بعد نحو 20 شهرا من العدوان الإسرائيلي على غزة، وما خلفه من مآس إنسانية ودمار غير مسبوق، تقترب واشنطن من لحظة مراجعة سياسية حاسمة. ففي ظل ضغوط دولية متزايدة، وتعثر ملف الأسرى وغياب أي تقدم في محادثات وقف إطلاق النار، تلوح مؤشرات إلى احتمال تحول في نهج إدارة الرئيس دونالد ترامب تجاه القطاع.
وفي تقرير نشره موقع أكسيوس الأميركي كشف عن توجه داخل الإدارة الأميركية لإعادة تقييم استراتيجيتها. وبحسب المصادر، فإن وزير الخارجية ماركو روبيو شدد على أن المرحلة الحالية تتطلب إعادة تفكير جدية للغاية، في ضوء فشل جولات التفاوض وانعدام النتائج على الأرض.
ويشير التقرير إلى أن روبيو يرى أن اتفاقات وقف إطلاق النار الجزئية لم تعد مجدية، ملمحا إلى ضرورة دراسة نهج شامل ينهي الحرب ويضمن إطلاق سراح جميع الأسرى دفعة واحدة، بدلا من الحلول المرحلية التي تبنتها الإدارة في بداية العام.
هذا التحول المحتمل يأتي بعد أشهر من منح ترامب لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو حرية شبه مطلقة في إدارة الحرب: من العمليات العسكرية، إلى التفاوض على صفقات التبادل، وصولا إلى تقييد المساعدات الإنسانية. غير أن هذا التفويض لم يسفر عن نتائج ملموسة، بل تزامن مع تفاقم الكارثة الميدانية، حيث تجاوز عدد الشهداء الـ 60 ألفا، وسجلت أكثر من 120 وفاة بسبب الجوع خلال الأسابيع الأخيرة.
وفي الوقت الذي تتزايد فيه عزلة الاحتلال على المستوى الدولي، تجد واشنطن نفسها محاصرة بين خطابها الداعم لحليفها في تل أبيب، وضغوط أوروبية متصاعدة تدعو إلى وقف فوري للقتال والسماح بدخول المساعدات.
وبين هذا وذاك، تبدو إدارة ترامب أمام لحظة اختبار سياسي حقيقي: هل تمضي في تعديل جوهري لاستراتيجيتها؟ أم تواصل الاكتفاء بالتصريحات الإنسانية دون تغيير فعلي في الميدان؟ وتلميحات روبيو نحو اتفاق شامل قد تكون مؤشرا على تحول منتظر... أم هي مجرد محاولة لامتصاص الاحتجاجات الدولية المتزايدة؟