جاء ذلك خلال حديث مفصل لعراقجي استعرض فيه خلفيات الملف النووي الإيراني والمراحل التي مرت بها المفاوضات مع الغرب، موضحاً أن منطق الاتفاق النووي ارتكز على مبدأ تبادلي يقوم على قيام طهران بإجراءات بناء ثقة مقابل رفع الحظر عنها.
وأشار إلى أن إدارة ترامب الأمريكية عندما أبدت رغبتها في التفاوض حول الملف النووي، أعلنت طهران استعدادها للحوار وفق نفس المنطق، مع تأكيدها على عدم قبول أي شروط تعطل برنامجها النووي أو توقف عمليات التخصيب.
ولفت عراقجي إلى أن الطرف الأمريكي حاول فرض شروطه خلال المفاوضات، إلا أن الوفد الإيراني صمد أمام هذه الضغوط، ما دفع واشنطن في النهاية إلى تبني الخيار العسكري بعد فشل الحلول الوسطى التي اقترحها بعض الأطراف الدولية.
وشدد وزير الخارجية على أن خيار التفاوض لم يكن قراراً منفرداً لوزارة الخارجية، بل جاء تنفيذاً لتوجيهات القيادة الإيرانية العليا، معتبراً أن هذه الخطوة حققت مكاسب مهمة لإيران على الصعيد الدولي، حيث ساهمت في إثبات حقانية الموقف الإيراني أمام المجتمع الدولي.
وأوضح عراقجي أن التلاحم الشعبي الكبير الذي شهدته إيران خلال الأزمة الأخيرة يعود إلى اقتناع المواطنين بأن حكومتهم بذلت كل الجهود الدبلوماسية الممكنة لتجنب المواجهة، بينما أصر الطرف الآخر على تبني لغة القوة.
وأكد عراقجي أن بلاده تعاملت مع الأزمة الأخيرة من موقع القوة والاستعداد الكامل، مشيراً إلى أن الكيان الصهيوني ارتكب خطأ فادحاً في تقدير قدرات إيران على الصمود والرد.
وقال عراقجي إنه رغم توقعات العدو بأن إيران ستواجه صعوبات جمة خلال أسبوع، إلا أننا أثبتنا العكس من خلال تعيين القيادات الجديدة والرد السريع خلال ساعات فقط.
وأضاف وزير الاخارجية: "لقد طلب العدو وقف إطلاق النار في النهاية، لكننا كنا نحن من وجهنا الضربة الأخيرة والأكثر حسماً".
وتابع عراقجي حديثه بالقول: "إن العلاقة بين إيران والولايات المتحدة تحمل طابعاً خاصاً، فهي ليست قابلة للحل بشكل نهائي، لكنها قابلة للإدارة والتحكم بتكاليفها".
وأكد عراقجي أن "الاتفاق النووي كان محاولة جادة من جانبنا لإدارة الملف النووي بتكاليف أقل، ونحن ما زلنا متمسكين بهذا النهج في حال تمكنّا من تحقيق مصالحنا الوطنية".
وأردف قائلاً: "إن موضوع تخصيب اليورانيوم يمثل خطاً أحمر لنا، وهو أمر غير قابل للتفاوض أو التنازل، لأن أي تراجع في هذا الملف كان سيعني فقط تأجيل المواجهة وليس منعها".
وشدد عراقجي على أن "إيران لن تتنازل عن مبادئها تحت أي ضغط، وقد أثبتت أنها قادرة على الصمود في وجه كل التحديات".