين يحاولون الحصول على الغذاء؟ كفى تجويعاً، كفى مجازر."
فيما تساءلت مرآة شحورة قائلة: "ماذا سيعود علينا من إنقاذ المختطفين في غزة؟ صورة وابتسامة وعلم. لكن إذا دمرنا غزة فربما سنشعر أخيراً بأننا انتصرنا في الحرب."
ضيف البرنامج:
- د. علي شكر، الباحث السياسي والمختص في العلاقات الدولية
التفاصيل في الفيديو المرفق ...