غزة تتحوّل إلى كابوس يومي يطارد جيش الاحتلال، فجنود النخبة يعودون إما محمولين أو لا يعودون أو يرفضون الخدمة في القطاع.
وبينما الخسائر تتصاعد والاعترافات تتسرب تدريجيا، تترنح الرواية الرسمية تحت وطأة ما يجري في الميدان.
وفي أحدث الاعترافات الإسرائيلية، أكدت وسائل إعلام عبرية مقتل جندي إسرائيلي وإصابة تسعة آخرين من وحدة الاستطلاع خلال اشتباكات عنيفة في خان يونس بجنوب قطاع غزة. ثلاثة من المصابين حالتهم حرجة، وأربعة آخرون في وضع خطير، ومن بينهم قائد وحدة الاستطلاع.
من جانبه اعترف جيش الاحتلال بإصابة ضابط قتالي وجندي من وحدة الاستطلاع الصحراوية بجروح خطيرة إثر انفجار عبوة ناسفة في رفح، في حادثة تؤكد تصاعد وتيرة الخسائر في صفوف قواته.
وفي وقت سابق، أكدت وسائل إعلام عبرية مقتل أربعة جنود إسرائيليين وإصابة آخرين جراء انفجار عبوة ناسفة استهدفت قوة عسكرية في خانيونس.
وفي خطوة نادرة، كشفت تقارير أن ثلاثة من جنود لواء ناحال قد حُكم عليهم بالسجن بسبب رفضهم المشاركة في القتال بقطاع غزة، ما يعكس حجم الضغط النفسي والرفض المتزايد داخل صفوف الجيش.
رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو أقرّ بصعوبة المعركة في قطاع غزة، معترفاً بسقوط قتلى وجرحى في صفوف جيشه، لكنه شدد على الاستمرار في القتال حتى تحقيق أهداف الاحتلال في القضاء على حركة حماس.
وبهذه الخسائر، يرتفع عدد قتلى الجيش الإسرائيلي منذ بدء عملياته البرية في قطاع غزة إلى أكثر من أربعمئة وستين جندياً، وفق البيانات الرسمية فيما كشفت صحيفة عبرية عن إصابة نحو ثمانية عشر ألفا وخمسمئة من أفراد الجيش وقوات الأمن بجروح منذ بدء العدوان على القطاع.
وبهذا تكشف غزة من جديد أن المقاومة ليست خصما سهلا، وأن كل يوم يمضي يزيد من تعقيد المشهد العسكري الإسرائيلي، ويضع مستقبل الاحتلال في مأزق لا يمكن تجاهله.